"فكرة جنونية" لتحسين النوم
طرحت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية تساؤلًا عن مدى فعالية إغلاق الفم أثناء النوم، بواسطة شريط لاصق، لحل عدد كبير من المشكلات الصحية الشائعة، بدءًا من رائحة الفم الكريهة وحتى الشخير.
وقالت الصحيفة بأن مقاطع فيديو، اجتذبت أكثر من 25 مليون متابع، انتشرت على منصة التواصل الاجتماعي "TikTok"، تحدثت عن فوائد شريط الفم، والذي يتضمن إما لصق الشريط عموديًا (عبر الشفاه) أو قطريًا عبر الفم (على شكل الصليب)، وما حققه من تحسين للنوم.
وأضافت الصحيفة أن ربط الفم يعتمد على مبدأ أن التنفس من خلال الأنف، أفضل؛ لأنه يشجع على إطلاق أكسيد "النيتريك"، وهي مادة كيميائية تفتح المسالك الهوائية ويعتقد أيضًا أنها تساعد الجسم على مقاومة الالتهابات.
ونقلت الصحيفة عن روبن ماكنيليس، أخصائي العلاج الطبيعي للرئة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في لندن، أنه حين يزفر الإنسان من خلال أنفه، يتم ترسيب 75% من أكسيد "النيتريك" الناتج وإعادة تدويره في الأنف، ولكن إذا قام بالزفير من خلال الفم، فسيتم فقدان أكثر من 75% من "النيتريك".
وأوضح أن الأمر لا يتعلق فقط بأكسيد "النيتريك"، حيث عند التنفس عن طريق الأنف، يمر الهواء عبر هياكل الأنف ويلتقط الكثير من الحرارة والرطوبة، وهو أمر مفيد لأن الإنسان يحتاج إلى أكسجين تصل درجة حرارته إلى 37 درجة مئوية ومشبع بالرطوبة، ليتم امتصاصه في أنسجة الرئة، كما ويقوم الأنف أيضًا بتصفية البكتيريا والملوثات.
في حين إذا كان التنفس من خلال الفم، يكون الهواء أكثر جفافًا وبرودة، مما يعني أنه يجب أن ينتقل إلى أسفل القصبات الهوائية قبل أن يتم امتصاصه؛ وهذا يمكن أن يشجع على التنفس الزائد.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من اندفاع واقتناع العديدين بتجربة لاصق الفم، حتى المشاهير مثل المذيعة التليفزيونية جوليا برادبري، ومهاجم مانشستر سيتي إيرلينج هالاند، إلا أن ربط الفم لن يعمل كعلاج، بحسب الباحثين والأطباء.
وحذّر الأطباء من الخطر الكامن في نوعية الشريط المستخدم لإغلاق الفم، مؤكدين ضرورة أن يكون اللاصق يسهُل إزالته بمجرد النفخ في الشفتين، كما نصحوا بتعلم تمارين التنفس ومراجعة المختصين لحل أي مشاكل صحية؛ بدلاً من اللجوء لما أسموه بـ"الأفكار الجنونية".