الاخبار العاجلة
حنين البطوش تكتب: الزوجة النكدية تهدد الحياة الزوجية

حنين البطوش تكتب: الزوجة النكدية تهدد الحياة الزوجية

حنين البطوش / أخصائية نفسية وتربوية

يعاني بعض الأزواج من الكثير من المشاكل والخلافات في حياتهم الزوجية تؤدي إلى فجوة كبيرة وبناء حاجز نفسي بينهم وتعود هذه المشاكل لعدة أسباب من أهمها نكد الزوجة، ويطلق عليها عند البعض ب"الزوجة النكدية"، لأنها تعتبر مصدر لإزعاج الأسرة وإثارة مشاعر الكآبة والضغط النفسي المستمر بالبيت سواء للزوج أو للأولاد، وتتخذه بعض الزوجات للأسف أسلوب حياة.

وتتصف الزوجة النكدية بعدة سمات منها: كثيرة الغضب ولا تستطيع السيطرة على ضبط غضبها، لا تتحكم بانفعالاتها ودائمة الصراخ وكثيرة الإنزعاج والكآبة والبُكاء احياناً عندما لا تسير أمورها وفقًا لمخططاتها، كما لا تتقبّل النّقد من الآخرين، وإذا تم انتقادها تشعُر بالامتعاض والانزعاج، وتتهم الآخرين بمهاجمتها حتى وإن لم يفعلوا ذلك، مما يؤدي إلى التحسس من الآخرين، وقد لا تُجيد التفكير قبل اتخاذ القرارات حيث تتّخذ قرارات متهورة بسرعة كبيرة وتندم عليها لاحقًا،وسريعاً ما يتلاشى صبرها وصعوبة الحوار والتفاهم معها،ومن الصفات التي تتصف بها الزوجة النكدية أيضاً الشعور بالنقص وعدم السعادة وتتطلع دائمًا إلى الآخرين وحالهم، بشعورها بأنهم أفضل منها، وغالبًا ما تحتوي كلماتها على السلبية والسخرية والاستهزاء من مستوى الزوج التعليمي أو البدني، ومطالبتها بالطلاق على أصغر الخلافات.

وتعتبر الزوجة النكدية من الشخصيات السوداوية صاحبة نظرة تشاؤمية ويسيطر عليها الشعور بالحزن والغضب ونشر جو الكآبة بالبيت،فتحول الفرح إلى ترح وتحاول دائما أن تفرض همومها وشؤونها على الآخرين ومحاولتها أن تكون محور الحديث، وقد لا تتردد بأن تكدر عليهم صفو أوقاته بافتعال المشاجرات والمشاحنات حتى مع أقرب الناس إليها مما يؤدي إلى النفور منها.

فالزوجة النكدية بطبعها يغلب عليها طابع النكد في معظم الأوقات، لكن هناك بعض العوامل النفسية عند المرأة قد تسبب زيادة النكد لديها، كتقلب المزاج والهرمونات التي تلعب دورا كبيرًا كل شهر قبل بداية الدورة الشهرية أو اثناء الحمل وشعورها بعدم الراحة والانزعاج والاستعداد للأكتئاب والخلافات ولا تعلم ما هو السبب، وتصبح عصبية جدًا ومرهفة الأحاسيس، أما السبب الثاني هو الطبع ،حيث تمتلك بعض النساء الطبع المزعج والمبالغة فيه وعلى حسب الظروف،فتبحث عن النكد في أبسط الأمور، ومنها أيضًا العامل الوراثي الذي يمثل 25 %، التربية الصارمة، الحياة الاجتماعية والظروف والخبرات السابقة التي نتجت عنها صور ذهنية سلبية ومحبطة.

ويُعزى ايضاً نكد الزوجة وسوء مزاجها عادةً لقلة النوم والتعب والتوتر النّفسي والقلق، وقد يكون النكد سببه مرض نفسي أو اضطراب في الشخصية وعدم التكيف الاجتماعي، وتعدد المهام المطلوبة منها كواجباتها ومسؤولياتها تجاه الزوج والأسرة، ونكد الزوجة قد يكون بعدم التوافق مع الزوج بالكثير من الأمور والقضايا وطريقة التفكير أحياناً، مما يؤدي إلى حرب نفسية وسوء الظن وسطحية التفكير، وسوء الأحوال المادية، فهي تستخدم النكد كسلاح لها في تلبية متطلباتها إضافة إلى أنها قد تكون عاملة أحيانًا فيزيد على عاتقها مسؤولية عملها خارج المنزل، والموازنة بين الداخل والخارج، بالتالي مساعدة الزوجة بتنظيم وترتيب المنزل يُحسن من مزاجها ويجعلها هادئة.

ونسمع كثيراً أن الزوجة أكثر اتهاماً بالنكد بوقتنا الحاضر فلا نلقي اللوم دائماً على الزوجة، لأن الزوج يقع في ذلك أيضاً، ولابد للزوجين أن يبذلوا قصارى جهدهم في سبيل المحافظة على العلاقة الزوجية من أجل أسرة سعيدة.

فتشير بعض الدراسات إلى أن سبب نكد الزوجة في المنزل يعود إلى تكشيرة الزوج، وعدم التبسم الذي يضفي جوًا من الكآبة والتوتر والنكد على كافة أفراد الأسرة،وغياب الأسلوب الجيد والحوار والاستماع بين الزوجين، وغياب الزوج المتكرر من البيت بشكل مستمر وكأنه مُتغيب تغيباً كاملاً، وعدم معرفة طبع ومزاج الزوجة مما يؤدي إلى فشل الزوج بالتعامل معها لعدم وجود الصبر والحكمة والأسلوب المناسب لديه بالتعامل، وعدم تلبية احتياجاتها النفسية والعاطفية وإهمال الزوج للزوجة وأسرته وكثرة لوم وانتقاد أهل الزوجة وعدم احترام الزوجة وإهانتها وقلة التواصل والحوار بينهما، مما يؤدي إلى النكد عند الزوجة وانهيار جدار الثقة المتبادلة بين الزوجين.

ويعتبر نكد الزوجة بصورةٍ عامة مشاعر سلبية ومزعجة تحيط بها،لذا فالحل للتخلص من هذه المشاعر هو اتباع النمط الصحي في حياتك، مثل ممارسة التمارين الرياضية باعتدال وانتظام، يساهم في التقليل من النكد،وجدولة أوقات النوم ويفضّل هنا تحديد وقت معين للنوم والاستيقاظ فيه كما يناسبك،والتواصل مع الأصدقاء الإيجابيين، والانخراط في الأعمال التطوعية والاجتماعية التي تجلب السعادة،ويمكن للزوجة النكدية ممارسة تقنيات التنفس العميق واليقظة الذهنية وكذلك اليوجا وغيرها، فكل منها له دور معين في تحقيق الهدوء النفسي والراحة والاسترخاء للشخص والتقليل من مشاعر القلق والتوتر والعصبية.

فمن المهم تهيئة النفس للمرح وتغير فكرة ونظرة المرأة إلى نفسها ومتطلباتها وكيف يمكن أن تعبر عن نفسها وعواطفها بطرق صحيحة وتلبية احتياجاتها بطرق مناسبةبعيداً عن سلوك النكد والإلحاح.

 

وعلى الأزواج أن يقصدوا باب العلم، بتعلم ما افترض الله علينا من علم الدين وتعلم أحكام النكاح وأن يتعلم كل من الزوجين ما له وما عليه من حقوق وواجبات،وأن يكون الزوجان صبورين في معاملتهما،حتى لا تؤثر المواقف العصبية في علاقاتهم وحتى لا يتضخم حجم الخلاف بينهم،وتتسع الفجوة بينهم،وأنهاء العلاقة بينهم بشكل نهائي،فأن جو المرح في الأسرة يعتمد على الزوجين معًا، إذاً على الزوجين تعلم طرق وفن إدارة الخلافات وأن يتسم أسلوبهم بالإدارة الذكية والمحبة والمودة والحكمة والليونة والتسامح وعدم الشدة بما يجعل من هذه الخلافات فرصة لتعلم طرق مواجهة المشكلات بعقل وحكمة وبما يرضي الله عز وجل .
وإذا انتهجت الزوجة أسلوب النكد فهو يفتح باب الخراب على العلاقه الزوجية مما يؤدي إلى عدم الاستقرار والضرر وفقدان الآمان، فمن يزرع الرّيح يحصد العاصفة، فالبداية بالنكد قد تكون أمر بسيط ومُحتمل، والبيت الذي يعشش فيه النكد تستوطنه الأمراض والعلل، حيث تقول بعض الدراسات النفسية والطبية، فمن أهم ثمرات الحياة الزوجية السعيدة الصحة الجيدة ومقاومة أكثر للعدوى وانخفاض احتمالات الوفاة بسبب الإصابة بالأمراض الخطيرة كالسرطان أو أمراض القلب، وأن النكد وضغوطات الحياة الزوجية وعدم تجاوزها يؤدي إلى تضاعف من احتمالات الإصابة بمرض السكر والجلطات ودمار العلاقة الزوجية وتنتهي بالطلاق،ويكون ضحيتها أولاد مضطربين نفسيًا دون أن نشعر نتيجة والخوف والتوتر وعدم الأمان.

تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).