بعمر الـ32 عاماً.. شاب أردني يعّين مديرا لمدرسة حكومية

{title}
أخبار الأردن -

صدر قرار وزير التربية والتعليم الدكتور عزمي محافظة بتعيين الشاب الأستاذ عبدالله الصياحين مديرًا لمدرسة الطيبة الأساسية في مديرية التربية والتعليم للواء البترا، وذلك بدءًا من 10 أيلول الحالي، بعد خدمة تربوية لم تتجاوز 10 سنوات.

الشاب الصياحين، يبلغ من العمر 32 عامًا فقط، ولم يتفاجأ بتعيينه كمدير للمدرسة، وسط استغراب من متداولي الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ، لا سيما وأنّ ما اعتاد عليه المجتمع الأردني أن مدراء المدارس الحكومية يصبحون مدراءً بعد خدمة قد تزيد على 25 عامًا وباتوا يتساءلون كيف لشاب أتم عامه الـ32 قبل أقل من عشرة أيام، أن يصبح مديرًا لمدرسة تضم قرابة 220 طالبًا ومن الصف الخامس حتى العاشر الأساسيين.

وسرد الصياحين قصته في حديث صحفي بوصوله لدرجة مدير مدرسة في وزارة التربية والتعليم، فقال إنه تعّين كمعلم للفيزياء في شهر آب عام 2014، بعد تخرجه بأشهر قليلة من جامعة اليرموك بذات التخصص، وخدم مدة خمس سنوات كمعلم للمادة، ليحصل مع إتمامه خدمة سبع سنوات، الدبلوم العالي في التربية ويحصل على ترقية إدارية ليكون مساعد مدير.

لتنشر وزارة التربية قبل أشهر قليلة تعميمًا لموظفيها في المدارس، يفيد ببدء استقبال طلبات التقدم لمنصب مدير مدرسة حسب الحاجة، وبعد إحالة مدراء إلى التقاعد، إرتأى أن يتقدم لذلك بعد أن استكمل الشروط، وأتم الامتحان والمقابلة الشخصية، وصدر الكتاب بتعيينه مديرًا قبل أيام.

وأكدّ صياحين في حديث صحفي، أنّ ذلك جاء بعد حصوله على كل الدورات التدريبية التي تقدم وزارة التربية والتعليم للمعلمين وتفتح أبواب التقدم لها، حيث أنهى أكثر من 700 ساعة تدريبية ابتداءً من دورة المعلمين الجدد حتى دورة القيادة.

المدرسة التي أصبح الصياحين مديرًا لها، تعد على مستوى مديرية إقليم لواء البترا كبيرة، يرى أنّ فرق السن بينهم وبين الطلبة قد يعزز الحالة النفسية لهم، ويسهم في تجاوز بعض مشكلاتهم النفسية والاجتماعية التي تؤثر على دراستهم، حتى أنه اكتشف يتدربون معه في النادي الرياضي الذي يرتاده.

كذلك فإنّ الصياحين سيستعين بخبرة المعلمين الأكبر منه سنًا بالمدرسة، فالمدرسة تضم 18 معلمًا بالإضافة إلى كادر إداريّ، 3 من الكادر التعليمي والإداري فيها أصغر منه سنًا وما تبقى تترواح خبرته بين 20 – 30 عامًا.

وعبر مدير المدرسة عن استغرابه من تعليقات بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذي تهكموا على تعيينه واتهموه بالوساطة والمحسوبية، في حين أكدّ هو أنّ نهج وزارة التربية والتعليم بات يعتمد على الكفاءات وقد تقدم برفقة العشرات لشغل شاغر مدير المدرسة ووافقت الوزارة على تعيينه بعد حصوله على علامات عالية في الاختبارات.

وأشار إلى أنّ جلالة الملك عبد الله الثاني، أوصى في العديد من المرات أن يتحول النهج لاعتماد الكفاءات من الشباب وعدم الوقوف في وجههم حتى تستفيد منهم مختلف الدوائر الحكومية والوطنية، ما يزيد الصياحين طموحًا بالوصول إلى أعلى مراتب الوزارة.

وتابع أنّ وصوله إلى إدارة مدرسة في سن مبكرة استوجب تضحية بالابتعاد عن أهله طوال السنوات الماضية، فعائلته تعيش في قرية المغير بمحافظة إربد، وتعيينه جاء في لواء البترا التي عاش فيها السنين الماضية كلها، مستذكرًا أنه في معظم الأحيان كان يضطر للبقاء شهرًا كامًلا بدون زيارة أهله وذويه، لا سيما خلال الشهور التي تنعقد فيها دورات وورش تدريبية وخلال دراسته مرحلة الدبلوم.

واستذكر بداية تعيينه في مدرسة تضم 34 طالبًا في لواء البترا، حيث كان مديرها آنذاك سليمان الحسنات يرى فيه القيادة وروح التحدي، وكان يكلفه بمهام إدارية وأن يكون نائبا له خلال انشغاله خارج المدرسة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير