غضب في ائتلاف نتنياهو بسبب نقل مدرعات للسلطة الفلسطينية
يحيى مطالقة
شهد التحالف الحكومي الإسرائيلي الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الأربعاء، اشتباكات وتبادل اتهامات، وذلك على خلفية تقارير مختلفة حول موافقة إسرائيل على نقل أسلحة ومركبات عسكرية أمريكية إلى السلطة الفلسطينية.
ووفقا لموقع "واللا" العبري، استشاط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش غضبا، وأعلن أنه سيجري مشاورة سياسية عاجلة، بسبب التقارير التي تفيد بأن الحكومة الإسرائيلية وافقت على نقل ناقلات جند مدرعة أمريكية وأسلحة لقوات الأمن الفلسطينية.
وقال مقربون من سموتريتش، إنهم يقدرون أن نقل الأسلحة للسلطة الفلسطينية، إلى جانب الاتصالات في ديوان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حول خطة "الإصلاح القضائي"، هما ثمن يقدمه نتنياهو لرئيس حزب "المعسكر الرسمي" برئاسة بيني غانتس من أجل تشكيل حكومة يسارية تسعى إلى إحياء اتفاقيات أوسلو، التي تصادف اليوم الذكرى السنوية الثلاثين للتوقيع عليها في البيت الأبيض.
بدوره، طالب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، نتنياهو، بتوضيح أمر نقل أسلحة ومركبات عسكرية أمريكية إلى السلطة الفلسطينية، وقال "سيدي رئيس الوزراء، إذا لم تتعهد بقولك أن الأنباء حول نقل الأسلحة إلى السلطة الفلسطينية أمر خاطئ، فستكون هناك عواقب وخيمة. وإذا كنت تنوي العمل من اجل تشكيل حكومة أوسلو 2، فيرجى إبلاغ وزرائكم والجمهور وسنتصرف وفقًا لذلك".
وبعد أن انتقد سموتريتش وبن غفير نتنياهو بشدة، زعمت مصادر مقربة من نتنياهو أن الموافقة الإسرائيلية على نقل المركبات المدرعة تم الموافقة عليها خلال حكومة (بينيت- لابيد).
وفي وقت لاحق، قام نتنياهو بنشر مقطع فيديو، قال فيه إنه "منذ تشكيل حكومته لم يتم نقل أي سلاح، ولا حتى سلاح واحد إلى السلطة الفلسطينية. وما فعلناه، هو تنفيذ قرار اتخذه وزير الدفاع بيني غانتس إبّان حكومة بينيت- لابيد في كانون الثاني/يناير 2022، بنقل عدد من العربات المدرعة للسلطة الفلسطينية لتحل محل العربات المدرعة القديمة التي عفا عليها الزمن."
وعلى صعيد متصل، نفى مسؤولون كبار في حكومة (بينيت- لابيد) السابقة، ادعاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن قرار نقل ناقلات الجند المدرعة اتخذ في عهدهم. وقالوا إنه "بشكل أو بآخر، مضى على تولي الحكومة الحالية السلطة نحو تسعة أشهر، ولو أرادت التراجع عن القرار لفعلت ذلك".
وبحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "القدس" الفلسطينية، فإن الولايات المتحدة نقلت مؤخرا بعض ناقلات الجنود المدرعة والأسلحة إلى السلطة الفلسطينية لدعم الآليات الأمنية الفلسطينية. وأثارت هذه التقارير غضب حزبي "الصهيونية الدينية" برئاسة بتسلئيل سموتريتش، و"عوتسما يهوديت" برئاسة إيتمار بن غفير، واللذان استشاطا غضبا هذا الصباح في مجموعة "الواتساب" الخاصة لوزراء الحكومة.
وتعمل الولايات المتحدة على نقل مركبات مدرعة إلى السلطة الفلسطينية، وذلك في إطار عمليات التدريب وبناء القوة لأجهزة الأمن الفلسطينية العاملة في منطقة الضفة الغربية وغور الأردن، بموافقة الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي.
وقال مسؤولون أمنيون، إن الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع حكومات إسرائيل تدعم السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية التابعة لها منذ أكثر من عقدين من الزمن من خلال ميزانية وتدريبات ومناورات وأسلحة وتدابير الحماية والمركبات.
وتقرر في الإدارة الأمريكية نقل نحو عشر عربات مدرعة بتمويل أمريكي إلى السلطة الفلسطينية، بتنسيق وموافقة الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، ودون تحفظات من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وعلى الرغم من طلبات الفلسطينيين للحصول على أسلحة وكلاب بوليسية، تمت الموافقة على نقل عشر مركبات فقط.
بالأمس، في جلسة مجلس الوزراء، تم طرح مسألة نقل العربات المدرعة إلى السلطة الفلسطينية للنقاش القصير. وخلال النقاش، طلب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الرجوع إلى الأنباء حول حول نقل العربات المدرعة إلى السلطة الفلسطينية، على حد تعبيره، وأجاب منسق العمليات الحكومية في الأراضي الفلسطينية المحتلة اللواء غسان عليان قائلا "هذا قرار من يناير/ كانون الثاني 2022".