الاخبار العاجلة
تعديل العرف العشائري مروريا

تعديل العرف العشائري مروريا

 د. بشير الدعجه.

 

توشح قانون السير الجديد بالارادة الملكية السامية ونشر بالجريدة الرسمية وستبدا سلطات إنفاذ القانون ممثلة بمديرية الأمن العام ووحداتها المعنية بالشأن المروري تطبيقه بعد اسبوع تقريبا....
قانون السير تم تعديل العديد من مواده وتغليظ عقوبتها...خاصة المواد التي تهدد حياة المواطنيين وممتلكاتهم....
لا أريد الخوض في هذه المواد وعقوباتها لأنها أُشبعت تحليلا وتفصيلا وتشريحا بوسائل الإعلام المختلفة....
لكنني سأتوقف عند احدى المواد المرورية  التي لم يتم تناولها بشكل مفصل ...وتم  تناول إحدى زواياها دون الانتباه أو التطرق لزاويتها الأخرى التي لا تقل أهمية عن الأولى...

هذه المادة القانونية هي المادة المتعلقة بالمشاة مستخدمي الطريق... فاصبح المشاة الذي يعبر الشارع من غير الاماكن المخصصة لعبور المشاة الطريق ....وتعرض لحادث دهس..لا يُسال السائق عن حادث دهس ولا يحاسب قانونيا على ذلك... وهذا -حسب معلوماتي- لم يكن معمول به في قانون السير السابق...فقد كان يُلاحق السائق قانونيا وعشائريا...

الآن ما أود لفت الإنتباه إليه ..وألفت إنتباه وزارة الداخلية له...هو العرف العشائري في حوادث المرور...فكانت الجاهات والعطوات العشائرية حاضرة في كل حادث مروري ...ويتحمل السائق العبء العشائري سواء ادانه القانون أم برأه...(الحق)العشائري عليه  في كل الحالات...

اعتقد آن الأوان أن لا يتحمل السائق المسؤوليه العشائرية في حوادث المرور بشكل عام وحوادث المشاة بشكل خاص في حالة أن القانون لم يدينه....

 

إن العطوات والجاهات العشائرية لها دور انساني واجتماعي نبيل في إصلاح ذات البين وتهدئة النفوس وحقن الدماء وامتصاص الغضب....
لكن- وحسب وجهة نظري- في حالة حوادث المرور عندما يكون السائق (صاحب حق) ...اعتقد فيها ظلم للسائق وترهقه العطوات والجاهات ماليا ونفسيا...فهو سيتكفل بالمصاب كفالة شاملة.... شاملة كل  شيء حتى ( شمات الهوا) و(تطير زهق)المصاب...وأخذه جولات مكوكية لتغيير نفسيته....وهذا بسبب عرف عشائري آن الأوان لدفنه وقتله مع سبق الإصرار والترصد...

فالعرف العشائري مروريا يجب أن يسير جانبا الى جنب مع القانون...وأن لا يعارضه...فإذا كان السائق مدان قانونا...فلاضير من المسير بالخط العشائري لتقريب وجهات النظر واصلاح الطرفين....واما أن كان السائق غير مدان قانونا بالحادث... فلا داعي لإرهاق السائق ماديا ونفسيا وعشاىريا...فكثيرا مايترتب على الجاهات والعطوات العشائرية من حقوق المثال .... أكثر بكثير من القانون...

اعادة النظر بالعطوات والجاهات العشائرية وتعديلها  في حوادث المرور ضرورة إنسانية وعصرية وللحديث بقية...


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).