السوائل حول القلب (الاستسقاء القلبي) وأسبابها

{title}
أخبار الأردن -

تقع عضلة القلب داخل التجويف الصدري محاطة بالرئة و الحجاب الحجز و قريبة من القصبات الهوائية والمريء، الا انها مفصولة عنهم بشكل كامل عبر الغشاء القلبي (والذي يدعى بغشاء التامور) الذي يحيط عضلة القلب ويقوم بعزلها عن باقي الأعضاء المحيطة به. حيث انه اذا حدث هناك التهاب في الرئة على سبيل المثال فلا يصل الى القلب. يتكون هذا الغشاء القلبي من طبقتين متلاسقطين وبينها سائل لزج خفيف يسمح بتحرك عضلة القلب مع الانقباض و الانبساط.

في بعض الأحيان تتجمع بعض السوائل في داخل هذا الغشاء بين الطبقتين المذكورتين موديتا الى حدوث استسقاء قلبي. وفي هذه الحالات تعتمد الاعراض الناتجة منه على شدة تجمع السوائل وعلى سرعة تجمعها. فان حدث تجمع سوائل على فترة ساعات او ايّام قليلة، فان هذه السوائل الزائدة (حتى وان كانت كميتها قليلة) تعمل على زيادة الضغط داخل الغشاء والعضلة القلبية و تكون الحالة حينها خطيرة جدا حيث ان الضغط الخارجي على عضلة القلب يؤدي الى عدم ضخ الدم الكافي الى الجسد ويشعر المريض باختناق شديد وهبوط شديد في ضغط الدم. تعالج هذه الحالة الطارئة عبر سحب السوائل المباشر عبر القفص الصدري من القلب.

اما ان كان تجمع السوائل بطيء وعلى فترة أسابيع و اشهر، فيمكن للغشاء استيعاب كميات اكبر من السوائل موديةً الى اعراض متزايدة وواضحة للمريض مثل ضيق التنفس الشديد عند المشي او الاستلقاء مع الشعور بثقل الصدر.

من الاسباب التي تودي الى الاستسقاء القلبي هو حدوث التهاب في غشاء القلب، او حدوث نزيف داخل الغشاء ناتج من طعن خارجي، او تجمع السوائل ناتج من بعض الأورام وانتشارها الى القلب، او ناتجة من التهابات مناعية عامة في الجسد. الا ان السبب الأكبر لوجود هذا السوائل ينتج من التهابات خفيفة في القصبات العليا مثل الرشح والانفلونزا وعادة ما تكون خفيفة جدا ولا يشعر بها المريض وتكتشف عبر الصدفة عند المراجعة لأسباب اخرى. تعالج هذه الحالات بالعلاجات الدوائية في معظمها دون اللجوء الى السحب المباشر.

د. عمرو سعيد رشيد/ أخصائي أمراض القلب والشرايين

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير