عائلة المشيني تشكر مهرجان جرش على تكريم مبدع تغّنى بالوطن
أعربت ليلى المشيني ابنة الشاعر الراحل سليمان المشيني عن شكرها لكلٍّ من مهرجان جرش للثقافة والفنون ووزارة الثقافة، لاختيار والدها شخصيّة جائزة الشعر لدورة المهرجان السابعة والثلاثين لهذا العام، بتسمية جائزة المهرجان لهذا العام «جائزة الشاعر سليمان المشيني لأفضل ديوان شعر لعام 2023».
وثمّنت اللفتة الكريمة من مدير المهرجان أيمن سماوي ووزيرة الثقافة هيفاء النجار، ورابطة الكتاب الأردنيين، في الاحتفاء بالقامات ورواد الأردن الشعراء، كما قدّمت التهاني للشاعر علي الفاعوري لفوزه بجائزة الشاعر المشيني، متمنيةً له المزيد من التقدّم والعطاء.
وقالت المشيني، في إطار مشاركتها وزيرة الثقافة ومدير المهرجان، بالإضافة لوزير الثقافة اللبناني ووزيرة الثقافة المصريّة، تكريم الشاعر الفاعوري، وإهدائها ديوان"الأردن» للشاعر الفائز وضيوف المهرجان، في الحفل الذي جرى بالمركز الثقافي الملكي وشهد حضورًا إعلاميًّا وثقافيًّا، إنّ والدها المشيني أخلص لوطنه وأمّته وأعطى كلّ وقته للشعر والذود عن الأردن، فكتب القصائد الكثيرة والأوبيريتات والأهازيج والاسكتشات الإذاعيّة، وترجم العديد من الكتب الأدبيّة لكبار الكتاب العالميين، وكتب النصّ المسرحي، ليستحقّ منّا أن نستذكره بعد حياته الحافلة بالإنجاز، والتي أبدع خلالها في إذاعة المملكة الأردنيّة الهاشميّة، وشهد تطوّرها وأصبح مديرًا عامًا لها، مثلما ظلّ يصدر الديوان تلو الديوان والقصيدة والنشيد المدرسي ويهتمّ بالشباب الأردني والعربي، ويفرح لأفراح الأردنّ والعرب، وهو ما يجعله مثالًا لشاعر من جيل الرواد عاصر تطوّر الأردن وواكب نجاحاته وكتب مادحًا جيشه العربي وملوكه الهاشميين، لا سيّما وقد ألقى قصيدةً بين يدي المغفور له الملك عبدالله الأول مؤسس المملكة الأردنية الهاشميّة، طيّب الله ثراه.
وأكّدت أنّ قصائد وأشعار والدها، وكما قال رئيس رابطة الكتاب الأردنيين، الأديب والمحامي أكرم الزعبي، ليست إرثًا للعائلة فقط، وإنّما هي إرث للوطن كلّه، ولذلك فإنّ الاحتفاء به واستذكاره هو أمرٌ مبهج ويدلّ على عناية الدولة الأردنيّة، التي دخلت مئويتها الثانيّة، بأدبائها ومفكريها وأعلامها، وهو مما يبعث في النفس الفرح بأنّ الأجيال الشابة لا تنسى الرواد في أوطانهم على الدوام.
وأعربت المشيني عن تقديرها لوزيرة الثقافة النجار التي أبدت رغبتها في أن تأخذ من أناشيد الشاعر المشيني وأشعاره قصائد وأناشيد لأدب الطفل ترويجًا لإبداعاته للناشئة والشباب، خاصةً وأنّ والدها المشيني كان يحرص على نشأة الأطفال والشباب على اللغة والهوية المتمثلة في الشعر والأدب والنثر، إذ كان المشيني أديبًا كتب النصّ النثري والقصصي، وعددًا من الأجناس الأدبيّة في الشعر والنثر.
وأبدت احترامها وتقديرها لضيوف الأردن الذين تمّ تكريمهم بالتزامن مع توزيع جائزة الشاعر المشيني، خاصةً وأنّهم يمثلون الطيف الإبداعي العربي في الفن والأدب والعمل المهرجاني، وقالت إنّ كون مصر ضيف شرف الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان جرش هذا العام، يؤكّد التبادل الثقافي بين الأردن ومصر، كما يؤكّد عرى التواصل والصداقة والهدف الثقافي المشترك بين البلدين.
وقالت إنّ فوز الشاعر علي الفاعوري، المنتمي إلى مدينة السلط، يؤكّد أنّ السلط، والتي هي مسقط رأس الشاعر سليمان المشيني، دائمًا غنيّة بالإبداع وقدّمت الكثير من الروّاد في الأدب والشعر وكلّ حقول العلم والمعرفة، ومن الرائع أن يحتفي مهرجان جرش هذا العام بالسلط، من خلال ندوة لمدرستها الثانوية تحت عنوان"مدرسة السلط الثانوية: محبرة الأردن»، لافتةً إلى بيت والدها في السلط، وذكرياته في مدوّناته وأحاديثه وأشعاره، خاصةً وأنّه من مواليد العشرينات من القرن الماضي، ما يؤكّد ريادته وشهادته الحيّة والثقافية على نهوض الوطن وتقدّمه وازدهاره.
وأشادت المشيني بالقائمين على المهرجان، في تعاونهم كفريق واحد، وقالت إنّ والدها كان محبًّا للعنصر الإبداعي الشبابي والخريجين، فكان ينظم الأناشيد المعبّرة لهم، لكي تظلّ أنفاسهم حيّةً بالغناء للوطن وحمل منجزاته وتعزيز مكتسباته.
من جهتها، قالت ابنة الشاعر، نادرة المشيني، إنّه صدر بالتزامن مع توزيع جائزة المشيني للشعر، الجزء الأول من"الأعمال الشعرية شبه الكاملة» للشاعر سليمان المشّيني ويقع في 620 صفحة من القطع الكبير، وذلك من أصل أربعة أجزاء سيتم إصدارها تباعاً حيث ستشتمل الأجزاء الثلاثة الأخرى ديواناً خاصاً بفلسطين العربية الخالدة، وديواناً في الرثاء، وديوان شقائق النعمان في الغزل، وديواناً في الإخوانيات والوجدانيات، وقصائد عن الأردن والجيش والأمن العام، وأناشيد وطنية، وأخرى مخصصة للفتيان وبعض الأهازيج والقصائد الملحنة والأوبيريتات والاسكتشات.
ولفتت إلى أنّها تبنت مشروعًا في جمع كلّ ما تركه والدها، من المكتوب بخطّ يده، والمنشور بصوته، والمطبوع، لإتاحته للجميع، احترامًا لروح والدها وحضوره في وجدان كلّ من عرفه، خاصةً وأنّه تمّ تكريمه من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بوسام الاستقلال، وكذلك تمّ تكريمه في عهد المغفور له الملك الحسين بن طلال، وقد ترك نتاجًا كبيرًا يدلّ على إخلاصه ودأبه وتفرّغه للكتابة والأدب.
وقالت إنّ الشاعر المشيني سبق وأصدر مسرحيّة بعنوان «أميرة جرش والبطل» توخّى فيها التوثيق للمدينة بأسلوب حواري أدبي، صاغه بوجدانه وأحاسيسه، لتأكيد ارتباط إنسان جرش بأرضه ودفاعه عنها، متمنيةً أن يتمّ الاشتغال عليها لتعرض في الدورات القادمة لمهرجان جرش.