في الموروث العربي لم يذكر الدجاج

{title}
أخبار الأردن -

فارس حباشنة

في الموروث العربي لم يذكر الدجاج، ولم نقرأ أن كتب الجاحظ وابن المقفع وأبو حيان التوحيدي، والطبري، وأبا نواس عن الدجاج. 

والعرب القدماء قالوا في الإبل والأغنام، وقالوا في الفرس والحمار، ولم يذكروا الدجاج. 

وحرم الإسلام على اتباعه لحم الخنزير. 

وإن كانت بلاد العرب في الجزيرة العربية، وما بعد انتشار الإسلام في العراق وبلاد الشام واليمن لم يعرفوا الخنزير، وهو حيوان من خارج غابة وحظيرة الحيوانات العربية. 

وقال ابن خلدون: 

“أكلت الأعرابُ لحم الإبل: فاكتسبوا الغلظة، وأكل الأتراك لحم الفرس: فاكتسبوا الشراسة، وأكل الإفرنج لحم الخنزير: فاكتسبوا الدياثة”.

ولم يذكر الدجاج، ومن الواضح أن قوم ابن خلدون وبلده وأهل زمانه لم يعرفوا الدجاج. 

ولو عاش ابن خلدون اليوم لوضع الدجاج على قائمة المنيو، دجاج بروستيد ودجاج شواية، ودجاج فحم ، ودجاج صواني، ودجاج شاورما. 

وما هي الصفات التي قد تكتسب من اكل الدجاج ؟ و على غرار ما قسم وصنف ابن خلدون آكلي لحوم الإبل والفرس و الخنزير. 

من صفات الدجاج، أنه يملك أجنحة، والأجنحة دعوات للنهوض والتقدم والرقي، وفيما الدجاج لم يستخدمها وبقي بالحياة السفلى ورفض الانبعاث. 

و الدجاج : طماع وليس قنوعا. 

وتقف الدجاجة على بيدر قمح، وتأكل من حبوب القمح، وكلما أكلت تقوم في نكش البيدر بأرجلها بحثا عن القمح، وكما لو أنها لا تقنع بما تأكل من البيدر. 

والحماقة، قالوا : فلان أحمق من دجاجة. 

ولو جربت أن تلقي سيجارة مشتعلة على دجاجة، فإنها تلتقطها من الطرف المشتعل. 

الفخر والتباهي بأدنى إنجاز وقيمة. 

الدجاجة عندما تضع بيضة، فإنها تقيم الدنيا ولا تقعدها من كثرة النقيق و البقيق، صوتها يزعج كل الحارة .

وفيما تضع اللبوة أسدا، ولو يسمع لها صوتا ولا نقيق. 

وأما حنانها على صغارها فهو مجرد مظهر لا حقيقي. 

فالدجاجة لا ترضع ولا تطعم، والصيصان يأكلون بأنفسهم، ويسعون في الأرض في سبيل ذلك، من أول يوم في عمرهم. 

ولا تساعد الدجاجة الصيصان على الخروج من البيضة. 

الصغير يكابد وينازع قشرة البيضة،  والدجاجة الأم تتفرج عليه. 

 وكثرة الأكل.. وقالوا يأكل مثل الدجاج. وفي وصف الشراهة والانفلات في تناول الطعام. 

ويفسد ما ينجزه، قد عرف عن الدجاج أنه إذا لم يجد ما يأكله عاد على بيضه فأكله، ولهذا يعمد بعض مربي الدجاج إلى قص منقاره، حتى لا يأكل بيضه!

هي صفات تقديرية، ويخمن وصفها بمن يأكل الدجاج، ويصاب في عواقبها الإنسانية. 

واليوم الدجاج يتصدر قوائم الطعام، وهل يمكن أننا قد أصبنا في تلك الخصال؟ 

وإن صح ذلك، فما الحل والخلاص، والدجاج اليوم أكثر اللحوم استهلاكا، وقد صار هو اللحم الأول على طاولة الطعام لأسباب اقتصادية ومعيشية، وحتى قالوا إن الدجاج لحم الفقراء.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير