أهالي يشكون انتشار بكتيريا خطيرة في البشير.. والمستشفى يرد
اشتكى مواطنون من إصابة أطفالهم الخداج ببكتيريا (الكليبسيلا) بعدَ ولادتهم في قسم النسائية والتوليد في مستشفى البشير الحكومي، ما أدى إلى سوء حالتهم الصحية.
وقالت، إحدى الأمهات لصحيفة "صدى الشعب" إنه وبعد ولادة طفلها في مستشفى البشير تم وضعه في قسم الخداج في مستشفى البشير كونه من الخداج وولد في الشهر الثامن، وحيث ساءت حالته الصحية بعد إصابته ببكتيريا بالجهاز التنفسي ما أدى إلى سوء حالته الصحية، ولدى استفسارها من الكوادر الطبية في المستشفى تم إخبارها بإصابته ببكتيريا من "الكليبسيلا"، التي تصيب الرئة والتي قالوا إنها موجودة في معظم المستشفيات.
وأضافت، أنها قامت بمراجعة أحد الاختصاصين للاستفسار عن هذه البكتيريا وتم إخبارها بأنها من أنواع البكتيرية التي تنتقل جراء المخالطة الملوثة للطفل الخداج من الكوادر الطبية أو التمريضية أو المعدات الطبية المستخدمة في قسم الخداج، مشيرة إلى أنها راجعت المختصين في قسم الخداج للإستفسار ثانية ولكن الكوادر هناك قالوا لها إن البكتيريا منتشرة في قسم الخداج في قسم الأطفال .
وأبدت خشيتها على حياة طفلها، وحيث راجعت بعض المستشفيات الخاصة في عمان للاستفسار عن التكاليف المادية لنقل رضيعها إليها ولكنها اصطدمت بالتكاليف المالية العالية والتي حالت دون ذلك، مناشدة المسؤولين في وزارة الصحة التجاوب مع شكواها والنظر بعين الانسانية، لافتة إلى أن حالة رضيعها لا تختلف عن حال غيره من الاطفال.
بدوره، أبدى (أبو احمد) وهو والد طفل رضيع في قسم الخداج في مستشفى البشير، استغرابه مما يحدث مع طفله الرضيع من حيث الاصابة بنوع من البكتيريا والتي سببت له تسمما في الدم والذي يهدد حياته كرضيع لم يكتمل نموه وتم ولادته في الشهر السابع، مستدركًا بالقول انه لا يملك سوى الدعاء لطفله بالشفاء والخروج من قسم سالما معافى، وحيث انه بالكاد يوفر متطلبات اسرته المعيشية ولا يملك سوى الاستسلام للأمر الواقع .
كما أكد المواطن أبو سليمان، أن ابنه أصيب بضيق في التنفس مما أدى الى سوء حالته الصحية ، بعد مكوث أسبوع على جهاز التنفس الاصطناعي في قسم الخداج
بدوره نفى مدير قسم الأطفال الخدج في مستشفى البشير، الدكتور قاسم الشرشير، وجود حالات وفاة بسبب البكتريا الكليبسيلا، مؤكدا أن هناك أطفالا تم علاجهم وإخراجهم من المستشفى .
وأشار إلى أن البكتيريا تسود في معظم المستشفيات العالمية، وأن الكوادر الطبية تقوم بالتعقيم الفوري للقسم، في حال خروج أي طفل من الغرف .
وقال الى انه جاري تعقيم قسم الخدج في المستشفى، والذي يشمل على 90 حاضنة، والمشغول منها حالياً 75 حاضنة، مستدركاً بأنه من الصعوبة إخلاء قسم الخدج في المستشفى بصورة كاملة.
والكليبسيلا هي نوع من البكتيريا تنتمي إلى عائلة البكتيريا المعوية، وهي بكتيريا غير متحركة على شكل عصيات قصيرة محاطة بكبسول.
ضعف الرقابة على إجراءات ضبط العدوى
من جهته، كشف إختصاصي الامراض الباطنية والصدرية وخبير العدوى التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، عن ضعف الرقابة على اجراءات ضبط العدوى في المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للقطاعين العام والخاص.
واشار الطراونة في تصريحات، إلى أن برنامج ضبط العدوى في المستشفيات هو "عبارة عن مجموعة من الإجراءات والسياسات التي تهدف إلى الوقاية من انتقال العدوى داخل المستشفيات والمنشآت الصحية".
واوضح ان من شأن عدم الالتزام بالسياسات الصحية تفشي العديد من الامراض وخاصة فئتي الاطفال وكبار السن وحالات ذوي الاختطار العالي .
وتابع : أن البرنامج يهدف إلى تقليل حدوث العدوى المرتبطة بالرعاية الصحية وضمان سلامة المرضى والزوار والعاملين في المستشفى.
وأضاف أن إجراءات البرنامج في المستشفيات تشمل، تطبيق إجراءات النظافة اليومية وذلك من خلال تنظيف وتعقيم المرافق والأسطح والأدوات الطبية والمعدات المستخدمة في المستشفى بشكل منتظم إضافة إلى عمليات التدريب والتوعية وتوفير التدريبات المناسبة للعاملين في المستشفى للتأكد من تفهمهم وتطبيقهم لإجراءات النظافة الصحيحة واستخدام وسائل الوقاية الشخصية المناسبة.
وزاد الدكتور الطراونة ان الاجراءات تشمل أيضا العزل الصحي، والتي يتم فيها استخدام العزل الصحي لفصل المرضى المصابين بالأمراض المعدية عن المرضى الآخرين للحد من انتقال العدوى.
وقال يتم تطبيق اجراءات العزل علاوة على استخدام الواقيات الشخصية، حيث يتوجب على العاملين في المستشفى استخدام الواقيات الشخصية المناسبة مثل القفازات والكمامات والنظارات الواقية عند التعامل مع المرضى والمواد الحيوية القابلة للعدوى، وصولا الى مراقبة العدوى والتي يتم فيها مراقبة العدوى بشكل مستمر لتحديد وتتبع حالات العدوى داخل المستشفى.
ودعا الطراونة وزارة الصحة ومستشفيات القطاع الخاص الالتزام باجراءات ضبط العدوى باعتبارها السبيل الوحيد لحماية المرضى والكوادر الصحية فيها.