ناقوس الخطر يدق .. هل الأردنيون يقتربون من الجوع؟

{title}
أخبار الأردن -

قال الخبير الإقتصدي منير دية إن الاستراتيجية التي تم الكشف عنها للتغذية الوطنية في الأردن تدق ناقوس الخطر ونتائجها خطيرة وليست سهلة .

وأضاف دية في حديث مع صحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، الخميس، أنه وفق الاستراتيجية الوطنية فإن 53% من الأسر الأردنية معرضة لانعدام الأمن الغذائي خلال الأعوام القادمة، تزامناً مع تحديات كبيرة ومشاكل إقتصادية مزمنة يتعرض لها الأردن مثل البطالة والفقر وارتفاع النسب لمستويات مقلقة خلال الفترة الماضية.

تنصّل المجتمع الدولي من مسؤولياته في دعم الأردن

وأوضح أن الأسباب المذكورة في التقرير الصادر لاستراتيجية الأمن الغذائي من وزارة الصحة- قسم التغذية، بازدياد عدد اللاجئين وخاصة السوريين وتنصّل المجتمع الدولي من مسؤولياته في دعم الأردن لاستضافتهم العدد الكبير منهم، كلفت الدولة الكثير، مبيناً أن ذلك أثّر على البنية التحتية والتعليم والصحة بالإضافة إلى تأثر الغذاء .

ناقوس الخطر يدق

وأكد دية أن كل تلك العوامل تدق ناقوس الخطر، فيجب أن يكون هناك تغيير في استراتيجيات الأمن الغذائي، مشيراً إلى أن هذا الموضوع أصبح أولوية كبرى للاهتمام في مختلف الدول .

اهتمام جلالة الملك بالأمن الغذائي

ولفت إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين منذ أزمة فيروس كورونا بدأ بالتنبيه لقضية الأمن الغذائي، وعليه وفق دية، يجب على الحكومات المتعاقبة تغيير استراتيجيتها في التصدي لتلك المعضلة والمحافظة على الأمن الغذائي بالاهتمام بالزراعة، والصناعات الغذائية، والاهتمام بالأراضي غير المزروعة وزراعتها، بالإضافة إلى الاهتمام بمخزون الغذاء الكافي .

وأكد أن الوضع يتطلب خطة وطنية واضحة المعالم لحماية من يتواجد على الأرض الأردنية من ارتفاع نسب انعدام الأمن الغذائي .

وبين دية أن انعدام الأمن الغذائي لم يقتصر على قلة الطعام، بل أشار التقرير إلى المغذيات ونقص العناصر الغذائية المهمة وأمراض السمنة التي تتعلق بالتغذية، مشيراً إلى أن كل ذلك سيؤدي مستقبلاً إلى انعدام الأمن الغذائي لنسب تتجاوز أكثر من نصف المجتمع الأردني.

خطط وطنية لوقف النسب المقلقة لانعدام الأمن الغذائي 

وأوصى أن يكون هناك خطط وطنية لوقف تلك النسب المقلقة ومعالجة الآثار الخطيرة للأمن الغذائي، والذي قد يصل إلى مؤشرات لا نرغب الوصول لها، فيجب معالجة المشاكل الصحية التي تتعلق بتبعات الغذاء من نقص المغذيات والسمنة .

ويجب على المجتمع الدولي، وفق دية، القيام بمسؤولياته بتقديم الدعم المطلوب للأردن والمساعدات المالية لاستضافته للأعداد الكبيرة من اللاجئين، وحمايتهم من انعدام الأمن الغذائي، والذي قد يصل إلى مجاعات، لافتاً إلى أن الأردن يعد من اوائل الدول في المنطقة استضافةً للاجئين .

الاستراتيجية الوطنية للتغذية 2023-2030

ويذكر أن الاستراتيجية الوطنية للتغذية 2023-2030، كشفت أن أكثر من نصف الأسر الأردنية (53%) معرضة لانعدام الأمن الغذائي.

وأوضحت الاستراتيجية التي أعدتها وزارة الصحة - قسم التغذية، أن 3% من الأسر تعاني من انعدام الأمن الغذائي، لكن هذه النسبة تختلف بين المحافظات وتصل إلى 20% في محافظة الطفيلة.

ومن بين اللاجئين، وجد تحليل برنامج الغذاء العالمي في شهر حزيران 2021، أن 23.4% من اللاجئين السوريين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، مع وجود 60% آخرين معرضين للانعدام الغذائي، ويأتي ذلك بعد أن تم الإبلاغ عن انخفاض في زخم المساعدة الدولية لضمان الأمن الغذائي للاجئين في الأردن.

ويستضيف الأردن قرابة 3 ملايين لاجئ مسجل رسمياً، معظمهم من الفلسطينيين والسوريين، بالإضافة إلى أكثر من 600 ألف سوري غير مسجل، وفق الاستراتيجية.

وأشارت الاستراتيجية إلى أنه يتم تسليط الضوء على انعدام الأمن الغذائي باعتباره مشكلة وطنية متزايدة، في ضوء عوامل متعددة؛ تشمل التوسع الحضري وتذبذب أسعار الواردات الغذائية وتغير المناخ وتدفق اللاجئين السوريين وانخفاض التحويلات من الأردنيين في الخارج ووباء كورونا.

ويعاني الأردن، بحسب الاستراتيجية، من أشكال متعددة من سوء التغذية، بما في ذلك؛ نقص التغذية ونقص المغذيات الدقيقة وزيادة الوزن والسمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي.

وقد شهد الأردن، تحولا تغذويا سريعا بسبب تغير النظم الغذائية وأنماط الحياة، وذلك بالتحول من نقص التغذية (ولكن مع استمرار مشاكل نقص المغذيات الدقيقة) نحو زيادة انتشار السمنة والأمراض غير السارية المرتبطة بالنظام الغذائي، وفق الاستراتيجية.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير