"الخصاونة الواهم".. لماذا انقلب 180 درجة؟

{title}
أخبار الأردن -

نسف رئيس الوزراء بشر الخصاونة، كل جرعات الأمل التي قدمها وحكومته على مدار الأشهر والأعوام الماضية بأن لدينا ثروات طبيعية مختلفة وبكميات ضخمة تبشر بتغيير حياة الأردنيين إلى الأفضل.

الأخبار المبشرة كانت قد توالت على لسان الخصاونة شخصيا، ووزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، ورئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية الدكتور خالد طوقان، والمفارقة أن الخصاونة نفسه قال أواخر العام الماضي إن محافظة معان مليئة بالثروات مثل النفط والذهب.

لكن الخصاونة هدم كل الأماني بوجود الثروات الطبيعية في الأردن، وذلك عندما ذكر خلال جلسة حوارية في الجامعة الأردنية، الأربعاء، أن القول إن الأردن غني بالثروات والموارد الطبيعية هو مجرد "وهم".

وأضاف الخصاونة أن الأردن ليس دولة غنية بالموارد الطبيعية والثروات، بل غنية بالموارد البشرية والشباب، والتزام والنظرة الاستشرافية التاريخية للقيادة.

تناقض الخصاونة وضع الأردنيين في حيرة، فهل كان هو أول الواهمين بوجود موارد طبيعية وثروات في الأردن؟، وبالتالي صرّح هو وحكومته مرارا وتكرارا بوفرة هذه الثروات وبأن أجمل أيامنا لم تأت بعد، أم أنه تعمّد إيهام الأردنيين واللعب في مشاعرهم.

الخرابشة: الأردن غني بالثروات الطبيعية

وزير الطاقة والثروة المعدنية صالح الخرابشة، قال العام الماضي إن الأردن غني بالثروات الطبيعية التي يجب أن تحظى بالاهتمام تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية بهذا الخصوص وللاستفادة منها في رفد الاقتصاد الوطني بقيمة مضافة ورفع مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي وتوفير فرص عمل ورفع مستوى الدخل في مناطق هي باشد الحاجة لذلك.

وأعرب الخرابشة، عن أمله في أن يصبح مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي كبيرة، عبر زيادة الصادرات، وتوفير العمالة خلال المرحلة المقبلة، مضيفا: "تطلعاتنا هي أن يصبح  قطاع التعدين، قطاعا رئيسا للإسهام في التنمية الاقتصادية".

ولفت الخرابشة في حديثه إلى أن هناك ثروات معدنية لم تستغل ولم تأخذ حقها الكافي خلال الفترات الماضية من حيث الاستكشاف والتسويق.

وقال إن إطلاق خارطة الثروات المعدنية ومناطق استكشاف البترول والغاز يتماشى مع رؤية الحكومة في استغلال الثروات المعدنية الموجودة على الأرض الأردنية.

الكعكة الصفراء

أيضا رئيس هيئة الطاقة الذرية، خالد طوقان، قال العام الماضي إن الأردن يحتاج إلى 400 طن من اليورانيوم "الكعكة الصفراء" لإضاءة كامل مناطق المملكة.

وأضاف طوقان، أن 42 ألف طن من "الكعكة الصفراء" تكفي لإضاءة الأردن 80 عاما، وهذه ثروة استراتيجية موجودة في منطقة سواقة (جنوب عمان) لوحدها".

وتابع قائلا: "في الحسا، أثبتت الدراسات وجود 25 ألف طن يورانيوم، ومعروف أن الفوسفات الأردني موجود فيها منذ عشرات السنين، وسيصبح الأردن مع تحول العالم إلى أنواع جديدة وأنماط جديدة من الطاقة لمحاربة التغير المناخي وأحدها الطاقة النووية".

وأعرب عن أمله "أن الأردن في العقود المقبلة سيصبح مصدرا رئيسيا للوقود النووي ليس لتغطية حاجته فقط، وإنما لدول الإقليم العربي في المنطقة".

رأي الخبراء

أكد خبيران في المعادن والجيولوجيا أن قطاع الثروات الطبيعية في الأردن واعد، والبلد يعوم على بحر من الثروات الطبيعية، غير المكتشفة أو المستفاد منها.

ودعا الخبير الدولي في قطاع التعدين أيمن عياش ونقيب الجيولوجيين الأردنيين المهندس خالد الشوابكة، في تصريحات تلفزيونية، إلى الاستفادة من هذه الثروات في رفد الاقتصاد الأردني وجذب الاستثمارات.

وقال عياش إن قطاع الثروات الطبيعية في الأردن واعد ويقع ضمن نطاق الدرع العربي اللوبي بالنسبة للثروات المعدنية.

وتابع أن النطاق العربي يبدأ من منتصف الأردن إلى حدود إثيوبيا على شقي البحر الأحمر.

وأضاف أن القناعة العلمية الموجودة في الأردن تتمثل بأننا نمتلك ثروات معدنية رائعة.

من جهته، قال الشوابكة، إن الأردن غني بثرواته الطبيعية ومن أهمها (الصخر الزيتي، الفوسفات، البوتاس، السيليكا، الذهب، النحاس) وغيرها، ومعظمها لم يُستغل.

وبين الشوابكة أن قطاع الطاقة في الأردن ساهم بـ9% من الناتج المحلي، مشيرا إلى أن 27% من صادرات الأردن تأتي من قطاع الطاقة بحسب الدراسات الحكومية.

وأوضح أن أسباب عدم استغلال الثروات الطبيعية تتمثل بعدم التسويق الصحيح للمستثمر والتشريعات الناظمة لقطاع التعدين، بالإضافة إلى الضرائب المضافة على استملاك الأراضي للمستثمرين.
 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير