الشّاعر أحمد ضيف اللّه ينظم قصيدة "لاَ تَدمعي يا عَيْن"
أخبار الأردن -
نَظم الشّاعر أحمد حسن ضيف اللّه قصيدته"لا تدمعي يا عين" ضمن مجموعته الجديدة دعوةً مِنهُ إلى الكفّ عن ذرف الدّموعِ الّتي تُؤلمُ الإنسانَ دون التّفكير في الحُلولِ المنهجيّة والمنطِقيّة لِحلّ مَشاكِله وهمومِه، فكُلّنا نواجهُ متاعِب ومصاعِب في هذه الحياة القصيرة، مَنْ مِنّا لا ينتابهُ الألمُ وتُسيطِرُ عليهِ الهُموم ؟!..
وإنّ المُتأمّلَ لأبياتِ هذهِ القصيدةِ لابُدّ لهُ أنْ يعيشَ كلِماتها ويصولَ ويجولَ في أروقَتِها الّتي تَدفعُه لِيتساءَلَ عنْ أسبابِ كتابةِ الشّاعِر لهذهِ القصيدة، غيرَ أنّ الشّاعرَ أرادَ أنْ يُعبّر عمّا قد يعتري الإنسان مِنْ مشاعرِ الحُزنِ والكآبةِ في بعضِ الأوقات ولكنِّهُ في نهايتِها يدعوهُ إلى أنْ يُوفّرَ دُموعَهُ ليعيشَ مُرتاح البالِ مُطمَئنّ السّريرةِ خصوصًا وأنّ الهُمومَ والمصاعِبَ لا بُدّ وأنْ نُواجِهها بالرّضا والقبولِ ونَحيا بسعادةٍ وهَناء.
وتاليًا نصّ القصيدة :
لاَ تَدْمَعِي يَا عَيْنُ لاَ تَتَأَّلمِي
فَلَقَدْ مَلَلْتُ مِنَ البُكاءِ المُؤْلِمِ
قَدْ جَفَّتِ الدَّمْعَاتُ مِنْ أَصْدَافِها
وَأَقَمْتُ مَأْتَمَها بِجانِبِ مَأْتَمي
مَا عُدْتُ أَقْدِرُ أَنْ أَصُوغَ عِبارَةً
أرثيك فِيها فِي الفَضاءِ المُظْلِمِ
لاَ الشِّعرُ يُسْعِفُني لِقوْلِ قَصيدةٍ
عَجِزَ الِّلسَانُ عَنِ الحَديثِ المُلْهَمِ
قَدْ كُنْتُ أَفْصَحَ مَنْ يُجَارِي شَاعِرًا
وَاليَوْمَ لاَ يقْوَى عَلَى الفُصْحَى فَمِي
ضَاعَ الخَيالُ وَغَابَ عَنِّي وَصْفُهُ
مَا عُدْتُ أَلْمَحُهُ يَبينُ بِأَنْجُمِي
وَتَكَسَّرَ الوَزْنُ المُقَفّى نَظْمُهُ
حَتَّى بَدا مُتَهالِكًا فِي مِعْصَمِي
وَالَّلحْنُ يَنْدُبُ حَظُّهُ مُتَواتِرًا
أَوْتَارُهُ لاَ تَسْتَقيمُ بِسُلَّمي
يَا شَاعِرًا ذَاقَ المَرارَة طَعْمَها
بِقَصيدهِ وِلَسانِه المُتَلعْثِمِ
إِنِّي انْتَهيْتُ عَنِ الكِتابةِ عُنْوةً
سَالَتْ كِتاَبَاتي بُحورًا مِنْ دَمِي
مَا عَادَ يَنْفَعُني العَويلُ نَحِيبُهُ
وَلا التَّمَنِّي تَرْتَجِيه عَوَالِمي
مَا كَانتِ الدَّمْعاتُ تُحْيي مَيِّتًا
وَلاَ البُكاءُ إِذا بَكَيتُ بِمُسْمِعِي
وَفِّر دُموعَكَ فَالدُّموعُ مَريرةٌ
وَاحْظَ بِعيشٍ هَانِىءٍ مُتَبّسِّمِ