الاخبار العاجلة
ويتجدد الفرح في زهران

ويتجدد الفرح في زهران

أحمد سلامة

 

….. ثمة سيدة في القصر دوما من ( ال البيت ، او من اهل البيت ) . تنهض بواجب الدعم والدفع بالوطن نحو العلا
وتقف بصبر وثبات في معمعان الضيق
من خلف او مع الهاشمي الذي كان دوما قدره مناجاة الامة ورفع قدرها …
 
…. كان ياما كان مو من زمان زمان في جبل عمان حكاية وطن صاغتها ( شريفة / اميرة / ملكة هاشمية ) ؛ ملكة الملكات
كانت هي ..
 
زين الشرف رحمها الله …
 
لقد فقد الوطن قائده الفذ الملك الشهيد
الذي ضحى بكل شيء لحماية ( القبة والاقصى ) واستشهد من اجل ذلك
 
كان ابو الحسين الاول سيدنا طلال رحمه الله في رحلة علاج بالخارج ( الولي للعهد )
 
…. ثمة تحديات جمة كانت تزنّر هذا الحمى الهاشمي
افتقاد المؤسس . كان وجعا وحزنا !!
 
ومرض الولي … وفي ذلك من القلق ما يتعب الروح
 
والطامعون المتربصون الذين وجدوا فرصة لملء الفراغ كما توهموا .. وكان ذلك احدى التحديات المٌلهمة !!!
 
في تلك اللحظات من فجر الدجى العماني
 
 
كان بيتا يأوي في جبل عمان
ارادة هاشمية حاسمة
ورغبة السفارة لبلد شقيق تجاور المنزل ليست بالبعيدة ….
 
كان توفيق ابو الهدى رجل الاردن المقدام
يلملم اخر سطوره كرئيس للوزراء في تلاوة مبررات الحكومة امام المجلس التشريعي والذي كان في منتصف المسافة بين
المنزل والسفارة !!! والذي سيعقد
صبح ذلك النهار ليتقرر تكريس سمو ولي العهد ابو الحسين / طلال … ملكا للمملكة الاردنية الهاشمية ..
 
استدعى سمو الامير عبدالاله دولة الباشا توفيق الى السفارة ليعطيه امر التنصيب
لاحد افراد العائلة المالكة غير ( الامير طلال ) ..
 
وكان سمو عبدالاله يتسم بشيء من الاستعلاء رحمه الله …
 
وعرج الباشا على ستي الشريفة الاميرة ( ام الحسين رحمها الله )
وبعدها توجه للسفارة
 
ودار حوار لم يكن ودودا كما سجله المؤرخون الثقاة بين الامير عبدالاله
الذي كان يتحهز لرحلة صيد الارانب في منطقة ذيبان ، والباشا توفيق المسلح
بالارادة الاردنية والتوجيه الشريفي
 
 
ليس هنا مجال سرد ما دار ، لكن
 
بعد بعض وقت ..
 
كانت ام الحسين الزين والشرف
 
تتلو على عبد الاله بحضور رئيس الوزراء
قرارها …
 
قالت ل ابن عمها من فرع العراق …
 
 
( يا سمو الامير
ما ساقوله لك لا يعرفه رئيس وزراءنا ، نحن الهاشميين ، لحظة الازمة ، وفي لحظات الفرح نقول لبعض ( الجد بالجد ( بفتح الجيم ) ، والخد عالخد ) !!
 
جدي وجدك صنوان ، والخد بالخد انت تعرف مين الزين )
 
تيسر ع شغلك وهذا عرش هاشمي في الاردن له رجالاته الذين يعرفون كيف حمايته وكيف الالتفاف حول مليكه ابو الحسين )
 
..ومشت الافراح في غرف رغدان العامر
 
وكانت ام الحسين اول الدفء واول الاحتضان ل الحسين
 
ذلك الطود الهاشمي الباذخ في فروسيته
يرحمه الله
الذي ثبت عرشا للهاشميين بمروءات سيفه ونبله معا …
 
… وارسل الحسين عبدالله ( نذرا هاشميا لدينه ووطنه وامته )
 
ولقد اوفى النذر وحفظ الكيان الوطني من عاديات قاسيات …
 
….. ذات يوم من ايام صيف عام ١٩٩٤ م
 
كنت ارى رؤية العين اول مرة ( سمو الاميرة رانيا ) في مطار ماركا .. جاءت مودعة لسيدنا المرحوم ابو عبد الله
وكان على سفر …. وجرت العادة ان تحتشد العائلة الهاشمية في ذهاب جلالته وايابه وكذلك الحاشية والبطانة ورجال الدولة كلهم من خلف سمو ولي عهده
الحسن يصطفون للوداع …
 
 
وصلت سمو الاميرة رانيا وحيدة الى ساحة المطار
ووقفت بخفر وسمو في الجهة الغربية
وكان جلالة سيدنا رحمه الله على مقربة من مكتبه في ( الرف الملكي )
 
كنت بحكم انني من دعاة الولاء في باب الاعلام بالديوان الملكي الهاشمي العامر
وفي محراب سمو الامير الحسن
اقف لست بعيدا عن الذي جرى !!!
 
ستظل تلك اللحظة احدى صور الاميرة / الملكة رانيا لاحقا مع جلالة الطود الذي لن يموت لمن عمل معه او عاصره او منح من روحه كما تشرفنا …
 
سلمت سموها على دولة طاهر المصري
وعلى المرحوم ابو مازن مصطفى باشا القيسي …
 
دنا الظل الحارس حينها للحسين بايماءة منه ..
دنا مخلد الشوبكي قائد الحرس من سمع سيدنا وامره بامر ..
 
يا لمهابة الحسين حين كان يامر برفق الحازم ،،
 
وعلى ما يشبه الاسراع بالمشي اتجه ( مخلد الشوبكي / ابو عبد الله ) صوب سيتي رانيا وطلب اليها ناقلا امر جلالته
ان تكون في جواره وبصحبته
على مراى من كل ممثلي الاردن
 
كان الحسين ابو الاشارات وابو الارشادات
 
وسالها بعد السلام الدافيء الحميم
وين سيدي عبدالله ..
 
اجابت سموها في الطريق يا سيدي
 
وقفوا اربعتهم معا
جلالة الملك الحسين
وسيدي الحسن حفظه الله وادام عليه عافية البدن
والمرحوم عز الدين الخطيب امام الحضرة الهاشمية رحمه الله
 
وانضمت سيتي رانيا لتكون الرابعة في حلقة الحب الحسيني
 
دقائق حتى اصطفت سيارة المرسيدس ونزل منها قائد القوات الخاصة بزيه العسكري ….
 
سمو الامير عبد الله بن الحسين بدا كانه جاء للتو من معركة او مناورة
 
… تلك صورة البدء
كان بريقا في عيني الحسين
ووميضا في محيا "الكنة" قد تقاطعا
بصورة لا تمحى ولا تنسى
 
بعدها احتضن الحسين كليهما ( القائد للقوات الخاصة والزوجة الصالحة )
ومضوا ثلاثتهم فقط حتى سلم الطائرة
….
لقد قفزت الى قلبي تلك الصورة
ليلة امس وانا مثل كل الاردنيين مباركا لحظة الفرح ( لحظة الحناء )
 
 
وكانت كلمات ام الحسين
ودمعتها الحنونة وبشاشة الروح فيها
قد حملتني ل اقول … 
 
لله درك ايتها الملكة المبجلة
ما اعذب لفظك ، وما اطهر دمعك ، وما اصدق فرحتك ، وما اكرم مواقفك …
 
 
اجل ايتها الملكة المحترمة
قد ( رضينا )
 
بالقلب نعبر عن امتنانا لك بعد الابتهال الى الباري ان يحفظ مليكنا ابو الحسين
من كل عثرة ويبقيه لنا ولفلسطين وللامة كلها
نعم السند ونعم المدد …
 
اجل ايتها الملكة
كفيت ووفيت
وحين خاطبت امس سيدنا الحسين رحمه
الله
تخيلت وقفته يطل عليك من مثواه الطهور
 
انت تعرفينه اكثر منا ..
 
تخيلته بالامس وانت تبرين بوعدك له في الحسين الامل ؛ الحسين الحفيد
 
انه كما شانه حين يتاثر بالقول
 
سينزل على رموشه تلك اللؤلؤة
كانها الدمع
ويزهو بسيدنا ويعلن مرضاته عليك
 
فيسترجعها
ويبسط ابتسامته في وجهك
اجل ايتها الملكة
كنت امس لؤلؤة الحسين
ونحن كلنا كنا ابتسامته
 
شكرا لك يا صاحبة الجلالة
ونعم من ورث الكنية انت
 
ونعم الزوجة الطاهرة الشريفة العفيفة
انت
 
يا ام الحسين
 
تركت صاحبة الصيت الابدي ام الحسين
رحمها الله
 
صورة للاردنيين رسمت وجدانهم وابّدت حبها للحسين
حين عاد معافى سالما من اول مرضة في ايلول عام ١٩٩٢ م
 
لقد هلهلت له على باب زهران العامر
ودمعها انساب مع امومتها
فقبل الحسين يدها
وذهبت الصورة التي التقطها يوسف العلان
ونشرناها في مطلع الصفحة الاولى ل الراي
ذهبت
خلودا وذهبا وحياة
 
امس
جددت الحكاية يا سيدتي الملكة ام الحسين
بدمعك ، بصدقك ، بطيبتك ، واصالتك
نعم … كل ذلك خلق هاشمي كان لجلالتك شرف اقتباسه
لكن
من قال ان احدا في الكون يتقن الاختيار افضل من ال هاشم
فجلالتك
ارتويت من قاع مرج بن عامر الحديقة الازلية لمولد والدك يرحمه الله
وهذا المرج
انجب الانبياء والاولياء والقادة والرواة والشعراء وملكة
 
يا لخضرة قلبك التي اينعت في مراتع الحب الصوفي الهاشمي 
 
… يا ام الحسين
سلام على دمعك
وسلام على قولك
وسلام
على كل ما فعلت
 
اتساءل
وانا اختم قولي هذا
في حناء السيدة القادمة من اعماق جزيرة العروبة لتدلف الى ورثة الانبياء
رجوة عروس الحسين
 
هل كان اختيار السوق في قلب الامكنة التي صنعت فيها
ام الحسين معجزة الاردن
من ام الحسين الوريثة
السوق اسمه ( جدارا ) في شارع الرينبو
وهو احدى انجازات الملكة !!
 
سيدتي
انت الجديرة بحمل الشرف كله
زوجة الملك النظيف قلبه
وام الامير الولي
الذي تسلح
بصبر الوالد ومروءة الجد وارث النبوة والسلالة كلها
 
انت جديرة ب ام الحسين صفة وفعلا
 
ولقد
ارضيت الحسين
ونلت اسناد ابي الحسين وثقته
والشكر لمن رباك صبية
شكرا ل فيصل الياسين رحمه الله
وامد الله في عمر والدتك

تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).