قد نستورد البندورة.. من المسؤول عن قتل الزراعة؟
يعاني مزارعون بمناطق مختلفة في الأردن من تحديات أجبرت العديد منهم إلى هجرة أراضيهم متجهين نحو مهن أخرى بعد أن كانوا مصدرا لتحريك عجلة الاقتصاد ورفد السوق بإنتاج يساهم بشكل مباشر في تحقيق الأمن الغذائي.
وقال رئيس الأتحاد العام للمزارعين الأردنيين، عودة الرواشدة، لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، إنه على الحكومة دعم المزارع الذي يعاني من ضعف السيولة النقدية والنهوض بالقطاع الذي يشكل أساسا للأمن الغذائي.
وأضاف الرواشدة أن إغلاق الحدود شكل تحديا جديدا يضاف إلى أعباء الفوائد والقروض التي أدت إلى "أراضٍ تزرع ولا تقلع"، حسب تعبيره.
50% من الأراضي أصبحت بوراً
المزارع ومربي المواشي مشعل العمارين، قال لـ"أخبار الأردن" إن واقع الزراعة والمزارع مرير، مقدراً أن 50% من الأراضي أصبحت بوراً.
وأشار العمارين إلى أن المزارع الذي يزرع أرضه قام بزراعتها حتى لا يترك أرضه بورا وليس لغايات الاستثمار والتكسب.
على سبيل المثال، قال العمارين إنه في منطقة وادي الزرقاء ماعين كان هناك 25 مزارعا ينتجون المحاصيل الصيفية مثل البطيخ والشمام، كلن لم يتبق منهم سوى اثنين.
وأوضح العمارين أن هناك ظلم يقع على المزارع الذي بيبع المنتجات بسعر منخفض وبالتالي مزيدًا من الخسائر، كما أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي بنا إلى استيراد البندورة من الخارج.
وأكد عمارين أن أجور الأيدي العاملة مرتفعة وكذلك الأدوية والأسمدة وضعف التسويق جميعها أسباب تحول دون تحسين وضع المزارع.
"قلة الشغل شغل"
من جهته، قال مدير اتحاد المزارعين الأردنيين محمود العوران، لـ"أخبار الأردن" إن المزارعين يعتمدون على الوسطاء لبيع محاصيلهم في السوق المركزي، وعلى مدار عقدين من الزمن أصبح المزارعون غير قادرين على الوفاء بالتزاماتهم مع الوسطاء وبالتالي يصبحون مديونين للوسيط بمبالغ طائلة.
وأكد العوران أن الوسيط أصبح غير قادر على تمويل المزارع وبالتالي يصبح لزامًا عليه الدفع المباشر في الوقت الذي ليس لديه جهات تمويلية باستثناء الإقراض الزراعي الذي يشترط ضمانات قد لا تتوفر لدى المزارع.
وأوضح العوران أن المزارع أصبح في حيرة من أمره لعدم قدرته على استثمار أرضه وخوفه من الوسيط الذي وقع له على شيكات.
وقال العوران إن هذا الحال جعل المزارع عاجزا عن سداد دينه ومهدد بالحبس، كما أن المزارعون الذين يمولون أنفسهم يعانون من تبعات ارتفاع كلف الإنتاج وخاصة بعد الأزمة الروسية الأوكرانية.
وأوضح العوران أن الارتفاع الذي مس مستلزمات الإنتاج وصل إلى ما نسبته 150% الأمر الذي أدى إلى هجرة المزارعين للأراضي الزراعية بشكل جماعي.
واعتبر العوران أنه في حال عدم توفر التمويل وبقاء سعر بيع التاجر لإنتاجه متدنيا فإن الخسارة ستقع لا محالة.
وأكد العوران أن حال القطاع في تراجع ملحوظ ليحمل المزارعون شعار "قلة الشغل شغل"، وقصد بذلك أن العمل يكبد المزارع تكاليف أكبر من الربح الذي قد يتأتى من بيع المحاصيل.
وختم العوران حديثه بالقول: "ما نخشاه هو أن تساهم هذه الظروف مجتمعة في تهديد الأمن الغذائي وتراجع العرض في الأسواق".