الشبول: الحريات الإعلامية لم تتراجع.. ووسائل إعلام تضع الأصفاد بيديها - فيديو
عرض وزير الإعلام والناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول، واقع الإعلام الأردني بشكل عام وما يتعرض له من تراجع ومنافسة مع الإعلام الحديث أو وسائل التواصل الاجتماعي.
وأكد الشبول خلال جلسة حوارية نظمتها مؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير، تحت عنوان "واقع الإعلام الأردني"، بحضور نواب ومختصين في قطاع الإعلام وإعلاميين، أن الأردن لم يتراجع في الحريات الإعلامية على أرض الواقع ولا دليل على تراجعها.
وأعلن الشبول أنه تجري حاليا مراجعة قانون الجرائم الإلكترونية، وسيتم الإعلان عن صيغته الجديدة عند انتهاء الحكومة من ذلك.
وأضاف الشبول، أن الحكومة بدأت في تهيئة المناخ المناسب والسياسية العامة للإعلام الحكومي، لافتا إلى أنه بعد أسبوعين سيبدأ حوارا وطنيا مع كافة الأطراف من خلال المجلس الاجتماعي والاقتصادي.
وأكد أنه واعتبارا من العام المقبل، ستدخل التربية الإعلامية إلى المناهج الدراسية في عدة مجالات لتمنح الطلبة مهارات وطرق التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة.
الناطقين الإعلاميين وخريجي الصحافة
وحول ملف الناطقين الإعلاميين في الوزرات والمؤسسات الحكومية، أكد أنهم خضعوا لدورات مكثفة وبعضهم كان ناجحا في الظهور على وسائل الإعلام وتقديم المعلومة الصحفية فيما كان هناك آخرين غير فاعلين وسيم تدريبهم على مراحل مقبلة لضمان فاعليتهم مع وسائل الإعلام المختلفة.
وأشار الشبول إلى دور الحكومة في مساعدة خريجي الصحافة والإعلام من خلال تحريك تخصص الصحافة والإعلام في ديوان الخدمة المدنية بعد ركود دام 10 سنوات حيث تم تعيين المئات منهم هذا العام في عدة مؤسسات حكومية.
وأكد الشبول على دور وزارة الاتصال الحكومي في تحضير الرسالة الإعلامية لعدد من الوزارات والمؤسسات الرسمية ودعم الخطط الاعلامية والمشاركة بها لإيصالها إلى الرأي العام.
ولفت الشبول إلى دور حكومي حاليا لمراجعة التشريعات الإعلامية باستمرار من خلال خبراء وأخذ وجهات النظر لتحديث وتطوير تلك القوانيين.
ونوه الشبول إلى اهمية التقرير الذي يصدر عن مجمع اللغة العربية واخذه بالاهتمام الكبير بسبب ما تتعرض لها اللغة العربية من ممارسات وأخطاء لابد من الوقوف عليها.
انتشار وسائل التواصل الاجتماعي
وشدد على أن الإعلام يعتبر أكبر الخاسرين بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي حيث أن خروج أكثر من 81 مليون دينار عام 2022 إلى الاعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي يعتبر رقما كبيرا.
وكشف عن وجود 250 مؤسسة إعلامية مسجلة لدى هيئة الإعلام، وجميعها لم تحصل على نصف قيمة الإعلانات التي حصلت عليها وسائل التواصل الاجتماعي.
وبين أن بعض وسائل الإعلام المحلية هي من وضعت الأصفاد بيديها بسبب نشر كل محتواها من برامج وأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي ما أفقدها الحضور والإعلان، مشيرا إلى أن مؤسسات عالمية وبرامج حوارية كبرى في دول متقدمة حجبت محتواها عن وسائل التواصل الاجتماعي.
وأجاب الشبول خلال ناقش دار مع الحضور تركز على أوضاع الإعلام الرسمي والخاص.
وقال النائب الأسبق نبيل غيشان، إن الصحافة تشهد تراجعا كبيرا وأن دور الصحفي أصبح مجرد ناقل للبيانات والأخبار الرسمية بسبب حالة الكسل التي يعاني منها كثير من الصحفيين.
وأشار إلى غياب تدفق المعلومات والروايات الرسمية خلال الأحداث المهمة وهذا العيب الوحيد الذي تقع فيه الحكومة وتلقي باللوم على وسائل الإعلام التي لم تجد من الحكومة أي معلومات تقدمها.
النائب اسماء الرواحنة قالت إن واقع الإعلام يحتاج إلى إعادة هيكلة بسبب غياب المحتوى وغياب المنهجية الإعلامية.
وأضافت أن كثيرا من مؤسساتنا الإعلامية يغيب عنها المحتوى الإعلامي الجاذب للجمهور وفيها نوع من الرتابة القديمة مما تسبب بهجرها وعدم متابعتها.
عضو نقابة الصحفيين الزميل خالد القضاة قال إن تردي أوضاع الصحف جاء بسبب التدخلات الحكومية المستمرة وإجبارها على تبني الرواية الرسمية.
وأضاف أن هذا يحدث بسبب ضعف قياداتها التي تعين من الحكومة، قائلا إن الصحفي ليس كسولا لكنه يواجه تغييب دوره أو الاستغناء عنه ببيان حكومي أو أخذ الخبر عن وكالة الأنباء الاردنية الرسمية.
الصحفية هديل غبون تساءلت عن وجود أدوات لقياس نجاح مشروع التربية الإعلامية الذي تبنته الحكومة وأقرته في عدد من المناهج المدرسية.
وأشارت إلى أهمية أن تستفيد الحكومة من التجارب العالمية فيما يخص العمل الصحفي والإعلامي وخاصة على سبيل المثال التجربة الألمانية التي أنشأت مجلس الصحافة الألمانية وله تجربة فريدة على مستوى ألمانيا نفتقدها في الأردن.
واكدت ضرورة استهداف القيادات الإعلامية التي تحتاج إلى تطوير، مشيرة إلى أن كثيرا من الدعم الحكومي للمؤسسات الإعلامية يذهب لسداد ديونها وليس لتطوير وتحسين المنتج الإعلامي.
الدكتور محمد الطوالبة شدد على أهمية دور الإعلام في تطوير وتحسين البيئة السياسية ودعم التوجه إلى نشر ثقافة الأحزاب والعمل الحزبي والسياسي.
وانتقد دور وسائل الإعلام في هذا المجال، حيث كان دورها يقتصر فقط على نشر الأخبار وليس العمل على الإقناع والتوجيه لتبني الأفكار والرؤى السياسية.
وشدد على أهمية إيلاء اللغة العربية اهتماما كبيرا في مجال الإعلام والعمل على وقت الأخطاء والتجاوزات التي تتعرض له في بعض وسائل الإعلام المختلفة.
الاعلامي حسام الغرايبة أكد أهمية إعادة النظر بالتشريعات الإعلامية لتواكب التطوير والتقدم في الحالة الإعلامية المحلية والعالمية.
وإضاف الغرايبة أنه يجب دعم مؤسسات الإعلام خاصة الإذاعات المجتمعية والمحلية على غرار الدعم في دول أجنبية.
الصحفي أحمد الغلايني طالب بضرورة حماية الصحفيين عند الكتابة الصحفية أو انتقاد مؤسسات رسمية، مشيرا إلى أن حالة الحريات الإعلامية تشهد تراجعا بسبب غياب الحماية والتهديد المستمر للصحفيين بالحبس.