"مش اتفقنا أنني أموت قبلك".. حسني عايش ينعى زوجته بكلمات مؤثرة

{title}
أخبار الأردن -

نعى الخبير التربوي المميز والتقدمي الرجل التسعيني الدكتور حسني عايش زوجته التي غيبها الموت قبل يومين بنص حارق قال فيه….

هيك يا ندية . هيك يا ام حسام. مش اتفقنا أنني أموت قبلك بعد ما عملنا قرعة وطلعت أنا، فكيف غافلتيني وهربت ومت قبلي، وتركتيني وحيداً.

هذا طبعك دائماً سبّاقة ودائماً تؤثرين الجميع على نفسك، فهو مصدر سعادتك.

لكني اكتشفت صفة لم أعرفها عنك من قبل بل مستحيلة عليك، وهي الأنانية ، فقد فضلت أن تموتي قبلي، فلماذا أقدمت على ذلك؟ ألم أقل لك أن الأطباء يقولون أنك ستشفين سريعاً وستغادرين المستشفى إلى بيتك ومملكتك.

وقد رأيتُ الفرح في عينيك فصورته في نفسي واحتفظت به لاشركك به عندما تعودين. وإذا بالعملية تسرقه.

آثرتِ أن تموتي قبلي. من قال لي أنني احتاج إلى الحياة بعدك؟ ماذا اعمل فيها وقد حلَّ الفراغ في كل مكان في البيت بدونك. اعلمي أنك لا تفارقيني رغماً عنك فأنا أتحدث معك ولكنك تظلين صامتة. تسمعين ولا تجيبين، فأظل أتكلم .

هل تعاقبينني على المماحكات الكثيرة الجميلة التي كنا نختلف فيها على وضع هذا هنا، وذاك هناك؟ لقد كانت تلك المماحكات تنشطنا وتجعلنا أصفى بعدها.

آه . انت اردت منح بقية حياتك لي، لكني سألحقك سريعاً.

كنت تحضنين الأحفاد الصغار كريم ويارا وسارة فماذا اقول لهم وقد اختفيتِ؟ سيطلبونك ولا نستطيع احضارك؟ فلماذا فعلتِ ذلك؟

سبعة وستون سنة من العشرة في البيت، لم تحدث مشكلة هددت وحدته. غبتُ مضطراً كثيراً عن البيت ولم يخرب.  وجدت الأطفال افضل في كل مرة وصاروا شباباً وشابات قل نظيرهم في الاخاء والصداقة والمحبة، وهم يحملوننا على رؤوس أصابعهم فلا نتعب.

اعتذر لك لانني لم أقم بأي عمل في بيت الأجر من اجلك، فقد قاموا بكل شيء.

لقد كنت إله النور في البيت وانطفأ، اعتقد أنه انتقل لإضاءة قبرك .

الى اللقاء

نسيت شرط بعد القرعة: قلتلها بدي التلفون إظل معي حتى اتصل فيك وأعرف الشو صاير فوافقت.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير