السفير الأمريكي: يجب على الأردن تغيير ثقافة بقاء المرأة في المنزل

{title}
أخبار الأردن -

أشاد السفير الأمريكي في الأردن هنري ووستر بقيادة جلالة الملك عبد الله وجهود التحديث الشاملة التي تقوم بها البلاد بتوجيه من الملك، واصفا إياها بـ "الخطوات الشجاعة والإصلاحات المهمة".

وفي مقابلة مع صحيفة الرأي العربية اليومية، قال ووستر إن العلاقات بين الولايات المتحدة والأردن طويلة ومتجذرة ومتجذرة منذ عقود، مؤكداً أن الولايات المتحدة ملتزمة باستقرار الأردن السياسي والاجتماعي والاقتصادي.

وأشار السفير إلى أن الأردن يلعب دوراً محورياً في تحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، والولايات المتحدة تدعم جهود المملكة.

وفي هذا الصدد، شدد السفير على أن سياسة بلاده متسقة من حيث الحفاظ على الوضع الراهن في القدس، والتمسك بحل الدولتين والتأكيد على الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس.

إصلاحات الأردن

وحول الإصلاحات التي بدأها الأردن مؤخرًا بناءً على توجيهات ملكية، قال ووستر إن المبادرات "أردنية حقًا، طورتها عقول أردنية، وتحظى بدعم الولايات المتحدة".

وقال ووستر إنه شهد عدة برامج إصلاحية في دول مختلفة خلال مسيرته المهنية، إلا أن مشروع الإصلاح الشامل الأخير في الأردن، إلى جانب مساراته الاقتصادية والسياسية والإدارية، هو "الأكثر جرأة"، لا سيما في ضوء شمولته واتساع نطاقه. وأشار السفير إلى أن الإصلاحات تأتي في وقت صعب إقليميًا ووقتًا حساسًا عالميًا.

وأكد ووستر أن الولايات المتحدة تدعم نجاح كل مسار من المسارات الثلاثة، مما سيساهم بشكل كبير في إخراج الأردن من أزمته المالية، مضيفًا أن برنامج الإصلاح مصحوبًا بتحديات وصعوبات تنطبق على السياق الأردني، إلى جانب التحديات المضاعفة الناتجة عن الظروف الإقليمية الصعبة.

تداعيات كورونا والحرب الروسية الأوكرانية

للتغلب على تداعيات وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وسط عدم الاستقرار الإقليمي، قال ووستر إن الأردن أعد رؤية التحديث الاقتصادي التي تحمل أهدافًا مهمة لتحسين الظروف الاقتصادية في الأردن، وخلق اقتصاد أكثر تنافسية على مستوى المنطقة. على المستويين الإقليمي والدولي من خلال نمو القطاع الخاص.

وأضاف ووستر إن قضايا المساواة بين الجنسين وتكافؤ فرص العمل مهمة لإضافة قيمة للاقتصاد الأردني. مبينا أنه إذا كانت النساء يشاركن على قدم المساواة في سوق العمل مثل الرجال، فإن منظمة العمل الدولية تقدر أن البلاد يمكن أن تتوقع عائدًا سنويًا يبلغ 8 مليارات دولار تقريبًا.

وأشار ووستر إلى أن بعض البلدان، بما في ذلك الأردن، لديها ثقافة توافق على بقاء المرأة في المنزل، الأمر الذي يتطلب من الحكومة والمجتمع المدني زيادة الوعي بأهمية مشاركة المرأة في القوى العاملة.

وردا على سؤال حول الدور الأمريكي المحتمل في مساعدة الأردن في أزمته المائية، حيث يبلغ نصيب الفرد من المياه 68 مترا مكعبا سنويا، قال المبعوث إنه في مؤتمر المانحين الأسبوع الماضي لمشروع الناقل الوطني، كرر إعلان 700 مليون دولار عن مشروع الناقل الوطني. في العام الماضي في مؤتمر المانحين، يتألف من 300 مليون دولار في شكل منح و 400 مليون دولار في تمويل المشاريع، رهنا بتوافر الأموال ومتطلبات القابلية المصرفية. وشجع الشركاء الدوليين الآخرين على المشاركة في هذا الجهد المهم الذي يدعم الأمن المائي للأردن.

وأضاف ووستر أنه منذ عام 2011، قدمت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار لدعم قطاع المياه في جميع محافظات المملكة حيث تدرك الولايات المتحدة الإجهاد المائي في الأردن.

سورية

وفي إشارة إلى سورية، قال السفير إن الولايات المتحدة لا تدعم تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، خاصة وأن الأسد لم يطبق الشروط التي اتفق عليها المجتمع الدولي بعد اندلاع الصراع في سوريا، وفشل النظام في التوصل إلى سلام دائم ودائم بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وحول دور الدول المؤثرة في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في سوريا لمساعدة اللاجئين على العودة الطوعية إلى بلادهم، قال ووستر إن الأردن يتبنى موقفًا إنسانيًا ثابتًا على جميع المستويات بعدم إعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق غير آمنة في سوريا، وهو ما قالته الولايات المتحدة. ويقيم المجتمع الدولي ككل احترامًا كبيرًا.

وأضاف أن المملكة قدمت الكثير من المساعدات للاجئين السوريين وتحملت أهمية كبيرة لاستضافة أعداد كبيرة، يعيش 80 في المائة منهم خارج مخيمات اللاجئين بين السكان المحليين، مما زاد من الضغوط على البنية التحتية.

وقال السفير إن الولايات المتحدة تشيد بمواقف الأردن الثابتة تجاه اللاجئين، حيث تقدم المملكة نموذجاً إنسانياً متميزاً في مساعدة اللاجئين، ويثني المجتمع الدولي على مساعدة الأردن للاجئين السوريين.

وأضاف ووستر إنه على الرغم من وجود عقوبات قيصر على سوريا، لم يتم حظر المساعدات الإنسانية أبدًا، وقد قدمت الولايات المتحدة بالفعل أكثر من 500 مليون دولار كمساعدات إنسانية في المناطق المتضررة من الزلزال. أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية الرخصة العامة رقم 23 بعد الزلزال سارية هذا الصيف والتي تؤكد القدرة على تقديم المساعدات الإنسانية داخل سوريا.

وقال السفير إن الولايات المتحدة، استجابة للزلزال، خصصت 235 مليون دولار إضافية كمساعدات إنسانية.

فلسطين

بالانتقال إلى الخطاب الإسرائيلي المتطرف على الرغم من اجتماعات العقبة وشرم الشيخ، أشار ووستر إلى أن الأردن يلعب دورًا رائدًا في الساحتين السياسية والدبلوماسية لتخفيف التوترات.

وأوضح أن مثل هذا الدور كان واضحا خلال الاجتماعات التي عقدت في العقبة وشرم الشيخ، حيث "يعلم الجميع أن المملكة لعبت هذا الدور منذ عقود"، معربا عن دعم واشنطن لمثل هذا الدور الإيجابي لإيجاد حل عادل وشامل يقوم على أساس حل الدولتين.

وبخصوص ضمانات الأردن بالحفاظ على الوضع الراهن في القدس والوصاية الهاشمية على المقدسات في المدينة - في ظل الحكومة اليمينية التي تدعو إلى إبادة المدن الفلسطينية وتسليم خريطة إسرائيل الكبرى التي تهدد سيادة الدول المجاورة، واعتماد خطاب هو الأكثر تطرفا منذ إنشائه - قال ووستر إن الولايات المتحدة استنكرت تصريحات الوزير الإسرائيلي التي تنكر وجود الشعب الفلسطيني وتصور خريطة إسرائيلية ضمت أجزاء من الأردن وفلسطين داخل حدودها.

وجدد السفير موقف بلاده الثابت من التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس وحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد للصراع في فلسطين، مشددا على ضرورة الحفاظ على الوضع الراهن في القدس.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير