البنك الأوروبي يدعو الأردن لتقليل العجز المالي

أكد البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية التزامه بدعم الأردن في تعزيز موارده المائية، وفي تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، التي أُطلقت برعاية ملكية في حزيران الماضي لتنفذ على مدار 10 سنوات.

وقالت رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أوديل رينو-باسو في مقابلة صحفية لـ"المملكة"، إن البنك ملتزم جدا بدعم خطة ومشاريع رؤية التحديث الاقتصادي في الأردن، والتي تحدد مسار الاستمرار في دعم القطاع الخاص والاستثمارات الأجنبية المباشرة، والشركات الصغيرة والمتوسطة في الأردن؛ بما في ذلك الشركات الناشئة المبتكرة التي تتمتع بمستوى عالٍ من النمو المحتمل.

في قطاع المياه، أضافت رينو-باسو أن البنك الأوروبي مستعد للتعاون مع الأردن لإنشاء محطة تحلية مياه في العقبة بهدف نقل المياه إلى عمّان وبقية المحافظات وفق مشروع الناقل الوطني للمياه، مؤكدة مواصلة الاستثمار في قطاع المياه؛ الذي يشكل تحديا كبيرا للأردن.

وأوضح البنك الأوروبي، أن الأردن من بين أفقر دول العالم من حيث الموارد المائية، وتسببت الظروف المناخية الجافة بنقص حاد في المياه، تزامنا مع استمرار النمو السكاني السريع في البلاد، إلى جانب تدفق 1.3 مليون سوري يعيشون داخل مخيمات اللاجئين وخارجها، مما يعرض البنية التحتية الحالية والقدرات البلدية إلى ضغط غير مسبوق.

 استراتيجيات بـ3 أولويات

وعن استراتيجية البنك للعمل في الأردن، أوضحت أن استراتيجية البنك الأوروبي للفترة 2020 – 2025، هي الاستمرار في الاستثمار في المملكة وفق 3 أولويات رئيسة؛ هي تعزيز الاندماج والشمول، والرقمنة، والمساهمة في انتقال البلاد إلى اقتصاد أكثر خضرة وحسن الإدارة.

وأشارت رينو-باسو، إلى تطلع البنك لتوسيع ومضاعفة محفظة استثماراته في الأردن وتعزيزها، موضحة أن عمليات البنك بدأت في الأردن منذ 10 سنوات لتمويل 71 مشروعا، باستثمارات وصلت لقرابة ملياري يورو، 70% منها مع القطاع الخاص من خلال التعاون مع المؤسسات المصرفية والشركات العاملة في السياحة والطاقة المستجدة.

وأكدت اهتمام البنك بالعديد من المشروعات التي يعتزم الأردن تنفيذها، سيما في مجالات الطاقة والمياه والطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر.

رينو-باسو، التي تزور الأردن للمرة الأولى وهي رئيسة للبنك، قالت إنها أجرت لقاءات مع مسؤولين حكوميين والشركاء للمساهمة في الوصول إلى أفضل طريقة لتحسين دعم البنك للأردن، وللعمل على تكثيف استثماراته.

نظرة مستقرة للغاية

وعن توقعاتها لاقتصاد الأردن، أوضحت أن النظرة المستقبلية لاقتصاد الأردن مستقرة للغاية، وأثبت الأردن مرونة كبيرة في تعامله مع الصدمات العالمية المتتالية، بدءا من جائحة كورونا، وتأثيرات الحرب في أوكرانيا، وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

وأضافت أن مرونة الاقتصاد الأردني كان شاهدا من خلال ارتفاع نمو الناتج المحلي الإجمالي من 2% إلى 2.7% وفق توقعاته، ومواصلته في تشديد سياسته النقدية عبر متابعته لقرارات البنك الفيدرالي الأميركي.

ودعت رينو-باسو، الأردن في السياسات المالية، إلى العمل على تقليل العجز المالي الحالي.

وأوضحت أن "التحدي الرئيس يكمن في المضي قدما بزيادة معدلات النمو، وهذا يعني ضمنا تعزيز أجندة الإصلاحات الهيكلية للتمكن من الحصول على معدلات نمو أعلى، والمزيد من الاستثمارات والوظائف في الوقت ذاته.

ودعت أيضا إلى زيادة مشاركة المرأة في سوق العمل في الأردن، موضحة أن مشاركة المرأة في المملكة هي من بين أدنى المعدلات على مستوى العالم.

معالجة مياه في الغباوي

وعبّرت رينو-باسو عن سعادتها بتوقيعها اتفاقية إنشاء محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الغباوي في ضواحي العاصمة عمّان، التي موّلت بمنحة من الاتحاد الأوروبي بقيمة 30 مليون يورو وقرض من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية بقيمة 41.3 مليون يورو.

وقالت إن هذا الاستثمار سيوفر خدمات أفضل للأسر غير المتصلة بنظام شبكات الصرف الصحي ويدعم أيضا قدرة البلاد على الصمود في مواجهة أزمة اللاجئين من خلال توفير سعة إضافية للبنية التحتية مع تخفيف الضرر البيئي المترتب على المجتمعات المحيطة.

وستحل المنشأة الجديدة محل المنشأة الحالية في عين غزال، والتي تتسبب بآثار ضارّة بالبيئة وتسبب إزعاجا للمجتمعات المحيطة، وستساعد في التخلص من الراوئح الكريهة والتلوث الضوضائي ومشكلات المرور الناجمة عن تحركات شاحنات الصرف الصحي حول المحطة الحالية.

ومنذ بدء عملياته في الأردن في عام 2012، استثمر البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية أكثر من ملياري يورو لتمويل 71 مشروعا، يتضمن هذا المبلغ تمويلا بقيمة تصل إلى 180 مليون يورو ومنحا بقيمة 130 مليون يورو من البنك الأوروبي بموجب إطار عمل البلديات لبناء القدرة على الصمود والاستجابة للاجئين التابع للبنك.