صحيفة: الأردن بدأ محادثات حول صفقة مع نظام الأسد بتأييد عربي

{title}
أخبار الأردن -

أكدت صحيفة “وول ستريت جورنال”، وجودَ “صفقة” أو خطة عربية لإخراج رئيس النظام السوري، بشار الأسد من عزلته، وإعادة العلاقات معه مقابل مكافحة النفوذ الإيراني، كاشفةً عن طلب وساطة قدّمه “الأسد” لسلطان عمان هيثم بن طارق خاص بالسعودية.

وأفاد مسؤولون عرب وأوروبيون بأنّ دولاً عربية -سبق وأن نبذت الرئيس السوري بشار الأسد– تعرض عليه صفقة من شأنها إعادة العلاقات بين دمشق وكثير من دول الشرق الأوسط، مقابل كبح نفوذ إيران.

وقالت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين عرب وأوروبيين، إن الأردن وبتأييدٍ عربي بدأ محادثات حول صفقة مع نظام الأسد، تتضمن تقديم الدول العربية مساعدات بمليارات الدولارات لإعادة بناء سوريا بعد الحرب الأهلية التي استمرت 12 عامًا، والضغط على الولايات المتحدة والقوى الأوروبية لرفع العقوبات عن حكومة الأسد، مقابل تعاون “الأسد” مع المعارضة السياسية، والقَبول بوجود قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين إلى سوريا، وقمع تهريب المخدرات، والطلب من إيران التوقّف عن توسيع وجودها في سوريا.

من جانبه، أفاد مستشار في حكومة “الأسد” مطَلع على المحادثات مع مسؤولين عرب وأوروبيين، بأنّ مناقشة الصفقة لا تزال في مراحلها المبكرة.

وقالت الصحيفة، إن الأسد لم يظهر أيّ اهتمام بالإصلاح السياسي أو استعداداً لاستقبال القوات العربية، كما لم تظهر القوى الغربية أيّ ميل لإنهاء العقوبات الصارمة على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، لكنّ المسؤولين العرب والأوروبيين أكدوا أنّ الزلازل المدمرة، التي ضربت تركيا وسوريا، وتسببت في وفاة 6 آلاف شخص في سوريا، أعطت زخمًا للمحادثات، حيث يسعى الأسد للاستفادة من الكارثة الإنسانية لتقليل عزلته، حسب قولهم.

وفيما يتعلق بالموقف السعودي من الصفقة، أكد المسؤولون المطلعون على المحادثات، أنّ السعودية أعطت دعماً قوياً للمحادثات، مشيرة إلى أنه في فبراير/شباط الماضي، دعا وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إلى إنهاء الوضع الراهن بشأن سوريا للسماح بالاستجابة للأزمة الإنسانية.

كما لفتت الصحيفة إلى موافقة السعودية مؤخرًا على استعادة العلاقات مع إيران في صفقة توسطت فيها الصين، ما يشير إلى أن المملكة منفتحة على تغيير المسار في الاصطفاف الجيوسياسي للمنطقة.

ونوهت الصحيفة إلى أن الجيران العرب لسوريا أعادوا بناء العلاقات ببطء مع سوريا منذ عدة سنوات، حيث قام الأسد، بمساعدة روسيا وإيران، بصدّ محاولة الإطاحة به، وتسيطر حكومته اليوم على معظم البلاد، باستثناء جزء من الأراضي الشمالية الشرقية التي يسيطر عليها الأكراد، وآخر يسيطر عليه معارضون في محافظة إدلب، شمال غربي البلاد.

كما أشارت الصحيفة إلى تعليق جامعة الدول العربية عضوية سوريا في عام 2011، وفرضت عقوبات على حملة الأسد الوحشية ضد الاحتجاجات الشعبية التي بدأت خلال انتفاضة الربيع العربي، وسرعان ما تحوّلت إلى مقاومة مسلحة، هذا بالإضافة إلى فرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات صارمة على الحكومة السورية والشركات المرتبطة بعائلة الأسد.

ورأت الصحيفة أنّ إعادة الاندماج المحتملة لسوريا في المنطقة الأوسع وإعادة بنائها على جدول أعمال القمة العربية المقررة في وقت لاحق من هذا العام في السعودية، يبدو أنها أصبحت قريبة.

وقالت إنه في حين أنّ العديد من المسؤولين العرب ما زالوا يحتقرون الأسد وأفعاله، فإنهم يقولون إنّ السياسات الدولية التي تعزل سوريا تثبت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، ما يعزّز نفوذ إيران في المنطقة، بحسب الصحيفة الأمريكية.

ويرى هؤلاء المسؤولين، أنّ تحسين العلاقات مع الأسد من شأنه أن يساعد في تقليل نفوذ إيران على أحد حلفائها الرئيسيين في المنطقة.

وذكرت الصحيفة، أنه خلال الأسابيع الأخيرة، أرسل الأردن ومصر وزيري خارجيتهما إلى دمشق، في أول زيارة دبلوماسية لهما منذ اندلاع الحرب الأهلية في عام 2011، في حين جعلت الإمارات إعادة الأسد إلى الجامعة العربية أولوية، واستضاف رئيسها، محمد بن زايد آل نهيان، الزعيم السوري في أبوظبي، العام الماضي، وتقوم الشركات الإماراتية باختبار مياه ممارسة الأعمال هناك.

وبحسب مسؤول إماراتي، فإن “الحاجة ملحّة لتعزيز الدور العربي في سوريا”، مضيفاً: “يجب تسريع البحث عن حلٍّ سياسي للأزمة في سوريا، لتجنّب عودة الإرهاب والتطرف، اللذين انتشرا خلال الصراع المستمر في سوريا”.

لكنّ إقناع الولايات المتحدة وأوروبا برفع العقوبات عن الأسد وشركائه لن يكون سهلاً على الدول العربية، حتى تلك الحليفة للولايات المتحدة.

وعرّجت الصحيفة إلى زيارة “الأسد” لسلطنة عمان في 20 فبراير/شباط الماضي، ناقلةً عن مسؤولين أوروبيين وخليجيين قولَهم إنه طلب الضغط على الدول الغربية لرفع العقوبات مؤقتاً مقابل إبقاء المعابر إلى مناطق المتمردين مفتوحة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أوروبي ومستشار لحكومة النظام السوري، أنّ الأسد طلب أيضاً من السلطان التوسّط لتفاهم بين السعودية وإيران، لتوافق طهران على أن يكون للرياض وجود اقتصادي في سوريا.

وبحسب الصحيفة، فقد رحّبت إيران التي تعاني من ضائقة مالية، واضطرت لقطع الوقود والإمدادات الطبية عن سوريا، بالتقارب العربي حتى الآن، لكنها لم تُظهر أيّ مؤشر على تقليص وجودها العسكري.

ووصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، التقدّم بين سوريا والعالم العربي بأنّه “نهج واقعي” و”خطوة إيجابية نحو التضامن الإسلامي”.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير