خبراء يحذرون: مادة تستخدم كـ "علف حيواني" ستباع للأردنيين
قال رئيس جمعية منتجي الحليب مروان صوالحة إن استخدام الحليب المجفف أمر غير قانوني، حيث أن أصل منتجات الأجبان والألبان هو الدهن الحيواني الموجود في الحليب الطازج، وأن الحليب المستورد هو مخلفات صناعات غذائية، ويستخدم كعلف حيواني ويضر بصحة المواطن.
وأضاف صوالحة لـ"أخبار الأردن" أن تقرير ديوان المحاسبة ومكافحة الفساد أوضح أن شركة كبرى هي المستوردة لهذه المادة، ويشتبه باستخدامها الغش والتحايل في بند التعرفة الجمركية، معتبرا استخدامها قتل للقطاع وللصناعة الوطنية وترسيخ لعدم ثقة المواطن بهذه المنتجات.
وكان التقرير قد أكد على دراسة أجرتها جامعة العلوم والتكنولوجيا بخصوص غش منتجات الألبان باستخدام حليب المجفف رديء النوعية.
وعند الاستفسار عن ضرر الزيوت المهدرجة وسبب منعها من قبل منظمة الصحة العالمية قالت مديرة المختبرات السابقة في مؤسسة الغذاء والدواء والمتخصصة في صحة وسلامة الغذاء الدكتورة سناء قموه أن هذه المخلفات يصعب تحويلها إلى دهون جامدة إلا من خلال ضخ غاز الهيدروجين وتحت ضغط عالي وحرارة مرتفعة.
وأضافت قموه أن هذه الزيوت المهدرجة تعمل على فقدان الخلية في جسم الإنسان مرونتها، وبالتالي يؤدي ذلك إلى انقسامات غير طبيعية للخلية مما يؤدي إلى الإصابة بالأمراض السرطانية على الأثر التراكمي.
وقالت إن هذه الزيوت المهدرجة الموجودة في الحليب المصنوع من مخلفات صناعات غذائية ومن ثم تحويله لمنتجات متعددة يشكل خطرا بالغا لمرضى القلب والشرايين لأنه يزيد الكوليسترول الضار LDL ويقلل من الكوليسترول النافع HDL.
ورفضت الجمعية الوطنية لحماية المستهلك، توجه الجهات الرسمية، السماح باستخدام حليب البودرة في صناعة الألبان ومشتقاتها، بدلا من الحليب الطازج، لأنه أصل منتجات الألبان والأجبان، وبحسب تعليمات دستور الاغذية العالمي (codex)، فإن استخدامه يعتبر مخالفا للمواصفة القياسية الأردنية والتي تنص على استخدام الحليب الطازج المبستر بصناعة الألبان، وليس الحليب المجفف أو الحليب المعاد تكوينه.
من جهته، قال رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور محمد عبيدات في بيان صحفي سابق إن قرار السماح بإعطاء رخص استيراد الحليب المجفف (حتى لو كانت لمرة واحدة) غير مبرر، فالكميات المنتجة من الحليب الطازج، تكفي لحاجة السوق المحلي وقد تزيد، برغم انتشار مرض الحمى القلاعية في المزارع، ذلك أن الكميات المنتجة من الحليب الطازج وتقدر بـ1000 طن يوميا في مثل هذا الوقت من العام، تكفي حاجة السوق المحلي، بخاصة وانه يتم استيراد الألبان ومنتجاتها.
وأضاف عبيدات أنه في حال حدوث نقص في كميات الحليب للإنتاج، فإن الأصح والافضل أن تستورد من دول مجاورة، وليس استخدام الحليب المجفف الذي لا تضاهي فوائده الصحية فوائد الحليب الطازج.
وتساءل عبيدات: هل الحليب المجفف الذي سيسمح باستخدامه في صناعة الألبان ومشتقاته من مصانع الالبان، سيطابق المواصفات والقواعد الفنية المعمول بها، بخاصة وان هنالك انواعا كثيرة من الحليب المجفف رديئة، وغير مطابقة للقواعد الفنية.
وتطرق عبيدات لقضية السعر الذي ستباع به هذه المنتجات في حالة السماح بها سيكون السعر نفسه، أم سيكون أقل من السعر الحالي، بخاصة وأن كلف الحليب المجفف أقل بكثير من سعر الحليب الطازج الذي يباع بأسعار مقبولة، أم أنه ستعوض المصانع على حساب المواطنين الذين يعانون من ظروف اقتصادية صعبة، بخاصة بعد انخفاض نسبة مبيعاتها والتي قدرت بـ20 %.
وقالت الوزارة إن هذا المقترح ما يزال قيد البحث، كونه يأتي بعد تلقيها لشكاوى متعددة من مصانع الألبان حول انخفاض كميات الحليب الواردة للمصانع.
وأشار إلى أنها استقبلت مصانع بحضور ممثلين للمؤسستين العامة للغذاء والدواء والمواصفات والمقاييس، ووزارة الصناعة والتجارة والتموين، لبحث شكاوى المصانع من انخفاض كميات الحليب الواردة لهم.
وأضافت، أنه بناء على ذلك جرى الخروج بمقترح حول استيراد كميات تكميلية من الحليب المجفف، شريطة أن يتوافق استخدامها مع المواصفة الأردنية.
وبينت إلى أن الوزارة تتطلع لأن لا يؤثر التعافي التدريجي للأبقار من مرض الحمى القلاعية على كميات الحليب الواردة لمصانع الألبان في شهر رمضان، مؤكدة انحسار إصابات الحمى القلاعية وبدء التعافي في كميات الحليب المنتجة حاليا.