الأردنيون في مرمى ارتفاع أسعار السلع الأساسية قبل رمضان
لاحظ عدد من المواطنين ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية في المحال التجارية مؤخرا مرجحين أن هذه الارتفاعات جاءت بسبب اقتراب شهر رمضان المبارك.
قال المواطن أحمد الفاعوري (42 عاما): "لقد لاحظت ارتفاعا في الأسعار واختلاف في كميات الأصناف الغذائية على نحو غير معتاد وكل ما أخشاه أن يستمر هذا الارتفاع حتى بداية شهر رمضان"، منوها إلى أن الوضع الاقتصادي صعب للغاية والمواطن ليس بمقدور المواطن تحمل أي رفعات إضافية.
من جهتها قالت المواطنة فاطمة الطالب (31 عاما): "لشهر رمضان خصوصية حيث التجمعات العائلية على مائدة الطعام وتنوع الأصناف وهذا يتطلب ميزانية كافية، لكن مع ارتفاع الأسعار قد تشكل هذه الطقوس عبئا كبيرا، مطالبة الجهات المختصة بالتدخل الفوري لوقف الاحتكار والجشع ووضع مصلحة المواطن أولوية قصوى.
وأضافت: "لم يقتصر احتكار ورفع الأسعار على المواد الغذائية فحسب بل شمل زينة رمضان".
من جهته قال التاجر حاتم المعادات إن هناك ارتفاع في الأسعار يتراوح 50% وخصوصا على مشتقات الألبان والأرز والسكر وكذلك السكاكر، مشيرا إلى أن الخوف من استمرار ارتفاعها أيضا في شهر رمضان.
وأكد المعادات: "اعتدنا كتجار شراء البضاعة قبل شهرين من اقتراب شهر رمضان حيث تكون القوة الشرائية في أعلى مستوياتها لكن إلى الآن لم يقوم التجار بشراء المواد الغذائية بسبب ضعف القوى الشرائية والاختلاف في ثقافة المستهلك الذي اقتصرت على المواد الأساسية، موضحا أن الحركة التجارية في الفترة الأخيرة أصبحت تقتصر فقط على فترات استلام الرواتب لدى الموظفين".
وقال التاجر المتخصص في زينة رمضان، يزن القدومي: "لقد ارتفعت أسعار زينة لعدة أسباب أبرزها أن المستورد الذي كان يسافر إلى الصين من أجل شراء البضائع كانت تكاليف السفر تبلغ قرابة 2500 دينارا أما اليوم تضاعفت التكاليف لتصل إلى الضعف وهذا جعل التجار يتجهون للاستيراد من دبي كوجهة رئيسية للبضائع".
و أوضح القدومي أن كثير من المواطنون أصبحوا يكتفون بما لديهم من زينة ما ساهم في تكدس البضائع لدى التجار.
وأكد قدومي أن جودة البضائع تراجعت وتخزين البضاعة من العام أدى إلى المزيد من الخسائر، مما جعل التجار يرفعون الأسعار من أجل تحصيل ربح مناسب.
جمعية حماية المستهلك قالت لـ" أخبار الأردن" إنها قلقة من الارتفاعات المتكررة التي طالت بعض السلع الأساسية سواء المنتجة محليا أو المستوردة في ظل غياب واضح للجهات الرقابية ذات العلاقة.
وطالبت الجمعية وزارة الصناعة والتجارة بتفعيل دورها الرقابي على الأسواق بعد الارتفاع الذي طال بعض السلع الأساسية مثل الألبان والأرز والسكر واللحوم والدجاج وغيرها من السلع، خاصة أن غالبية المواطنين يعيشون ظروف اقتصادية صعبة وهنالك ضعف متزايد في القدرات الشرائية مما سيحملهم أعباء إضافية لن يستطيعوا تحملها.
وقال الدكتور محمد عبيدات رئيس الجمعية: "لقد قمنا برصد وقراءة أسعار بعض السلع الأساسية مثل الألبان واللحوم الحمراء والأرز والزيوت النباتية التي ارتفعت أسعارها، لا سيما وأننا مقبلون على شهر رمضان المبارك نتيجة زيادة الطلب على هذه السلع أو نتيجة لقيام بعض التجار باستغلال المستهلك.
وأضاف عبيدات أن هذه السلع معرضة لارتفاعات إضافية مع بداية الشهر الفضيل فعلى سبيل المثال كانت كيلو لحم الخروف المستورد من مختلف المناشئ تباع ما بين 5 دنانير ونصف إلى 6 دنانير ونصف والآن تباع ما بين 6 دنانير ونصف الى 7 دنانير ونصف، ودجاج النتافات كان يباع بدينار وعشرون قرشا ويباع الآن ما بين دينار ونصف الى دينار وسبعون قرشا، أما ما يتعلق بالأرز فقد ارتفعت أسعار بيعه 25 قرشا أيضا وتم تغيير حجم العبوات لهذه المادة الأساسية فمنهم من قام بتقليل حجم العبوة والإبقاء على سعرها أو تقليل حجم العبوة ورفع سعر بيعها وهذا يعتبر تضليل للمستهلكين، وكذلك بالنسبة للزيوت النباتية التي ارتفعت بعض الأنواع وثبتت أنواع اخرى على ارتفاع بالرغم من انخفاضها في الأسواق العالمية.
وفيما يتعلق بموضوع الألبان فقد بين الدكتور عبيدات أن بعض شركات الألبان رفعت أسعار منتجاتها ولم تلتزم كعادتها بالاتفاق المبرم بينها وبين الوزارة والذي يقضي بعدم رفع أسعار منتجاتها إلا بعد الرجوع إلى الوزارة وعمل دراسة حقيقية من قبل كافة الأطراف ذات العلاقة وما حصل في الأيام الماضية خير دليل على ذلك حيث رفعت أسعار بعض الأصناف 15 قرشا دون أن تقوم الوزارة بمنعها واتخاذ الإجراء المناسب بحقها، ونخشى أن تقوم المصانع الأخرى برفع أسعارها كما فعلت هذه الشركات.
ودعا الدكتور عبيدات المواطنين إلى الاعتدال في عمليات الشراء والتكيّف مع قدراتهم المالية وعدم شراء وتخزين السلع التي لا يحتاجونها في الفترة الحالية لخوفهم من ارتفاعها في شهر رمضان المبارك والاكتفاء بالشراء وقت الحاجة ومقاطعة السلع التي ترتفع أسعارها بشكل مبالغ فيه.
