هل عمان والزرقاء وإربد بعيدة عن خطر الزلازل؟

{title}
أخبار الأردن -

قال مدير مرصد الزلازل الأردني المهندس غسان سويدان، إن التنبؤ بالزلازل "مستحيل وغير علمي"، مشيراً إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أثارت الذعر بين الناس من احتمال وقوع زلزال في المستقبل.

وأضاف سويدان أنه في حين من الممكن الرجوع إلى بيانات الزلازل السابقة والسجلات التاريخية المكتوبة للحصول على نظرة ثاقبة لأنماط نشاط الصفائح التكتونية للمنطقة، فمن المستحيل التنبؤ بتوقيت وموقع وقوة الزلزال في المستقبل.

من جهته، أكد خبير الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية، الدكتور عيد الطرزي، أن الزلازل القادمة لا يمكن التنبؤ بها، وإذا كان التنبؤ ممكنًا فإن "ضرره سيكون أكثر من نفعه"، لأن الزلزال المتوقع سيضع الناس في حالة من الفوضى والذعر، خاصة وأن مثل هذه الكوارث الطبيعية لا يمكن منعها، داعيا الدول إلى التركيز على استراتيجيات تخفيف أثر الزلازل.

وأوضح الطرزي أن تخفيف أثر الزلازل يتضمن 3 مراحل رئيسية: أولاً، يتم إجراء الدراسات لتحديد المخاطر الزلزالية لمنطقة ما عبر التاريخ، حيث يمكن أن تحدث الزلازل غالبًا في نفس المواقع في أوقات مختلفة.

بعد ذلك، يجب أن تأخذ قوانين الهندسة والعمارة والبناء في الاعتبار الكوارث الطبيعية المحتملة لتقليل نطاق الضرر، وأخيرا يجب تدريب الأفراد على الاستجابة لأي حوادث من خلال نقل الأنقاض وإجراء عمليات الإنقاذ وتلبية الاحتياجات الطبية والنفسية والمالية للمتضررين، وهذه الخطوات تتطلب جهودا منسقة من جميع المعنيين.

الوضع الزلزالي في الأردن

وفيما يتعلق بمخاطر الزلازل في المملكة، فإن أكبر ثلاث مدن (عمان والزرقاء وإربد) تقع جميعها على بعد 30 كيلومترًا من المصدر الرئيسي للنشاط الزلزالي، وهو صدع البحر الميت.

وتضم هذه المدن أكثر من 80 في المائة من سكان البلاد، وفقًا للاستراتيجية الوطنية الأردنية للحد من مخاطر الكوارث، والتي حددت الزلازل كأولوية وقائية قصوى.

ووفق مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن آخر مرة تعرضت فيها عمان لزلزال مدمر وقع في 11 يوليو 1927، وكان مركز الزلزال الذي بلغت قوته 6.3 درجة في وادي الأردن بالقرب من جسر دامية الذي يربط الأردن بفلسطين، وهو مغلق حاليا.

وفي حين أن هذا الزلزال أدى إلى مقتل 342 شخصًا، إلا أن الخسائر والإصابات في عمان نفسها كانت طفيفة، وهو أقوى زلزال ضرب عمان في التاريخ الحديث.

وعلى مستوى المملكة ككل، كان زلزال خليج العقبة عام 1995 هو أحدث نشاط زلزالي رئيسي، حيث يقع مركزه على بعد حوالي 90 كم جنوب العقبة، وفقًا لتقرير الحد من مخاطر الكوارث.

ولم ترد أنباء عن سقوط قتلى جراء هذا الزلزال الذي شعر به السكان بقوة حتى شمال المملكة.

وفقًا لمرصد رصد الزلازل الأردني، فإن 20 إلى 50 زلزالًا بقوة أربع درجات وما فوق تحدث كل عام على طول صدع البحر الميت، وتعتبر هذه الزلازل الصغيرة.

وأشار الطرزي إلى أن الزلازل الأخيرة في تركيا وسوريا لن تؤثر على تحريك صدع البحر الميت، لأن الأنظمة التكتونية في كل منطقة فريدة ومنفصلة تمامًا.

خطر الشائعات

بدوره، قال عالم الاجتماع حسين الخزاعي، إن الخوف والشائعات من الزلازل تنتشر حاليا في الأردن إلى حد كبير بسبب حجم الدمار والخسائر الكبيرة الناجمة عن الزلزال الذي ضرب تركيا.

وأضاف الخزاعي أن تداول صور ومقاطع فيديو لعمليات الإنقاذ ودفن الأطفال تحت الأنقاض والقتلى والجرحى، ساهم في حالة الذعر.

وقال إن التكتيك الأفضل هو البدء في إعداد برامج تعليمية حول السلامة من الزلازل والتركيز على التكافل الاجتماعي والعمل التطوعي لمعالجة المناطق المعرضة للزلازل.

 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير