هل يتم منع صرف مضادات حيوية في الأردن بلا وصفة طبية؟

{title}
أخبار الأردن -

شكلت مؤسسة الغذاء والدواء أمس، لجنة نقابية وخاصة مشتركة من أجل إدراج أدوية مضادات حيوية على قائمة الأدوية التي لا تصرف الا بوصفة طبية، وليس مباشرة من الصيدليات.

وفي ظل الافراط بصرف الأدوية المضادة بطرق عشوائية للمرضى بخاصة الأطفال منهم، والذي أصبح قريبا من الظاهرة، برغم ما يسببه هذه الإفراط من إحداث ضعف في مقاومة الجراثيم، فإن تنظيم آلية صرف المضادات الحيوية، بات تحت المجهر، فهي الى جانب مضار الافراط بها، وعشوائية صرفها، تشكل عبئا ماليا على المواطن والدولة معا، بحسب نقيب الأطباء الدكتور زياد الزعبي.

وتفيد آليات صرف الأدوية في غالبية دول العالم والدول العربية، بمنع صرف المضادات الحيوية إلا بوصفة من طبيب، بعد تنفيذ تشخيص سريري للمريض، وتحديد حالته ونوع الالتهاب المسبب للمرض، أهو فيروسي أم بكتيري، ومن ثم صرف الدواء من الصيدليات وفق هذه الطريقة، والسير في نطاق آليه وبروتوكول خاصين بصرف الأدوية “الخطرة”، وفقه.

وتتكون عضوية اللجنه المشتركة من: المؤسسة العامة للغذاء والدواء ونقابتي الأطباء والصيادلة، وخبراء أدوية ومندوبين من الصناعة الدوائية، ومستوردي أدوية ومستشفيات خاصة، للحد من ظهور مقاومة للميكروبات من تلك الأدوية، انسجاما مع التوجهات العالمية للحد من هذه الظاهرة.

وتعد المضادات الحيوية من الأدوية والعلاجات المهمة، التي تعالج ما تسببه البكتيريا من عدوى (حالات العدوى البكتيرية)، بنجاح وتمنع انتشار الأمراض، بالإضافة إلى أنها تقلل من المضاعفات المرضية الخطرة، وفق موقع “مايو كلينيك” الطبي .

استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة، أوضح أهمية استخدامها فقط عندما يصفها الطبيب، لا أن تصرف مباشرة من الصيدليات عبر الرفوف “الشلف”، كون هذه الطريقة تؤثر سلبا على صحة المريض، وتحرمه من الاستجابة للعلاج.

ويقدر الطراونة، أن الأردن يهدر أكثر من 70 % من المضادات الحيوية، على أمراض لا تفيد في علاجها، وأوضح ان صرف الأدوية المضادة في الأردن أضحت “ظاهرة خطرة”، داعيا إلى أنه آن الأوان لتتحرك وزارة الصحة في هذا الاتجاه، لتنظيم صرفها في نطاق بروتوكول صحي، يحدد خطوات الصرف، حفاظا على الصحة العامة.

لكن بعض المضادات الحيوية المستخدمة بوصفها علاجات أساسية لحالات العدوى البكتيرية، عاجزة عن تأدية وظيفتها الآن، كما ينبغي وبعض هذه الأدوية لا ينجح تماما في التصدي لبعض أنواع البكتيريا، وفق الطراونة الذي قال لـ”الغد”، عندما لا ينجح أحد المضادات الحيوية في التصدي لسلالات بكتيريا معينة، تُعرف هذه البكتيريا بأنها مقاوِمة للمضادات الحيوية.

وقبيل حلول فصلي الخريف والشتاء مع انتشار الانفلونزا الموسمية، تجدد منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من استهلاك المضادات الحيوية، داعية للتعامل معها بحرص شديد، إذ إنّ الاستهلاك العشوائي يؤدّي في النهاية إلى هذه العاقبة التي يصفها الخبراء، بأنّها خطرة.

ودعت المنظمة الأممية الأفراد، كما الحكومات والعاملين الصحيين لاتباع أفضل الممارسات لتجنّب مزيد من ظهور مقاومة، للمضادات الحيوية وانتشارها.

وذكرت المنظمة أن المضادات الحيوية، تُستخدم للوقاية من العدوى البكتيرية (الجرثومية) وعلاجها، موضحة أن مقاومة المضادات الحيوية، تحدث عندما “تتغير البكتيريا كرد فعل على استخدام هذه العقاقير”. مضيفا أن من شأن ذلك إلحاق الضرر بالقدرة على معالجة الأمراض المعدية، وتقويض التقدّم الذي تحقّق في مجالات عدّة في الطبّ.

يشار إلى أن وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية ضمن مشروع “تعزيز أنظمة الرصد الأردنية من خلال تعزيز إمكانيات المختبرات الوطنية والقوى العاملة المعنية برصد مقاومة مضادات الميكروبات” أعلنت نهاية الشهر الماضي عن إنشاء شبكة وطنية لمقاومة مضادات الميكروبات من 39 مستشفى، تضم 8314 سريراً تمثل 56 % من إجمالي أسرة المستشفيات، ونتج أيضا انخراط في النظام العالمي لرصد مقاومة مضادات الميكروبات.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير