الصبيحي عن السقاف: المئات فقدوا وظائفهم في عهدها بالضمان الاجتماعي
كتب خبير التأمينات والحماية الاجتماعية، الإعلامي والحقوقي موسى الصبيحي، منشورا عبر صفحته في فيسبوك اليوم الأربعاء، قال فيه إنه وفي عهد وزير الاستثمار خلود السقاف، عندما كانت تشغل منصب رئيسة صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي، ارتفعت "السندات" بمقدار (2.6) مليار دينار، وفَقَدَ المئات وظائفهم بسبب مشروعات متعثّرة.
وتاليا نص المنشور:
ارتفعت "السندات" في عهدها بالضمان بمقدار (2.6) مليار دينار.. وفَقَدَ المئات وظائفهم بسبب مشروعات متعثّرة!.
السقّاف وحُلم المليون فرصة عمل خلال عشر سنوات!.
مكثت السيدة خلود السقاف في منصبها كرئيسة لصندوق استثمار أموال الضمان لأربع سنوات بالتمام والكمال قبل أن يأتيها الحظ وتدخل في التعديل الوزاري قبل الأخير لحكومة الدكتور بشر الخصاونة وزيرة للاستثمار، وخلال عملها على رأس الصندوق ولا سيما في الأشهر الأخيرة وجّهتُ لها سؤالاً مهماً لأكثر من مرة ولم تتفضل بالإجابة، ربما لأنها لا تملك الإجابة عليه، والسؤال كان حول عدد فرص العمل التي أسهم صندوق الضمان كأضخم صندوق استثماري وطني في خلقها خلال السنوات الأربع منذ نهاية عام 2018 حيث تقلّدت موقعها كرئيسة للصندوق وحتى عام 2022؟!.
لقد قلنا أكثر من مرة بأن على أكبر صندوق استثماري في المملكة أن يسهم في تخفيف حدّة البطالة ومعدلاتها المرتفعة والمرعبة من خلال فتح آفاق فرص عمل جديدة للمتعطلين عن العمل عبر إنشاء مشروعات استثمارية ضخمة مما يحتاجه الاقتصاد الوطني سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، ونقرأ في تقارير صندوق استثمار أموال الضمان أن الصندوق أسهم حتى الآن في توفير حوالي (5) آلاف فرصة عمل فقط بصورة مباشرة، وبتوفير حوالي (100) ألف فرصة عمل أخرى بشكل غير مباشر منذ بدء مسيرة استثمار أموال الضمان.. وهذا كل ما في الأمر!.
اليوم تتحدث السقاف كوزيرة للاستثمار عن حلم يحتاج إلى عمل وجهد استثنائي لتحقيقه وهو خلق مليون فرصة عمل خلال عشر سنوات قادمة، أي بمعدل (100) ألف فرصة عمل في السنة الواحدة فيما عجزت استثمارات الضمان الضخمة عبر مسيرتها الطويلة عن خلق أكثر من (105) آلاف فرصة عمل ما بين مباشرة وغير مباشرة!.
السقاف كان تحت يدها المال وكان باستطاعتها أن تعمل الكثير من أجل خلق عشرات الآلاف من فرص العمل للأردنيين، لكنها مع الأسف لم تفعل لا بل شهدت بعض استثمارات الضمان خروج المئات من أعمالهم ووظائفهم التي فقدوها بسبب تعثر بعض المشروعات ومنها فندق كراون بلازا البتراء التي وعدت السيدة السقاف بافتتاحه أواخر عام 2021 ثم غيّرت وعدها إلى أواخر عام 2022، وتبخّر حلم (300) عامل في العودة إلى عملهم في الفندق الذي لا يزال أمامه الكثير من الوقت لإتمام إعادة تأهيله، وكذلك فندق عمان الشام بالاس الذي فقد فيه (250) عاملاً وظائفهم منذ عام 2016 وعدد من الاستراحات السياحية المعطّلة التي يمتلكها الضمان. وكذلك المئات ممن فقدوا وظائفهم خلال السنوات الست الماضية في مؤسستي الرأي والدستور اللتين تستحوذ مؤسسة الضمان على النسبة الأكبر من ملكيتهما!.
نحن اليوم أمام تصريح المليون فرصة عمل التي تعد السيدة السقاف بخلقها خلال السنوات العشر القادمة، وسوف ننتظر ونصبر ونرى، علماً بأننا في الأردن سنكون في أمسّ الحاجة لخلق حوالي (135) ألف فرصة عمل سنوياً بدءاً من عام 2030 لمواجهة الفرصة السكانية، في حين أننا اليوم بحاجة إلى توفير (110) آلاف فرصة عمل جديدة سنوياً!.
التحدي كبير ليس على السقاف وحدها، ولكن على الجميع، ومع ذلك سنراقب ما الذي ستفعله السقاف وما الذي ستخطوه من خطوات على طريق خلق المليون فرصة عمل التي وعدت بها، مع ضرورة أن تخبرنا من واقع خبرتها في صندوق استثمار أموال الضمان وعن أسباب عدم مساهمة الصندوق بخلق فرص عمل حقيقية تتناسب مع حجم موجودات الصندوق، وهل كان لتركّز الاستثمار في محفظة السندات علاقة بذلك لا سيما وأن الفترة التي تقلّدت فيها السقاف رئاسة الصندوق شهدت ارتفاع محفظة السندات الحكومية من (5.1) مليار دينار إلى (7.7) مليار دينار، حيث كانت محفظة السندات تُشكّل ما نسبته (50.4%) من موجودات الصندوق في نهاية عام 2018 لترتفع إلى أكثر من (56%) من الموجودات مع نهاية شهر تشرين الثاني من عام 2022..!