لماذا يصدق الأردنيون وسائل التواصل أكثر من الإعلام؟
على الرغم من أن الغالبية العظمى من الأردنيين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار، فقد أثبتت التوترات الأخيرة في البلاد أن وسائل التواصل يمكن أن تكون مصدرا للمعلومات المضللة.
وتم تداول العديد من مقاطع الفيديو والشائعات التي لا أساس لها من الصحة على وسائل التواصل خلال الأيام الماضية، وشملت نشر مقاطع فيديوهات قديمة وملفقة أو من خارج المملكة، وتقديمها على أنها من الأحداث الأخيرة.
ودعت الجهات الرسمية الأردنيين إلى توخي الحذر والتأكد من أن المعلومات تأتي من مصادر موثوقة ورسمية.
وفي غضون ذلك، أصدرت مديرية الأمن العام بيانا أعلنت فيه أن وحدة الجرائم الإلكترونية تراقب حاليا جميع مقاطع الفيديو والمنشورات المتداولة على الإنترنت.
وقال البيان: "أي شخص يستخدم الإنترنت لنشر أو نشر أو نشر أخبار مزيفة أو إشاعات أو معلومات مضللة سيواجه عقوبات".
وقالت خبيرة وسائل التواصل الاجتماعي، بيان عودة، إن القضية الرئيسية لوسائل التواصل الاجتماعي هي أنها توفر "أرضًا خصبة" لنشر إشاعات لم يتم التحقق منها، مما قد يؤدي إلى تفاقم وضع خطير بالفعل.
وأضافت عودة: "على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي حسنت تدفق المعلومات والتواصل، إلا أنها تركت لنا أزمة في المراقبة والمعلومات المضللة".
وأشارت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي ليست وعاء مثاليا للرسائل التفصيلية أو المعقدة، فهي عرضة لإثارة الجدل، خاصة في ظل الأزمات.
بالإضافة إلى ذلك، فإن طبيعة وسائل التواصل التفاعلية تجعل من الصعب على وسائل الإعلام التحكم في رسالتها ومنع إساءة تفسيرها أو تشويهها، وفق عودة.
الجدير بالذكر أن غالبية الأردنيين يعتمدون على منصات التواصل الاجتماعي - وخاصة الفيسبوك - كمصدر رئيسي للأخبار، بحسب دراسة أجراها معهد الإعلام الأردني.
ووفقًا للدراسة، فإن "45.6٪ من الأردنيين يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للأخبار".
ومع ذلك، وجدت الدراسة أن منصات وسائل التواصل الاجتماعي هي أقل المصادر موثوقية ومصداقية للأخبار الموثوقة.
وتقوم الجهات بمراقبة وفحص منصات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل متزايد، بما في ذلك "الحظر المؤقت" على TikTok الذي فرضته مديرية الأمن العام.
من جهتها، قالت آية الكيلاني، الخبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي، إن "منصات وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالشائعات التي غالبًا ما يتم تداولها على نطاق واسع في غضون فترة زمنية قصيرة".
وأضافت الكيلاني أن وسائل التواصل الاجتماعي تجعل من السهل ليس فقط إطلاق الشائعات، ولكن نشرها بسرعة وبقليل من الجهد.
وأشارت الكيلاني إلى أن "مشكلة الشائعات في مواقع التواصل الاجتماعي هي أنها تقدم على أنها حقائق"، وعندما يحدث التوتر، يتم حث الناس على البحث عن مصادر إخبارية موثوقة وغير متحيزة.
وأكدت الكيلاني أن "القنوات الإعلامية الرسمية أكثر مصداقية بكثير من وسائل التواصل الاجتماعي".