المعشر: التغيير من الداخل صعب جدا.. وأميركا تهمها مصالحها فقط
قال وزير الخارجية السابق الدكتور مروان المعشر إن الإعلام لم يبق حكرا على الدولة، وقضية المنع من الظهور الإعلامي فيها شيء من السذاجة.
جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "نيران صديقة"، على قناة "عمان TV"، مساء اليوم الأربعاء.
وأشار المعشر إلى أن الحكومة اعتبرت آراءه فيها صراحة زائدة عن اللزوم، لافتا إلى أنه عندما كان وزيرا للإعلام، طلب إلغاء وزارة الإعلام، وإلغاء سلطة الدولة على وسائل الإعلام الرسمية كلها (التلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء).
وأضاف: كنت أعقد إيجازا صحفيا أسبوعيا لكافة الصحفيين، وكنت أؤمن بإعطاء المعلومة للصحفيين والصحفيات كل أسبوع.
وبين أنه طُلب منه تولي منصبين منذ أن خرج من الحكومة، و"آخر مرة طُلب مني أن أكون رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب، لكنني رفضت؛ لأنني لا أؤمن بقانون الانتخاب نفسه"!.
وقال الوزير السابق: قضيت 21 سنة في الدولة وكنت إصلاحيا منذ السنة الأولى في الدولة، ولكنني على قناعة اليوم بأن التغيير من داخل الدولة دون أن يكون مدعوما بقوى شعبية وأحزاب سياسية وعمل جماعي غير ممكن، إذ إن الإنسان مهما كانت قدراته وأفكاره وآراؤه لا يستطيع أن يغير شيئا وهو منفرد.
وفيما يتعلق بالأجندة الوطنية، بين المعشر أن "تجربة الأجندة الوطنية علمتني الكثير، وعلمتني أن التغيير من الداخل صعب جدا في غياب عمل جماعي ومنظم يعتمد على قواعد شعبية".
ورأى أن الأجندة لم تفشل لكن لم يُكتب لها النجاح، فهي منذ اليوم الأول من إخراجها إلى النور وُضعت على الرف؛ لأن الحكومة التي جاءت بعدها لا ترغب بتطبيق الأجندة، وبالتالي فإن الأجندة لم تُطبّق حتى تفشل أو تنجح.
وقال المعشر: "لست غاوي مناصب، وإنما أرغب أن يكون الإصلاح السياسي حقيقيا وجادا".
وأضاف: قناعاتي الإصلاحية لم تختلف وكتاباتي موجودة منذ الثمانينات، إذ إنني كنت وما زلت أكتب عن الإصلاح.
وتابع: كنت أؤمن في السابق أن العمل من داخل الدولة سينتج عنه تغيير حقيقي، لكنني لا أؤمن بهذا اليوم، في ظل غياب أحزاب سياسية منتجة.
وحول الولايات المتحدة، قال إن من يعتقد أن الولايات المتحدة أولويتها الإصلاح في الأردن فهو "واهم"، فأميركا لها مصالح تريد أن تؤديها، وهذه معلومات وليست توقعات، مشددا على أن الإصلاح ليس أولوية للولايات المتحدة سواء في الأردن أو خارجه، والمصالح الأميركية الخارجية تطغى دائما على موضوع الإصلاح.