هاني الملقي: القادم من الأيام هو المسار الأصعب
رعى رئيس الوزراء الأسبق العين الدكتور هاني الملقي، حفل تكريم أوائل الفوج الـ 43 من خريجي جامعة اليرموك، الذي نظمه نادي خريجي جامعة اليرموك، بحضور القائم بأعمال رئيس الجامعة الدكتور موفق العموش، وذلك في مدرج الكندي بكلية الآداب.
وأكد الملقي أن جامعة اليرموك، بوصفها صرحا علميا أردنيا، هي صاحبة الفضل على جيل من الشباب الأردني، ممن استضاءوا بنورها مكافحين مبدعين، ليبقى الأردن عزيزا بأبنائه، منيعا عن كل شر بقيادته الهاشمية، وعليه كانت وما زالت من أكفأ الجامعات بكوادرها وخريجيها.
وأضاف مخاطبا أوائل الخريجين: إنكم اليوم تدخلون مرحلة الرجولة والكفاح والعطاء، املا في تحقيق ما تصبون إليه من حياة كريمة، مضيفا أن القادم من الأيام هو المسار الأصعب، الذي إذا سرتم به بروية وإخلاص وتفاني، فأنكم حتما ستصلون إلى مبتغى الآمال والتطلعات.
وتابع: أن هذا الوطن الأردني الهاشمي قد جذر منعته وعزته بجهد الشرفاء من ابناءه على مر تاريخه بقيادة ملوكه الأبرار، وصولا للقيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني، وولي عهده الأمين الأمير الحسين، مشددا على ان هذا الوطن يحتاج من الشباب الأردني كل الوفاء والإخلاص وحسن الظن، ليستمر بالارتقاء، ولتدوم فيه نعمة المنعة والعزة والرخاء.
وأشار الملقي إلى أن هذه "النعم" لا تتحقق بالأماني ولا بالنوايا الحسنة أو الشعارات، وإنما بالإيمان بالله والوطن والملك، والعمل الجاد نحو رفعته، داعيا أوائل الخريجين لحمل راية الوطن نحو التقدم والرقي والرفاهية، ليكونوا خير خلف لخير سلف.
من جانبه، قال العموش إن جامعة اليرموك، ستبقى بهمة أبنائها وخريجيها، المنارة الخالدة في سفر العلم والإنجاز والتميز، ومصدر إشعاع فكري وتنويري على المستوى الوطني والعربي والإقليمي والعالمي.
وأشار إلى أننا نلتقي اليوم لنحتفل بالخريجين من أوائل الفوج الـ 43 من طلبة "اليرموك"، هذه الجامعة التي انطلقت من رؤية، قوامها الريادة والتميز في مجالات التعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع؛ جاهدة بأن تتبوأ مكانتها المرموقة، من خلال رسالة ترتكز على إعداد الكفاءات العلمية المتميزة في مختلف حقول العلم والمعرفة، وإنتاج بحث علمي إبداعي رصين يخدم المجتمع، ويسهم في بناء اقتصاد المعرفة، ويصب في النهاية في بيئة جامعية محفزة للابتكار والإبداع والريادة.
وأكد العموش اهتمام الجامعة بطلبتها وخريجيها المتميزين من خلال رعايتهم واستثمار إبداعاتهم وتمكينهم في كافة المجالات لما فيه خيرهم وخير جامعتهم ومسيرتها، وبما يصب في المصلحة الوطنية العليا، متخذين من رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني وتوجيهاته خير نبراس في مسيرتها واهدافها، لافتا إلى أن جلالته أكد على الدوام أهمية تفعيل دور الشباب كشريك حقيقي ومؤثر في الحياة العامة، لا سيما البيئات الجامعية ودفع عملية التمكين الشبابي فيها وتفعيل الحوار الديمقراطي بين ابنائها، وامدادهم بالمهارات والمكتسبات اللازمة ليكونوا رافدا نافعا ومخرجا طيبا لسوق العمل ومواقع البناء.
كما وعبر العموش، عن فخر واعتزاز الجامعة بخريجيها، من الفوج الأول وحتى الفوج الـ 43، والذين يزيد عددهم عن مئتي ألف خريج، منهم ما يزيد عن 14 ألف خريج وافد، يمثلون 82 دولة حول العالم، ننظر إليهم بأنهم سفراء للمملكة وللجامعة في بلدانهم ومواقعهم، بما يمثلونه من مكانة وسمعة تعكس عراقة جامعتهم وحضورها الأكاديمي.
في ذات السياق، قال رئيس نادي خريجي جامعة اليرموك الدكتور عصام العزام، إنه على الدولة بمكوناتها ومؤسساتها المختلفة العامة والخاصة، أن تولي فئة المبدعين والمتفوقين من أبنائها جل اهتمامها ورعايتها، ليكون مرد حصادهم الطيب على نهضتها وتطورها نحو الأفضل والأمثل، لتكون بمصاف الدول المتقدمة علميا وتقنيا.
وأضاف أن هذا يكون من خلال التشريعات لرعاية هؤلاء المبدعين، وتوفير كل ما يلزم لهم من إمكانات مادية، ومرافق علمية وبحثية، وحياة حرة كريمة آمنة.
وتابع: نقف اليوم في حمى هذا الصرح العلمي العريق "اليرموك" الغراء، الذي يذكرنا إنشاؤه بمرحلة هامة ومفصلية من تاريخ العلم والوعي والمعرفة والنهضة المباركة في وطننا العظيم، التي أسس لها جلالة الملك الحسين بن طلال – رحمه الله – وسار على دربه جلالة الملك عبد الله الثاني، وعليه يأتي حفلنا لتكريم أوائل الفوج الـ 43 من خريجيها، فهنيئا لجامعتنا التي طرحت ثمارها، وأثرت زماننا بكفاءات نلمح فيها مستقبل الأردن الزاهر.
كما وألقت الدكتورة أمل الملكاوي، الحاصلة على المرتبة الأولى في برنامج الدكتوراه في تخصص اللغة العربية وآدابها، كلمة أوائل الخريجين، قالت فيها إننا ندرك تماما أن العلم مفتاح الحضارات المشرقة، ومن دونه تتهالك الأمم، وأن الدول مقرونة بازدهارها العلمي، ورجعتها وتخلفها مقرون بالجهل والأمية.
وتوجهت الملكاوي في كلمتها بالشكر لجامعة اليرموك، الأبية في سيرتها ومسيرتها، مثمنة جهود أعضاء هيئتها التدريسية على ما بذلوه من علم لأجل الطلبة، مؤكدة أن خريجي اليرموك وخاصة المتميزين منهم يحتاجون لأيدي تساندهم، ودعم حقيقي يرعاهم، وفرص عمل ملبية لطموحاتهم، تجعلهم قادرين على مواصلة طريق التميز ليرتقوا بأنفسهم وبوطنهم الغالي.
وفي نهاية الحفل، كرم الملقي الخريجين الأوائل من مختلف الدرجات العلمية للفوج الـ 43، كما وتم تقديم الدروع والهدايا التذكارية بهذه المناسبة.
وحضر الحفل، كل من رئيس الجامعة الأسبق - الرئيس الفخري لنادي خريجي جامعة اليرموك الدكتور سلطان أبو عرابي، ونائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الدكتور رياض المومني، ومساعد رئيس الجامعة الدكتور زياد زريقات، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وجمع من ذوي الخريجين الأوائل المكرمين.