الحكومة للأردنيين: اقلعوا عن التدخين
حذر وزير الصحة، فراس الهواري، في حديث لبرنامج "60 دقيقة" على التلفزيون الأردني، الأردنيين من مخاطر السمنة والتدخين، وشجعهم على اتباع أسلوب حياة صحي والإقلاع عن التدخين.
وذكر الهواري أن الأمراض غير السارية ستكون التحدي الأكبر للأردن في السنوات المقبلة.
وأضاف الهواري أن "المملكة تشهد زيادة في نسب التدخين والسمنة مما قد يؤدي إلى زيادة انتشار حالات السرطان في المملكة".
وفقًا لتقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية، فإن الأردن البلد الأول عالميا من حيث التدخين، مما يجعل الإنفاق الشهري للأردنيين على التبغ أعلى من إنفاقهم على الغذاء.
ولفتت منظمة الصحة العالمية إلى أن الأسر الأردنية تنفق 73.6 دينارا شهريا على المنتجات المرتبطة بالتبغ، فيما لا يتجاوز متوسط إنفاق الأسرة الشهري على الفاكهة 27 دينارا، و 42 دينارا على الخضار والبقوليات.
وقال الخبير الاقتصادي، حسام عايش، إن الاقتصاديين درسوا منذ فترة طويلة العلاقة بين التدخين والسمنة ومستويات الدخل.
وأضاف عايش: "يعتبر الاقتصاد الاجتماعي والتعليم من بين أهم العوامل عندما يتعلق الأمر بأنماط الحياة الصحية"، مبينا أن الدخل بشكل عام له علاقة إيجابية بالسلوكيات الصحية الجيدة.
من منظور اقتصادي، قال عايش إن قيود الميزانية تلعب دورًا مهمًا في تحديد السلوكيات السيئة لاستهلاك الغذاء بين الأفراد ذوي الدخل المنخفض، "لذلك، نجد ميلًا أعلى بين ذوي الدخل المنخفض لاتخاذ خيارات استهلاك أقل صحية".
من جهته، يرى الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة، أن تبني أسلوب حياة صحي والحفاظ عليه يتطلب راحة مالية.
وقال مخامرة إن الدخل المنخفض مرتبط بمستويات التوتر.، ونسبة التدخين الأعلى بين الأفراد الذين يعانون من الإجهاد، موضحا أن "انتشار التدخين أعلى بين الفئات المحرومة التي لديها وصول أقل إلى خدمات الرعاية الصحية المتكافئة وخيارات الطعام الصحي".
وذكر مخامرة وعايش أن الإقلاع عن التدخين يؤدي إلى توفير التكاليف المباشرة وغير المباشرة للمدخنين وكذلك نظام الرعاية الصحية.
ومع ذلك، صرحت أخصائية التغذية عبلة ناظر أن هناك فكرة خاطئة شائعة مفادها أن ذوي الدخل المنخفض لا يمكنهم الوصول إلى خيارات الطعام الصحي.
وأكدت ناظر أن الأكل الصحي له علاقة بالخيارات أكثر من مستوى الدخل. موضحة: "أنها مسألة اختيار وجهد، لا سيما بالنظر إلى أن مطبخنا المحلي صحي للغاية، ويقدم العديد من الخيارات لمكونات الوجبات بأسعار معقولة نسبيًا".
بدوره، قال عالم النفس موسى مطارنة إن التدخين والسمنة منتشران بشكل كبير بين الأفراد الذين يعانون من الإجهاد، موضحا أن "التدخين والسمنة من النتائج الاجتماعية المتعلقة بالصحة العاطفية والنفسية".
وأضاف مطارنة أن اضطرابات الأكل وإدمان التبغ تحدث غالبًا عندما لا يستطيع الشخص التكيف مع محيطه وظروفه، مبينا أن "التدخين واضطرابات الأكل طرق للتغلب على التوتر والقلق والغضب والاكتئاب".