الأردن والعراق ومصر يمضون نحو التكامل الاقتصادي

{title}
أخبار الأردن -

عقد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية في جمهورية العراق الشقيق الدكتور فؤاد حسين، ووزير خارجية جمهورية مصر العربية الشقيقة سامح شكري، اليوم، اجتماعاً ثلاثياً أكدوا خلاله تكثيف الجهود لتعميق التعاون في سياق آلية التعاون الثلاثي خدمة لمصالح البلدان الثلاثة الشقيقة، وإسهامًا في تعزيز العمل العربي المشترك. 

وشدد الوزراء على أهمية آلية التعاون الثلاثي في تفعيل التعاون في عديد قطاعات حيوية للبناء على ما يجمع المملكة ومصر والعراق من علاقاتٍ تاريخية، ولتحقيق التكامل الاقتصادي الذي يحقق النفع المشترك. 

واتفق الوزراء على الاجتماع في بغداد قريباً، وعقد اجتماعات قطاعية لبحث المشاريع الاقتصادية التي تم التوافق عليها، والتقدم في تنفيذها تحضيراً لاجتماع القمة الذي ستستضيفه مصر العام القادم. 

وفي بيان مشترك عقب اللقاء اتفق الوزراء على إدامة التواصل المؤسسي لمتابعة تنفيذ المشاريع المقدمة وتنسيق الخطوات المستقبلية لإعطائها زخماً أكبر، وعلى أن يتبع اللقاء اجتماعات قادمة تحضيراً للقمة الرابعة التي ستستضيفها مصر في إطار آلية التعاون الثلاثي العام القادم، واستعرضوا مجالات التعاون المختلفة وضرورة العمل على تفعيلها وإنجاز ما تم الاتفاق عليه سابقاً.

وبحث الوزراء عديد قضايا عربية وفي مقدمها القضية الفلسطينية، وأكدوا استمرار العمل والتنسيق والتشاور في جهود حل الأزمات الإقليمية وخدمة القضايا والمصالح العربية، وبما يحقق أمن واستقرار المنطقة. 

كما أكد البيان على وقوف المملكة وجمهورية مصر العربية الكامل إلى جانب العراق الشقيق ودعم أمنه واستقراره وسيادته ركيزة لأمن واستقرار المنطقة. 

وفي مؤتمر صحافي مشترك أعقب الاجتماع، أكد الصفدي بأن الآلية الثلاثية انطلقت أساساً للبناء على ما يجمع البلدان الثلاثة من تاريخ ومصالح مشتركة، بهدف العمل بشكل مشترك ومنتج لزيادة التعاون وبما ينعكس بالخير عليها وعلى المنطقة، وعلى السعي المشترك للبلدان الثلاث لزيادة التعاون الإقليمي، وتقديمه أنموذجاً في التعاون.

وأضاف الصفدي "نحن ننطلق من اقتناع راسخ بأن في عملنا المشترك مصلحة مشتركة لنا جميعاً، نمضي في تنفيذ توجيهات القادة، والقيام بكل ما هو لازم لتفعيل التعاون وتعميقه في مختلف المجالات"، ومؤكداً بأنه تم التوافق على مدى السنوات الماضية على العديد من المشاريع، وبأن العمل مستمر من أجل إنجازها. 

وزاد الصفدي "اجتماعنا اليوم يأتي للتأكيد على وقوف المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية مصر العربية الشقيقة بالمطلق إلى جانب العراق الشقيق، ودعم أمنه واستقراره وسيادته، ركيزةً لأمن منطقتنا وضرورةً من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي".

وأشار الصفدي إلى النصر التاريخي الكبير الذي حققه العراق الشقيق على العصابات الداعشية، وبدئه عملية إعادة البناء والإعمار بشكل ثابت وواضح، والذي تبدّى في المرحلة الأخيرة بنجاح العملية السياسية وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة التي يتطلع الأردن للعمل معها من أجل المضي في العمل المشترك وتعزيز التعاون.

وأشار الصفدي إلى أن الاجتماع تناول عديد قضايا إقليمية، وركز على القضية الفلسطينية، القضية المركزية الأولى، والجهود المشتركة لحل الأزمات الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، في إطار عملية التشاور والتنسيق المستمر بين البلدان الشقيقة الثلاثة.

وشدد الصفدي بأن آلية التعاون الثلاثي مفتوحة لجميع الأشقاء الذين يرون العمل في إطارها نفعاً لهم، ومؤكداً "نحن ماضون في تعاوننا، ومستمرون في العمل المؤسساتي العملي الممنهج من أجل أن نخدم مصالحنا المشتركة، وبأن آلية التعاون الثلاثي هي آلية لخدمة مصالحنا والعمل العربي المشترك، وخطوة على طريق تفعيله، نرى فيها نفعاً لدولنا، ونفعاً للمنطقة".

من جانبه أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن آلية التعاون الثلاثي تهدف إلى تعزيز الروابط القائمة ما بين الدول الثلاثة، والاعتماد على التكامل الاقتصادي فيما بينها، والتنسيق وتبادل الرؤى والعمل لتحقيق المصالح المشتركة، مشيراً إلى أنه وبتوجيهات قادة الدول الثلاثة يجري العمل على استكشاف مواضع التعاون التي تصب في مصالحها. 

وهنأ شكري جمهورية العراق الشقيق على ما تم تحقيقه في العملية السياسية، التي تنبؤ باستقرار ووحدة وسيادة الأراضي العراقية، واستمرار العراق كمكون رئيس في إطار العمل العربي المشترك، وتدعيم الاستقرار في المنطقة.

وأشار شكري إلى أن الدول الثلاثة تواجه تحديات عديدة مرتبطة بالمناخ الجيوسياسي القائم، والضغوط الاقتصادية الناشئة عن الأزمة الأوكرانية، والأمن الغذائي، وأمن الطاقة، وما تفرضه من تحديات تعزز الحاجة إلى المزيد من التعاون لمواجهتها، وبأن التضامن والتعاون والعمل المشترك من شأنه أن يزيد من القدرة على ذلك. 

من جانبه أكد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية العراقي الدكتور فؤاد حسين، بأن آلية التعاون هي آلية عابرة للحكومات العراقية الثلاثة الأخيرة، يستند العراق إليها في العمل المشترك في المجالات المختلفة، اقتصادياً وسياسياً ودولياً، مشيراً إلى أن اجتماع اليوم ناقش مجموعة من المواضيع التي تخص المشاريع الاقتصادية، وتطرق إلى النسخة الثانية من مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي سيستضيف الأردن في العشرين من الشهر الجاري، كما تم التطرق إلى اجتماع القمة العربية الصينية الذي سيعقد في الرياض. 

وشدد وزير الخارجية العراقي على أن التحديات المرتبطة بالأمن الغذائي، والأمن الدوائي، وأمن الطاقة، والتي تتخطى الحدود الوطنية تحتاج إلى تقوية العلاقات الإقليمية والدولية لمواجهتها، مؤكداً تطلعه إلى القمة الثلاثية في القاهرة.

وفي إجابة على سؤال بين الصفدي بأن العمل على تنفيذ ما اتفق عليه من مشاريع مستمر، وتم إنجاز الكثير فيما يتعلق بالبنية التشريعة لهذه المشاريع، حيث تم التوقيع على اتفاقيات لمشروع المنطقة الاقتصادية الأردنية العراقية، والربط الكهربائي، مشيراً إلى أن الربط الكهربائي بين الأردن ومصر قائم، وقد بدأ العمل على الربط الكهربائي بين الأردن والعراق. 

وأضاف الصفدي بأنه وعلى المستوى التجاري والاقتصادي تم توقيع العديد من الاتفاقيات، والبدء في تنفيذها، مؤكداً بأن العمل قائم والإنجاز مستمر، ومشيراً إلى أن الظروف السياسية، والإقليمية حالت دون المضي بها بالسرعة المطلوبة. 

وفي معرض إجابته على سؤال حول مؤتمر الشراكة والتعاون، أكد الصفدي بأن مؤتمر بغداد انعقد لدعم العراق، وبأن العنوان الرئيس لهذا المؤتمر هو كيفية العمل المشترك من أجل دعم العراق الشقيق، وأمنه واستقراره، وسيادته، واقتصاده، وإنجازاته، وبأن التحضيرات جارية لاستضافة النسخة الثانية من المؤتمر هذا الشهر، وبأن الهدف هو استمرار الزخم الذي كان قد بدأ في مؤتمر بغداد الأول. 

وتعقيباً على إشادة وزير الخارجية المصري بموقف المملكة وجمهورية العراق الداعم والمؤيد للأمن المائي المصري، أكد الصفدي بأن الأمن المائي المصري هو جزء من الأمن القومي العربي، وبأن موقف الأردن ثابتٌ في دعم الأشقاء في مصر، وبتوجيهات واضحة من جلالة الملك عبدالله الثاني. 

وأشار الصفدي إلى أن استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني رئيس الوزراء العراقي، ولقاء جلالته أيضاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، جاءا في إطار العمل المشترك بين الدول الثلاثة ولبحث الخطوات العملية التي من شأنها تعظيم القدرة على مواجهة التحديات. 

وفي معرض تعقيبه على سؤالٍ حول النسخة الثانية من مؤتمر بغداد أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري بأن الهدف من المؤتمر القادم هو دعم العراق لاستعادة استقراره، ولتدعيم وتأكيد سيادته ووحدة أراضيه. 

 

وثمن شكري موقف الأردن والعراق الداعم والمؤيد للأمن المائي المصري، والإدراك الكامل لما تشكله هذه القضية من أهمية بالنسبة للشعب المصري. 
وفي رد على ذات السؤال أكد وزير الخارجية، بأن مشاركة الدول في هذا المؤتمر تثمن دعماً لسيادة العراق.

ويشار إلى أن المملكة الأردنية الهاشمية، وجمهورية العراق، وجمهورية مصر العربية عقدت خلال العامين الماضيين ثلاثة قمم مشتركة، عُقدت الأولى منها في القاهرة في شهر آذار من عام 2019، وقادت إلى تشكيل مجلس مشترك للدول الثلاثة، وعقدت الثانية في عمان في آب من عام 2020، أما الثالثة فعقدت في بغداد في شهر حزيران من عام 2022. وأبرمت الدول الثلاثة اتفاقات اقتصادية مشتركة وأخرى ثنائية تتمحور حول مشاريع في قطاعات الطاقة والصناعة والتجارة والاستثمار والنقل.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير