غرايبة: الشعب ينفق على أصحاب الرواتب العالية

كتب رحيل غرايبة:

(الحكومة لا تملك ترف دعم المحروقات).. عبارة غير مفهومة من رئيس الحكومة وتحمل معان غريبة بل في غاية الغرابة..

اولا : ادعاء الحكومة  بالدعم ليس صحيحا ولا يحمل وجها يتفق مع المنطق على الإطلاق.. لأن كل واردات الدولة من الضرائب التي تحصلها الحكومة من جيوب المواطنين.. ومن أين يأتي الدعم دخيلك!!!

العبارة الصحيحة أن المواطن هو الذي ينفق على الحكومة  قولا واحدا.. لأنه ما عندنا نفط ولا غاز... والبوتاس والفوسفات بعناهم للقطاع الخاص.. وأصلا هي ملك للشعب الأردني... ولذلك رواتب الوزراء والرئيس وكل موظفي القطاع العام من جيوب المواطنين ودعمهم...

والحكومة تربح مبلغا وقدره من المحروقات وليس العكس..

المواطن لا يحتاج الى دعم الحكومة يحتاج من الحكومة ان تحل عنه  وأن تخفف من  عبء الضرائب الذي كسر ظهرة عبر معادلة متصاعدة ولا يعود على المواطن بتحسن الخدمات بل على العكس ِ.. فإن الخدمات في تراجع وتردي واضح لا تخطئه العين..

عندما توجهنا للطاقة الشمسية ظن ألمواطنون أنها فرجت ولكن كانت المفاجأة بزيادة اسعار الطاقة...

اما الأمر الاشد غرابة اذا كانت الحكومة لا تملك ترف دعم المواطن... فماذا تملك وما الشغل الضروري الذي يملأ عليها وقتها...

أنا شايف الحكومات ليست قادرة على زيادة الإنتاج ولا تشغيل العاطلين عن العمل ولا دعم زراعة ولا صناعة ولا إيجاد أسواق ولا استثمار ولا حتى توفير مياه الشرب... بل عملت الحكومات المتعاقبة على مضاعفة المديونية.. وزيادة العجز في الميزان التجاري.. والشعب هو وحده الذي يتحمل عبء الدين المتزايد سنة بعد سنة... وينفق على أصحاب الرواتب العالية الذين لاينتجون عشر معشار ما يلهفون...

اننا ندفع ضعف ما كنا ندفعه عندما وصل سعر برميل النفط إلى 132 دولار وسعره الان 78 دولار...

نحن على الأقل  بحاجة إلى مصارحة وصدق ونزاهة ومكاشفة قبل ترف الدعم..!!!

نحن بحاجة الى تحرير سوق النفط ورفع يد الحكومة عن الوقود ويترك ذلك للمنافسة الحرة ...

نحن نعيش معادلة معكوسة:  أن الحكومة تتخلى عن دورها  يبنما يزيد اعتمادها على الضرائب.. فإذا كانت الحكومات غير قادرة على تدبير معيشة المواطن فيجب أن تتخلى عن إرهاقه بالضرائب وزيادة النفقات ...  وأن تطلق يده ليدبر نفسه بنفسه وهو قادر على ذلك...