أرقام مخيفة للسرطان في الأردن.. لماذا تفاقم المرض القاتل؟

{title}
أخبار الأردن -

تم تسجيل أكثر من 9000 حالة إصابة جديدة بالسرطان في الأردن هذا العام، مما دفع الخبراء إلى اقتراح الاستثمار في استراتيجيات الوقاية الأساسية باعتبارها أمر بالغ الأهمية في كفاح المملكة للقضاء على المرض.

رها عمر، فقدت شقيقها بسبب مرض السرطان، تشجع الجميع على اتباع أسلوب حياة صحي والإقلاع عن التدخين وتقليل استهلاك البلاستيك بأي ثمن.

وقال: "بدأ أخي في التدخين عندما كان يبلغ من العمر 16 عامًا، وتوفي بعد معركة مع سرطان الرئة، تاركًا أطفاله الأربعة أيتاما".

وأضافت أنه عندما ذهب شقيقها أخيرًا إلى الطبيب لإجراء فحص طبي، كان السرطان قد انتشر بالفعل في رئتيه، وكان في المرحلة الرابعة ؛ وكانت حالته ميؤوس منها، "أعطاه الطبيب متوسط العمر المتوقع ستة أشهر، وبالفعل فقد توفي بعد خمسة أشهر من تشخيصه".

وأعلن مدير عام مركز الحسين للسرطان، عاصم منصور، في مؤتمر بحثي، السبت، أن إجمالي عدد حالات السرطان الجديدة المسجلة في الأردن بلغ 9248 حالة منها 7094 بين الأردنيين.

وقال منصور، إن معدلات الإصابة بالسرطان في المملكة بلغت 99.4 لكل 100 ألف شخص بمعدل 107.4 للإناث و 91.7 في المائة للذكور.

وأكثر خمسة أنواع من السرطانات شيوعًا بين الذكور الأردنيين هي سرطان القولون والمستقيم بنسبة 13٪، وسرطان الرئة بنسبة 10.9٪، وسرطان المثانة بنسبة 9.2٪، وسرطان البروستات بنسبة 7.6٪.

ويعتبر سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات انتشاراً بين الأردنيات، حيث تبلغ نسبته 38.9٪.

وبحسب صفحة مؤسسة الحسين للسرطان على فيسبوك، فإن "الانتشار المرتفع للتدخين مرتبط بارتفاع معدل الإصابة بسرطان الرئة، وهو السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين الذكور على مستوى العالم"، والتي أضافت أن 80 في المائة من سكان الأردن سجلوا حالات سرطان الرئة بين المدخنين.

وأضافت مؤسسة الحسين للسرطان أن 42 في المائة من الأشخاص الذين يعيشون في الأردن يدخنون، مما يعني أن الأردن لديه أحد أعلى معدلات التدخين في العالم، كما أن 80 في المائة من الأردنيين يتعرضون للتدخين السلبي.

ويزيد التعرض للتدخين السلبي من خطر الإصابة بسرطان الرئة، علاوة على ذلك، تتعرض الإناث للتدخين السلبي أكثر من الذكور، وفقًا لمؤسسة الحسين للسرطان.

قال عمرو شفيق، أستاذ علم الأورام السريري، إن الأردن بحاجة إلى الاستثمار في استراتيجيات الوقاية الأساسية لمكافحة السرطان.

وأضاف شفيق خلال ندوة عبر الإنترنت: "تحدث أعلى زيادة عالمية نسبية في حالات السرطان في العالم العربي بسبب عوامل متعددة، بما في ذلك التغيرات في التعرض لمخاطر الإصابة بالسرطان وتحسين إجراءات تشخيص السرطان".

في غضون ذلك، صرحت عالمة البيئة، منال صبحي، أن تناول كميات كبيرة من السموم، مثل البلاستيك والهرمونات، يمكن أن يسبب السرطان أيضًا.

وقالت صبحي: "يستهلك الناس كميات كبيرة من البلاستيك، والتي يتم هضمها في النهاية بالأمعاء، مضيفة أن العادة الرئيسية التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان هي التدخين من خلال السجائر التقليدية أو الأرجيلة أو السجائر الإلكترونية.

وحثت منال صبحي السلطات بشدة على تطبيق القانون الذي يحظر التدخين في الأماكن العامة، والذي سيقلل من التعرض للتدخين غير المباشر.

من جهتها، أوضحت أمل مدانات، خبيرة البيئة، أن ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وأمراض الرئة ومشاكل الجلد يمكن أن يعزى إلى السموم التي يواجهها السكان بشكل يومي.

وأشارت مدانات إلى أن اتباع أسلوب حياة صحي وتغيير أنماط استهلاكنا لن يمنعنا من الإصابة بالسرطان، لكنه يقلل من احتمالية تطوره.
 

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير