المزارع في غرفة الإنعاش.. انخفاض الإنتاج 50 %

{title}
أخبار الأردن -

أدت التحديات المتزايدة التي يواجهها القطاع الزراعي، بما في ذلك تغير الطقس وارتفاع تكاليف الإنتاج، إلى ترك العديد من المزارع في وادي الأردن دون زراعة، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج بنسبة 50 في المائة.

وأشار إبراهيم الشريف، مزارع خضار في الأغوار، إلى أن معظم الخضروات التي تدخل السوق حاليًا تأتي من مزارع منطقة الشفا في عجلون.

وقال الشريف إنه بما أن الطقس لا يزال دافئًا، فإن إنتاج مزارع الشفا يتواصل، لكن درجات الحاراة تبدأ بالانخفاض خلال هذا الوقت من العام في الشفا.

وأضاف: "لقد أخرت زراعة البندورة حتى تشرين الثاني (نوفمبر) بدلاً من أواخر أيلول (سبتمبر) وتشرين الأول (أكتوبر) بسبب وفرة الإنتاج في مزارع الشفا. كما أنني زرعت جميع الخضروات الأخرى، مثل الخيار والفاصوليا، بكميات تقل بنسبة 50 في المائة عن العام الماضي.

ولفت الشريف إلى أن موسم الإنتاج، الذي عادة ما يكون في ديسمبر، قد يتأثر بتأخير زراعة العديد من المحاصيل، مؤكدا ارتفاع مساحات الأراضي الفارغة وغير المزروعة في وادي الأردن بالتأكيد عن العام الماضي، لأن العديد من المزارعين إما أخروا زراعة محاصيلهم حتى تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) كما فعلت، أو أنهم ببساطة استسلموا بسبب ندرة المياه وارتفاع تكاليف الإنتاج".

يقوم المزارعون في وادي الأردن بتأخير الزراعة كل موسم على مدى السنوات الأربع إلى الخمس الماضية لتجنب الإنتاج في نفس الوقت مثل مزارع الشفا، لأن ذلك سيؤدي إلى "خسائر فادحة"، بحسب الشريف.

وأشار أيضًا إلى أنه على الرغم من وجود تكلفة لهذه الخطوة، إلا أن تأخير الزراعة يؤثر على كمية الإنتاج.

وأشار عبد الوهاب أبو شقورة، مزارع في منطقة الشفا، إلى أن الطقس البارد يؤثر على نضج معظم المحاصيل في المنطقة ويوقف الإنتاج.

عادة ما تبدأ زراعة معظم المحاصيل في تلك المنطقة في منتصف أغسطس وتستمر حتى نهاية نوفمبر، ويمكن زراعة المحاصيل الشتوية في ديسمبر ويناير، وفق أبو شقورة.

وقال "إنه لأمر جيد أن تظل درجات الحرارة دافئة، لأن استمرار الإنتاج يسمح للمزارعين بتعويض الخسائر العديدة التي تكبدوها في العام الماضي بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج".

 وفي معرض إبرازه لهذه النقطة، أضاف أن “هناك أنواعًا مختلفة من الأسمدة التي يستخدمها المزارعون .. هناك نوع كلفني 300 دينار أردني إلى 400 دينار العام الماضي، وقد اشتريته هذا العام بـ 1000 دينار".

وأشار أبو شقورة إلى أن المزارعين يتعاملون أيضًا مع ارتفاع تكاليف العمالة والمبيدات والبذور والكهرباء التي تستخدم في إيصال المياه إلى المزارع من الآبار.

معاذ الصليبي، مزارع آخر في غور الأردن، أشار إلى أنه لم يؤخر زراعته في محاولة لتجنب التأثير السلبي على جودة وكمية محاصيله.

كما عزا انخفاض الإنتاج في وادي الأردن إلى تراجع عدد المزارع المزروعة، مشيراً إلى أن المزارعين تكبدوا خسائر متتالية بسبب الظروف الجوية غير المستقرة والظروف الإقليمية الصعبة.

وأشار إلى أن سوريا كانت “السوق الرئيسي للتصدير من وادي الأردن. كان أيضًا أسرع وأرخص طريق تصدير للتجار الأتراك، الذين يستوردون المحاصيل من وادي الأردن إلى بلادهم وإلى أوروبا.

وأضاف الصليبي أن تكاليف العمالة، التي تضاعفت ثلاث مرات، تؤثر أيضًا على المزارعين.

وقال إن رسوم تصاريح العمال للوافدين ارتفعت من 120 إلى 420 دينارا هذا العام، وفي السنوات الماضية ارتفعت تكلفة الفحص الطبي للوافدين تدريجياً من 15 ديناراً إلى 85 ديناراً. وتابع أن التكلفة الحالية لاشتراكات الضمان الاجتماعي لهؤلاء العمال والتي تبلغ 50 دينارًا سنويًا سترتفع إلى 650 دينارًا سنويًا في يناير 2023.

وتعتبر هذه التكاليف المرتفعة إشكالية، حيث أن معظم عمال المزارع هم من الوافدين.

وأشار رئيس الجمعية الأردنية لمصدري ومنتجي الخضار والفواكه، عبد الله الزبن، إلى أن ارتفاع تكاليف الإنتاج ونقص مياه الري والظروف الجوية غير المستقرة دفعت المزارعين إلى التخلي عن مهنتهم. وأضاف أن الكثيرين قرروا عدم زراعة المحاصيل هذا العام لأنهم لا يستطيعون تحمل المزيد من الخسائر.

وأوضح رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن، عدنان خدام، إلى أن المزارعين في وادي الأردن يمكنهم فقط تأخير الزراعة ما بين 10 و 15 يومًا دون انعكاسات خطيرة على كميات الإنتاج.

وتابع: "أعتقد أنه من المحتمل أن تتداخل مواسم الإنتاج في منطقة الشفا ووادي الأردن لفترة من الزمن، مما يتسبب في انخفاض مؤقت في الأسعار، والتي سترتفع مرة أخرى عندما يبدأ الطقس البارد ويوقف الإنتاج في مزارع منطقة الشفا.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير