الدعوة لاعتصام أمام السفارة البريطانية في عمان
دعا "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن"، إلى تنفيذ اعتصام أمام السفارة البريطانية في عمان، عند الساعة 5:30 اليوم الأربعاء، وذلك تزامنا مع ذكرى وعد بلفور.
وجاء في الدعوة، "موعدنا أمام السفارة البريطانية لإيصال صوتنا ورسالتنا لحكومة الوعد المشؤوم (بلفور)، ولكل العالم عن المسؤولية التاريخية والقانونية والأخلاقية في نكبة الشعب الفلسطيني الذي لن تُكسر إرادته وتمسكه بخيار المقاومة في مواجهة المحتلين الصهاينة".
ويصادف اليوم الأربعاء، الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر، الذكرى الـ105 لصدور "إعلان بلفور" المشؤوم، الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.
"إعلان بلفور" كان بمثابة الخطوة الأولى للغرب على طريق إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين؛ استجابة مع رغبات اليهود العالمية على حساب شعب متجذر في هذه الأرض منذ آلاف السنين.
وجاء على شكل تصريح موجه من قبل وزير خارجية بريطانيا آنذاك آرثر جيمس بلفور في حكومة ديفيد لويد جورج في الثاني من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1917، إلى اللورد روتشيلد، أحد زعماء الحركة الصهيونية العالمية، بعد مفاوضات استمرت 3 سنوات دارت بين الحكومة البريطانية من جهة، واليهود البريطانيين والمنظمة الصهيونية العالمية من جهة أخرى، واستطاع من خلالها اليهود إقناع بريطانيا بقدرتهم على تحقيق أهداف بريطانيا، والحفاظ على مصالحها في المنطقة.
وكانت الحكومة البريطانية قد عرضت نص تصريح بلفور على الرئيس الأميركي ولسون، ووافق على محتواه قبل نشره، ووافقت عليه فرنسا وإيطاليا رسميا عام 1918، ثم تبعها الرئيس الأميركي ولسون رسميا وعلنيا سنة 1919، وكذلك اليابان.
وفي 25 نيسان/ابريل عام 1920، وافق المجلس الأعلى لقوات الحلفاء في مؤتمر "سان ريمو" على أن يعهد إلى بريطانيا بالانتداب على فلسطين، وأن يوضع اعلان بلفور موضع التنفيذ حسب ما ورد في المادة الثانية من صك الانتداب، وفي 24 تموز/يوليو عام 1922 وافق مجلس عصبة الأمم المتحدة على مشروع الانتداب الذي دخل حيز التنفيذ في 29 أيلول/سبتمبر 1923، وبذلك يمكننا القول إن بلفور كان اعلانا غربيا وليس بريطانيا فحسب.
في المقابل، اختلفت ردود أفعال العرب تجاه التصريح بين الدهشة، والاستنكار، والغضب، بعد ان أصدرت الحكومة البريطانية أوامرها إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في فلسطين، أن تطيع أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة حاييم وايزمن خليفة هرتزل، وكذلك عملت على تحويل قوافل المهاجرين اليهود القادمين من روسيا وأوروبا الشرقية إلى فلسطين، ووفرت الحماية والمساعدة اللازمتين لهم.
ولم يستلم الشعب الفلسطيني للوعود والقرارات البريطانية والوقائع العملية التي بدأت تفرض على الأرض من قبل الحركة الصهيونية وعصاباتها المسلحة، بل خاض ثورات متلاحقة، كان أولها ثورة البراق عام 1929، ثم تلتها ثورة 1936.