قعوار: الأردني يعرف أنه غير سعيد من خلال ارتفاع الأسعار
علقت الأخصائية النفسية والتربوية سهام قعوار، على ترتيب الأردن المتأخر على مؤشر السعادة العالمي للعام 2022، والذي احتل المرتبة الثانية عربيا بعد لبنان من بين أقل الدول العربية على مؤشر السعادة، مبينة أن ذلك يعود إلى جملة من الأسباب.
وتساءلت قعوار عن مدى حاجة الأردني إلى تقارير عالمية كي يعي مقدار سعادته وترتيب بلده في مؤشر السعادة، مشيرة إلى أن الأردني يعرف أنه غير سعيد من خلال ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة التي هي بارتفاع جنوني في ظل انخفاض الرواتب والأجور وارتفاع نسبة الفقر والبطالة وازدياد أعداد المحتاجين والاتساع الكبير في دائرة الطبقة الفقيرة.
وتابعت قعوار في تصريحات صحفية: "حتى يكون الموضوع أكثر وضوحا لا بد من معرفة كيف تقاس سعادة الفرد التي تتناسب طرديا بمقدار ما يستطيع تأمينه من احتياجاته الأساسية".
وأوضحت أن علم النفس التنموي الذي يعنى بتطور ونمو الأنسان خلال حياته ومراحل نموه المختلفة فإن الحاجات الفردية تتدرج حسب أهميتها في (هرم ماسلو للاحتياجات الإنسانية) وتناقش هذه النظرية ترتيب حاجات الإنسان.
ولفتت قعوار إلى أن أولى هذه الاحتياجات هي الفسيولوجية (الحاجة إلى التنفس، الطعام، الماء، النوم، التوازن، الإخراج، والجنس)، بالإضافة إلى حاجات الأمان المتمثلة بـ(البعد عن العنف والاعتداء، الأمن الوظيفي، أمن الإيرادات والموارد، الأمن المعنوي والنفسي، الأمن الأسري، الأمن الصحي وأمن الممتلكات الشخصية ضد الجريمة).
ونوهت إلى ضرورة وجود الاحتياجات الاجتماعية لدى الفرد التي تشمل (العلاقات العاطفية، العلاقات الأسرية واكتساب الأصدقاء)، والحاجة للتقدير التي يتم التركيز فيها على حاجات الفرد في تحقيق المكانة الاجتماعية المرموقة والشعور باحترام الآخرين له والإحساس بالثقة والقوة.
وشددت قعوار على الحاجة لتحقيق الذات التي يحاول الفرد فيها تحقيق ذاته من خلال تعظيم استخدام قدراته ومهاراته الحالية والمحتملة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجاز التحقيق أحلامه وآماله المستقبلية.
وختمت قعوار حديثها بالقول: "البلد الذي يعتمد ويسعى أن تكون السعادة الوطنية هدفاً سيكون في مقدمة الدول اقتصاديا واجتماعيا والأكثر تحضرا وأمنا".
وأطلقت الأمم المتحدة قبل أيام وفي يوم السعادة العالمي الوثيقة لمؤشر السعادة العالمي للعام 2022، وشمل التقرير التابع للأمم المتحدة 146 دولة، وقد حُدد مستوى السعادة فيها على أساس مؤشرات عديدة، أهمها متوسط عمر الفرد، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وتفشي الفساد، وثقة السكان، والكرم داخل المجتمع.
وفي هذا التقرير، احتل الأردن في المرتبة الثانية عربيا والخامس عالميا بين الدول من مجموع الدراسة (أي الأقل سعادة أو الأكثر تعاسة)، بينما صُنفت فنلندا على أنها أسعد دولة في العالم للعام الخامس على التوالي وبفارق كبير عن الدول التي تلتها.
وتصدرت البحرين قائمة أكثر الدول سعادة عربيا، وحلت في المركز 21 عالمياً، أما الدولة التي صُنّف شعبها أقل الشعوب سعادة في العالم، فهي أفغانستان.