خبير يتوقع ارتفاعات على أسعار النفط مع قدوم الشتاء

{title}
أخبار الأردن -

قال الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي، إن قرار مجموعة "أوبك +"، اليوم الأربعاء، خفض مليوني برميل نفط من الإنتاج اليومي يدلل على عمق الخلاف السعودي مع الولايات المتحدة في ملف الطاقة.

وأوضح الشوبكي أن أوبك بلس تخفيض 2 مليون برميل من إنتاجها في شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الأول (ديسمبر) القادمين، وذلك خلال اجتماع في فينا اليوم.

وأضاف: وعليه، يصبح إنتاج المجموعة المكونة من 20 دولة 41.850 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني وكانون الأول، مع استثناء إيران وفنزويلا وليبيا من حصص تخفيض الإنتاج، ليكون اجتماع أوبك بلس المقبل في كانون الأول (ديسمبر) لتحديد السياسة الإنتاجية في 2023.

وتابع: تعتبر أوبك بلس بزعامة السعودية خطوتها تقنية وليست سياسية، وبناء على توصية اللجنة الفنية، وإجراء استباقيا للحفاظ على توازن سوق النفط من فائض في المعروض، ولمواجهة توقعات استمرار رفع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية وتزايد مخاطر الركود الذي يؤثر على الطلب.

وأشار المتخصص في شؤون النفط والطاقة إلى أن انخفاض الأسعار يضر بإيرادات الدول المنتجة والقدرة على الاستثمار في إنتاج النفط، الأمر المهم في تلبية نمو الطلب العالمي وتحقيق استقرار وتوازن مستدام في أساسيات أسواق النفط.

وأضاف: إلا أن تقليص المعروض النفطي بهذه الحدة لشهرين في سوق ضيقة أساساً سيعيد أسعار النفط إلى نطاق سعري بين 100 إلى 120 دولاراً للبرميل، ويجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة لأوروبا لتطبيق عقوباتها على النفط الروسي في كانون الأول المقبل.

وأردف: كما يعتبر تحدياً لإدارة الرئيس الأميركي بايدن، الذي دعا أوبك أكثر من مرة لزيادة إنتاجها وتغطية حاجة السوق لتخفيض الأسعار.

وأوضح الشوبكي أن بايدن يسعى إلى تخفيض سعر البنزين لمواطنيه وكبح أحد عوامل ارتفاع معدلات التضخم، كما سيؤدي ارتفاع سعر البنزين مع معدلات تضخم مرتفعة إلى تقليص فرص الحزب الديمقراطي في الحصول على أغلبية في الكونجرس الأميركي قبيل الانتخابات النصفية في الشهر المقبل.

وزاد: كما سيُنظر لهذه الخطوة في الغرب على أنها داعمة لسياسات الرئيس الروسي بوتين الذي يستفيد من أسعار النفط المرتفعة في صمود اقتصاده وتغذية آلته العسكرية.

وبين أنه من شأن هذا الخفض أن يرفع سعر النفط بوتيرة متزايدة في الشهرين القادمين، مع عوامل أخرى؛ منها دخول فصل الشتاء والطلب على النفط بديل الغاز باهض الثمن، وانتهاء سحب 180 مليون برميل نفط من المخزون الاستراتيجي الأميركي في نهاية تشرين الأول الحالي، واستعادة مصافي الصين نشاطها، عدا الصدمة مع بدء نفاذ العقوبات التي ستحجب 90% من النفط الروسي المصدر لأوروبا في 5 كانون الأول (ديسمبر)، هذا مع بقاء النفط الإيراني المقيد بعيداً عن الأسواق.

ولفت الشوبكي إلى أنه "بسبب إما العقوبات أو نقص الاستثمارات فإن إنتاج أوبك بلس الفعلي يقل بأكثر من 3.3 مليون برميل عن الإنتاج المخطط له، ودول قليلة تحقق أهدافها في الإنتاج وهي الإمارات والكويت والسعودية؛ لذا تخفيض إنتاج أوبك بلس مليوني برميل سينعكس بقرابة 600 ألف برميل على تخفيض الإنتاج الفعلي للمجموعة".

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير