ارفع رأسك أنت في الكرك.. ما قصة العبارة الشهيرة؟
ذكر عضو مجلس إدارة جمعية المحافظة على القرآن الكريم الدكتور محمد خازر المجالي "القصة الشهيرة لعبارة (ارفع رأسك أنت في الكرك)".
وقال المجالي في منشور عبر صفحته في منصة "فيسبوك"، اليوم السبت، إن هذه الـ"عبارة كتبت ذات يوم على لوحة نصبت عند جسر الكرك، البعض حتى من بين أبناء المدينة يجهل كنه ومصدر هذه العبارة ومدلولها، فاعتبرها نوعا من الاستعلاء والمفاخرة غير المبررة، فيما أكّد باحثون وعارفون بتاريخ مدينة الكرك أن العبارة تجسّد واقعة تاريخية حدثت في قلعة الكرك في العام 1388 ميلادية، وفق ماورد في مصادر تاريخية موثوقة".
وأضاف: "في التفاصيل فإن الواقعة تعود لأيام حكم المماليك في مصر وبلاد الشام، فقد أحضر والي القاهرة آنذاك واسمه (بلبغا) شخصا اسمه (برقوق) من بلاد القرم، وكان برقوق فطنا ذكيا فأحبه بلبغا وأُعجِب به فقرّبه منه ليُنَصّبه مساعدا لوالي الكرك".
وتابع: "استمر الوضع كذلك إلى حين حدوث حركة انقلابية في صفوف المماليك في مصر، فتم قتل بلبغا ليتسلم مكانه شخص آخر اسمه (منطاش) الذي قرر التخلص من برقوق الذي كان سجينا في قلعة الكرك لدى والي الكرك في أيام والي القاهرة الجديد منطاش واسمه (حسن الكوجكني)، حيث أرسل منطاش شخصا اسمه (شهاب البريدي) إلى الكرك ليقتل برقوق بخنجر مسموم".
وأرجف المجالي: "فعلا حضر البريدي إلى الكرك فدخل القلعة متخفيا ليكتشف أمره أحد العاملين في القلعة واسمه (عبد الرحمن الكركي) الذي كان كما أهل الكرك جميعا من محبي برقوق، فأسرع عبد الرحمن هذا إلى حيث كان يؤدي الكركيون صلاة المغرب في الموقع الذي أقيم عليه لاحقا (المسجد العمري) وسط مدينة الكرك، وتصادف ذلك في يوم التاسع من شهر رمضان، حيث تراكض المصلون باتجاه القلعة فقتلوا شهاب البريدي وأخرجوا برقوق من سجنه، كما حاولوا قتل الوالي الكوجكني الذي احتمى بسجينه برقوق".
وبين أنه: "حيث شعر برقوق برهبة الموقف طأطأ راسه ليقول له أحد الكركيين ممن هبوا لنصرته: (ارفع رأسك أنت في الكرك)".