الكرك تودع فارسها الأصيل
بقلم الدكتور محمد حسان
قبل 3 أيام ودعت الكرك فارسا من فرسانها وفرسان الأردن وفلسطين، الشيخ عبدالقادر باجس المجالي، الذي يصح فيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم (رجلٌ مُمسِكٌ بعَنانِ فرسِهِ في سبيلِ اللَّهِ، ويَطيرُ على مَتنِهِ، كلَّما سمعَ هيعةً أوفزعةً، طارَ عليهِ إليها، يَبتغي الموتَ أوالقتلَ مظانَّهُ) فلا أكاد أجد له صورة الا وهويتحزم باوردته ورصاصات !
البارودة التي يحبها الشيخ عبدالقادر ورثها عن والده الشيخ باجس ويقول "هذه بارودة عثمانية ليس فيها الا حروف عربية وعمرها أكثر من 160 سنة ولم تمد الا في وجه أعدائنا".
له عبارات باللهجة البدوية تصح أن تقتبسها الجيوش العربية في برامجها التعبوية ووزارات التربية والمعارف العربية لتكون في مناهجها حيث يقول فارسنا المغوار (طالما في بلد عربي محتل فالبندقية هي جواز السفر) وينقل عن والده في حديثه عن الخيول العربية الأصيلة (هذي مخلدية -أي من نسل خيل خالد بن الوليد- ولا يصح أن يركبها الجنب) .
يقول حينما اعتدى الصهاينة على فلسطين هب 500 شاب من الكرك بأسلحتهم إلى فلسطين ويروي عن أحدهم حينما ظفر ببندقية من يهودي صاح فيهم وهويقول (اشهد يا رب هذا طمع الدنيا حصلت عليه) وعن اخر كان يهتف وهويرمي اليهود بالنار (خذ يا كافر النفس من صبي التوحيد).
له جهود مجتمعية كبيرة وفي اصلاح ذات البين وكان متهيئا طوال عمره متحفزا للقتال ضد أعداء الأمة وأعداء الإسلام وقد جاوز التسعين من عمره بندقيته لا تفارقه والرصاصات جاهزة فرحمه الله تعالى وعوضنا عنه خيرا فارس عربي كركي لم يضع سلاحه لأنه يؤمن أن المعركة لم تنتهي ولا تنتهي الا باستعادة الأرض والمقدسات.
عزاؤنا للأهل جميعاً وأبنائه وبناته وأحفاده وحفيداته وأحبابه أجمعين واثنتين من بنات هذا الفارس من المربيات الفاضلات اللاتي درسنا في صفوفنا الإبتدائية في مدارس الفاروق الإسلامية.