أبو ريشة: الأحاديث المتداولة حول واجبات الزوجة "تخبيص"

{title}
أخبار الأردن -

أبدت الكاتبة زليخة أبو ريشة رأيها حول المعلومات المتداولة مؤخرا بشأن واجبات الزوجة من طهي وإرضاع الأبناء وتربيتهم.

وكتبت أبو ريشة في منشور على صفحتها في منصة "فيسبوك"، اليوم الأربعاء: "فهمت من طراطيش الفيسبوك، أن هناك نساء يظهرن على بعض المواقع، ويتحدثن عن حرية المرأة، وعلاقتها بالزوج، وأنها ليست (مجبورة) أن تطبخ وترضع وتربي الأولاد وتقوم بالأعمال المنزلية، وليست ملزمة أن تنام في البيت كل يوم، ولا أن تخبر زوجها أين تذهب ومتى تخرج.... إلخ من هذا الكلام التخبيص".

وأضافت: "طبعاً ثارت ثائرة (كارهي المرأة) والتقليديين حماة (ديننا وعاداتنا وتقاليدنا) معتبرين أن هذه الآراء الفطير تعبر تعبيراً صادقاً عن مذهب النسوية".

وتابعت: "ها أنذا من عرين النسوية، أصف هذه الآراء بالجهل والرعونة والفظاظة، مما يسيء إلى المرأة وقضيتها، ويسطّح مطالبها بالعدالة والإنسانية. فليس الزواج ساحةً للاقتصاص من الزوج عما اقترفته الثقافة البطركية الذكورية بحق المرأة من قهر وتمييز واضطهاد عبر العصور"، "ولكنه (الزواج)، أو ينبغي أن يكون، مؤسسة تشاركية تعاونية لإنشاء أسرة ورعاية أطفال، بلا تسلط شوفيني، ولا تعالٍ ذكوريٍ، ولا استغلال من أي نوع".

وأوضحت أبو ريشة: "يبدو لي أن تفهّمَ كل من المرأة والرجل للتقاسم الفعلي لأعباء الأسرة، يجعل من الحياة أسهل على الطرفين وعلى الأسرة؛ إذ لا يعقل أن تقتصر (الخدمة) على المرأة (وخصوصاً إذا كان لها عمل غير البيت)، بينما الزوج متمدد يقرأ جريدةً أو يشاهد تلفازاً. فهذا هو الاستعباد بعينه. ولا يلجأ إلى ذلك إلا كل من فقد الشهامة وحس العدل".

وأردفت: "إذا كان ذلك لن ينتهي من مجتمعنا بكبسة زر، أو بمجرد تمرد المرأة في بيتها، فإن الطريق طويلة من تثقيف الأبناء والبنات في البيت والمدارس ووسائل الإعلام، على أن يتعلم الأطفال خدمة أنفسهم بأنفسهم، وأن يتعلموا التشارك في واجبات البيت ونظافته وترتيبه، دون تفريق بين ذكر وأنثى. وفي وضع قوانين للأسرة لا تميز جندرياً فيها. فمن هنا مفتاح قضية المرأة".

واستكملت: "المرأة العاملة خارج البيت أو بمشروع منزلي، تستطيع نيل حقَّها في العدل، لا في الحرب على الزوج (إذا كان حسن الخلق والتعامل)، فهو لم تربه أمه ولا المجتمع على ما يمليه العدل والإنسانية، بل تنال حقها في تربية أبنائها وبناتها على الصورة المنشودة التي تتمناها. إذ لا يمكن أن تتغير صيغة الزواج وأنتِ تطلبين من ابنتك أن تخدم أخاها، أو تسمح لأخيها أن يتسلط عليها".

وختمت أبو ريشة منشورها بقولها: "ما كل كلام عن حقوق المرأة دفاع عنها. أما من عقول تميّز؟".

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير