"أصلي ومقيم".. تصنيف يُقسّم الأردنيين ويحرم بعضهم من الوظائف
يشكو سكان من البوادي (الشمالية والوسطى والجنوبية) مما وصفوه بـ"التمييز" الذي يمارس بحقهم من قبل ديوان الخدمة المدنية، حيث يصف بعض أهالي هذه المناطق بـ"المقيمين".
ويترتب على هذه التسمية هضم حقهم بالتعيين في الدوائر الحكومية، حيث يخصص الديوان (30 %) من التعيينات فقط لـ"المقيمين".
ويبلغ عدد المتضررين من هذا النظام عشرات الآلاف، رغم أنهم يسكنون البوادي منذ سنوات طويلة، وجميع وثائقهم الرسمية تشير إلى أن منطقة الإقامة هي "البادية".
وأكد عدد من أبناء البادية الشمالية، لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن هذا النظام مخالف للدستور الذي نص صراحة على المساواة في الحقوق والواجبات لكل مواطن بعيدا عن التقسيمات المناطقية والعشائرية.
وتطرق عدد من النواب لهذه المشكلة منذ سنوات، وكان رئيس الوزراء السابق عمر الرزاز تعهد بحلها، لكن لم يتغير شيء حتى الآن.
يقول أبو محمود، أحد سكان البادية الشمالية، أنه يسكن منطقة الخالدية التابعة للبادية الشمالية، منذ أكثر من 50 عاما، ومع ذلك تم وضعه في قائمة "المقيمين"، واصفا الخطوة بأنها "الظلم بعينه".
واستهجن هذه التصنيفات، ووصفها بأنها تمييز غير مقبول في دولة المؤسسات والقانون، مبينا أنه لم يتعين أحد من أولاده الجامعيين منذ العام 2012 وحتى الآن.
وجاء إقرار هذا النظام بحجة الحفاظ على الاستقرار الوظيفي والاجتماعي في البوادي، ووقف انتقال البعض من المدن القريبة إليها للحصول على تعيين أسرع.
لكن المتضررين من القرار يقولون إن هناك فرقا بين من ينقل مكان إقامته مؤخرا لتسريع حصوله على وظيفة، وبين من يسكن البوادي منذ عشرات السنين.
ودعوا إلى حل مشكلة القادمين من المدن إلى البوادي للمنافسة على الوظائف بوضع شروط محددة، مثل أن يكون التعيين في البوادي لمن تزيد إقامته فيها عن 10 سنوات، على سبيل المثال لا الحصر.