الأسعار في الأردن تخالف العالم.. ثبات رغم التراجع
شهدت الأسعار العالمية للسلع الغذائية حتى شهر آب (أغسطس) الماضي انخفاضا للشهر الخامس على التوالي، مع هبوط أسعار أغلب السلع المرجعية، وفق تقرير جديد أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو"، اليوم الجمعة.
وبحسب التقرير، بلغ متوسط مؤشر الفاو لأسعار الغذاء الخاضع لمراقبة حثيثة 138.0 نقطة في آب، بانخفاض نسبته 1.9% عن تموز (يوليو)، لكنه ما يزال أعلى بنسبة 7.9% من قيمته قبل عام.
ويتتبع هذا المؤشر التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية لسلة من السلع الغذائية الأكثر تداولًا.
وانخفض مؤشر الفاو لأسعار الحبوب بنسبة 1.4% عن الشهر السابق، مدفوعًا بانخفاض الأسعار الدولية للقمح بنسبة 5.1%، ما يعكس تحسنًا في توقعات الإنتاج في أميركا الشمالية والاتحاد الروسي، فضلًا عن استئناف عمليات التصدير من موانئ البحر الأسود في أوكرانيا.
وظلت أسعار الأرزّ ثابتة في المتوسط خلال الشهر، بينما ارتفعت أسعار الحبوب الخشنة بنسبة هامشية بلغت 0.2%، حيث تم تعويض ارتفاع أسعار الذرة العالمية الناجم عن الأحوال الجوية الحارة والجافة المحيطة بزراعتها في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، بانخفاض أسعار الشعير والذرة الرفيعة.
هل يتأثر الأردن بانخفاض أسعار الأغذية العالمية؟
لكن في الأردن لم يلمس المواطن هذا التراجع ولم تنعكس الأسعار الحقيقية على السلع التي شهدت ارتفاعا كبيرا قبل الحرب الروسية الأوكرانية وبعدها.
ويُلقي مواطنون وخبراء باللوم على الحكومة وبعض التجار "الجشعين" في استمرار ارتفاع الأسعار، داعين الحكومة إلى إشهار "العين الحمراء" على كل من يتلاعب بقوت المواطن، كما توعد بها رئيس الوزراء بشر الخصاونة مرار وتكرارا.
وأكد نقيب أصحاب المطاعم عمر العواد، في تصريحات سابقة، عدم انخفاض أسعار مادة الزيت النباتي رغم أن زيت النخيل يسجل تدنيا في الأسعار منذ 4 أشهر.
وكشف العواد في تصريح مؤخرا، أن سعر تنكة الزيت ما يزال يباع بالسعر نفسه أي حوالي 30 دينارا للتنكة، نافيا حدوث انخفاض وصل إلى ما بين 3-4 دنانير للتنكة.
وتابع العواد: "حفظنا وبصمنا حجة تجار الزيوت في الأردن وهي أن شحن مادة الزيت على السعر الجديد والمنخفض عالميا سيتم في شهر أيلول (سبتمبر)، وسيصل إلى الأردن في شهر تشرين الأول (أكتوبر)، والأسعار العالمية عند الانخفاض بحاجة إلى شهرين لثلاث لتصل إلى السوق الأردني".
وتساءل: لماذا عند ارتفاع الأسعار لا يتم اتباع نفس هذه الاستراتيجية والانتظار 3 شهور لحين رفعها؟، مضيفا: بل ما حدث هو تضاعف الأسعار مباشرة بشكل غير منطقي، وصل إلى أن بعض التجار امتنعوا عن بيع المواد الغذائية بانتظار رفع أسعارها.
وفي هذا الصدد، دعا العديد من المواطنين عبر منصات التواصل الاجتماعي، إلى مقاطعة زيت القلي، بعد امتناع التجار عن تخفيض الأسعار رغم تراجعها عالميا.
وكان رئيس غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي، قال في أواخر شهر تموز (يوليو) الماضي، إن الأردن سيتأثر بانخفاض الأسعار عالميا، لكن الانعكاس سيأخذ فترة حتى تعود الأسعار إلى وضعها الطبيعي.
وأضاف الكباريتي، في تصريحات إذاعية، أن التكلفة هي من تحدد والأسعار، وعالميا بدأت الأسعار بالانخفاض والسبب أنه لا يوجد منافسة شديدة، ولا يوجد قوى شرائية كبيرة.
وأشار إلى أن الأسعار في الأردن أقل من بعض الدول المجاورة، مبينا أن الانخفاضات العالمية بدأت، وبخاصة في السلع الأساسية مثل الزيوت والقمح والذرة والصويا والأعلاف، وهذا سينعكس على الأسعار في السوق المحلية.