الأمراض النفسية تغزو أطباء الأردن.. وتحذير من تفاقم الأخطاء
يؤثر حجم الضغط النفسي الذي يتعرض له الأطباء والأطباء المقيمون، على جودة عملهم، ويؤدي على الأرجح إلى زيادة الأخطاء الطبية، بحسب خبراء.
وقال الطبيب النفسي وعضو مجلس نقابة الأطباء الأردنيين علاء الفروخ، إن الأطباء المقيمين حول العالم يتعرضون لضغوط نفسية كبيرة بسبب طبيعة عملهم، وطول ساعات العمل، بالإضافة إلى الامتحانات، وكلها تجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية، مثل الاكتئاب.
وأشار الفروخ إلى أنه وفقًا لدراسات علمية عالمية، يعاني 20 في المائة من السكان من الاكتئاب، و 74 في المائة يعانون من الإجهاد الشديد والإرهاق.
وأضاف الفروخ أن "هذه المعدلات عالمية. ومع ذلك، نظرًا لطبيعة بيئة العمل والقطاع الصحي في الأردن، فإن نسبة الأطباء والمقيمين الذين يعانون من حالات نفسية مثل الاكتئاب أعلى بكثير".
ولفت الفروخ إلى أن الأطباء في الأردن يعملون في مناوبات طويلة، غالبًا لأكثر من 40 ساعة متواصلة دون نوم أو راحة كافية، مقابل أجر منخفض أو بدون أجر على الإطلاق، وهو ما يعتبره "غير معقول".
وقال الفروخ إن العديد من الأطباء يتعرض لحوادث المرور بسبب الإرهاق بالعمل، وفي بعض الأحيان يموتون أثناء العمل بسبب النوبات القلبية بسبب الإجهاد، كما يتعرض العديد من الأطباء للتنمر والإهانة من قبل مدرائهم باعتبارهم متدربين.
وشدد الفروخ على ضرورة تقليص وتنظيم ساعات العمل للأطباء المقيمين، فضلا عن توفير بيئة عمل داعمة، وأماكن مريحة ومناسبة للأطباء للراحة.
كما طالب بإلغاء الإقامة بدون أجر، وبإجراء تقييم نفسي دوري لكل من الأطباء والمقيمين لضمان وضهعم النفسي، لأن "الضرر لا يقتصر عليهم فقط، بل يمتد إلى الآخرين، ويزيد من فرص حدوث أخطاء طبية".
من جهته، قال طبيب مقيم في مستشفى في عمان، فضل عدم ذكر اسمه، إنه يعمل في مناوبات لأكثر من 30 ساعة متتالية.
وأضاف: "لا نحظى بفرصة الحصول على راحة مناسبة، فنحن نواصل جولاتنا باستمرار، في أقسام مختلفة ومبان مختلفة، وهو أمر مرهق جسديًا وذهنيًا".
وقال إنه بالنظر إلى حجم العمل، من "الظلم" ألا يتقاضى الأطباء المقيمين رواتبهم، مضيفا أن "مبلغ 90 دينارًا هو زهيد للغاية بالنسبة لطبيب مقيم، ولا نتقاضى رواتبنا في معظم الأشهر".
ودعا الحكومة ووزارة الصحة إلى "الإسراع" والقيام بما هو صحيح للأطباء، وتحسين القطاع الصحي في الأردن على جميع المستويات.
بدوره، قال عالم الاجتماع حسين الخزاعي، إن ضغط العمل وعدم الرضا الوظيفي يولدان اكتئابا وتوترا وقلقا دائما إضافة إلى الإرهاق الجسدي والنفسي مما يؤدي إلى عدم الرضا عن العمل.
وأضاف الخزاعي: "هذا يجعلهم يشعرون بالعزلة عن المجتمع، وكأنهم يعيشون فقط للعمل ويقضون ساعات طويلة من حياتهم اليومية مرهقة ومرهقة، مما يؤدي إلى العديد من الظروف النفسية السيئة، وبالتالي يصبح العمل رديء".