الأردن والنرويج يبحثان التعاون الدفاعي وجهود مكافحة الإرهاب (صور)
أكّد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي ووزيرة خارجية مملكة النرويج أنيكن هويتفيلد اليوم استمرار المملكتين في العمل على تعزيز علاقات الصداقة الراسخة بينهما وزيادة التعاون في مختلف القطاعات.
وشدّد الوزيران خلال محادثات أجرياها في عمّان، اليوم، عمق علاقات الصداقة والحرص على توسعة آفاق التعاون الثنائي في المجالات كافة.
وبحث الوزيران سبل زيادة التعاون بينهما في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية وحماية البيئة والأمن الغذائي، إضافة إلى التعاون الدفاعي وفي جهود مكافحة الإرهاب.
واستعرض الوزيران المستجدات الإقليمية، وفي مقدمها تلك المرتبطة بالقضية الفلسطينية، والأزمة السورية، وقضية اللاجئين، ودعم العراق، وجهود تكريس الأمن والاستقرار، والأزمة الأوكرانية وتبعاتها.
وفي تصريحات صحافية مشتركة بعد اللقاء، قال الصفدي إنه "استكمل ونظيرته اللقاءات التي أكدت الحرص المشترك للبلدين على أن يستمرا في العمل معاً من أجل تطوير العلاقات التي تربط بين المملكتين".
وقال الصفدي "علاقاتنا الدبلوماسية تعود لأكثر من ستين عاماً، والتواصل خلال هذه الفترة والتنسيق والتعاون كان مستمراً، وأجرينا مباحثات في عديد لقاءات سابقة حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
وأشار الصفدي إلى أن المحادثات استعرضت أيضاً سبل البناء على مخرجات الزيارة التي قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني للنرويج، في شهر آذار الماضي، والتي تخللها نقاشات موسعة حول توسعة التعاون في مختلف مجالات.
وأضاف الصفدي أنه "تربط البلدين علاقات متميزة، وتربط صاحبي الجلالة أيضاً علاقات متميزة، وهذا كله ينعكس على تنسيقنا وعلى عملنا المشترك من أجل تعزيز التعاون الثنائي".
وأشار الصفدي "بحثنا اليوم آفاق توسعة هذا التعاون عبر عديد مشاريع يمكن أن نستمر بها أو أن نبدأها"، لافتاً لمشروع صحارى الغابات الذي تدعمه النرويج منذ العام ٢٠١٧، والهادف لمواجهة التحديات المناخية، وزراعة الأراضي، وإيجاد فرص عمل في العقبة.
وأضاف الصفدي "هنالك تعاون في مجال الدفاع ومحاربة الإرهاب، وهو تعاون منهجي ومستمر". وزاد "وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية نتطلع إلى المزيد من إيجاد الفرص التي تعود بالخير على البلدين في مختلف المجالات سواء التجارة، والاقتصاد، والسياحة، والدفاع، والطاقة وإلى غيرها من المجالات".
وثمن الصفدي موقف النرويج إزاء القضية الفلسطينية، لافتا إلى أنه "للنرويج موقف واضح في دعم حل الدولتين، وجهد واضح في دعم الاقتصاد الفلسطيني، ولها أيضاً دعم مستمر لوكالة الأنروا،" مشيراً إلى إعلان النرويج دعم بحوالي 124 مليون دولار للأنروا على مدى السنوات الأربع القادمة.
وقال الصفدي إنه من خلال ترؤس النرويج للجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدات الدولية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني، تقوم النرويج بدور فاعل لتنسيق المساعدات الدولية ولإظهار الحاجة لتقديم العون الذي يحتاجه الاقتصاد الفلسطيني لينمو بشكل مستمر ولتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني".
وأضاف الصفدي أن الأردن والنرويج متفقان على خطورة استمرار عدم وجود آفاق سياسية لحل الصراع، وأنه وضع نظيرته النرويجية بصورة الجهود التي يقوم بها الأردن من أجل العودة إلى "مفاوضات جادة وفاعلة تأخذنا باتجاه حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران 1967".
وأكد الصفدي "لا يمكن أن يستمر غياب الأفق السياسي. ولا يمكن أيضاً الاستمرار في الخطوات الأحادية التي تقوض فرص تحقيق حل الدولتين"، مثمناً "الدور الأساسي والموقف الواضح للنرويج في جهود تحقيق السلام العادل والشامل الذي ينهي الصراع في المنطقة ويمهد لمرحلة من الإنجاز والاستقرار والأمن".
وأضاف الصفدي أنه بحث ونظيرته النرويجية الجهود المبذولة للتوصل لحل سياسي للأزمة السورية، وقضية اللاجئين، وعديد قضايا إقليمية ودولية أخرى.
وشكر الصفدي هويتفيلد على الدعم الذي تقدمه بلادها للأردن لمساعدته على تحمل عبء اللجوء. وأضاف "هذا دعم أساسي، خصوصاً في هذه المرحلة التي نشهد فيها تراجعاً في الدعم الدولي للاجئين، مما يمثل خطراً على حق هؤلاء اللاجئين في العيش بكرامة وتلبية احتياجاتهم المعيشية."
بدورها عبرت وزيرة خارجية النرويج عن سعادتها "بأن الروابط بين المملكتين قوية ومتنوعة، وبدا ذلك جلياً خلال الزيارة الناجحة لصاحبي الجلالة الملك هارولد والملكة سونيا إلى الأردن في عام ٢٠٢٠"، والتي تزامنت مع الاحتفال بمرور خمسين عاماً من العلاقات الدبلوماسية.
وأضافت هويتفيلد "لقد تشرفنا أيضاً باستقبال جلالة الملك عبدالله الثاني في النرويج خلال شهر آذار، وكانت زيارة ناجحة للغاية"، مؤكدة استمرار النجاح في تطوير العلاقات بين البلدين، ومشددة بأن "للأردن دور رئيس كعامل استقرار في المنطقة بكاملها".
وأشارت "في اجتماعنا اليوم، ناقشنا الحاجة للوصول إلى حل الدولتين لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وناقشنا أيضاً الاجتماع القادم للجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدات الدولية المقدمة إلى الشعب الفلسطيني". وزادت "نحن قلقون للغاية من غياب الأفق السياسي وتصاعد العنف" لافتة إلى أنه جرى البحث أيضاً في غياب الحل السياسي في سوريا، بالإضافة إلى بحث الوضع في العراق.
و قالت الوزيرة النرويجية "زرت مخيم البقعة اليوم. لقد تعاون الأردن والنرويج في دعم الأنروا للقيام بمهامها في دعم اللاجئين الفلسطينيين، كما زرت أحدى العائلات السورية التي تعيش في حي في أحد ضواحي عمّان، ولقد شهدت كرم ضيافتكم للاجئين" وأضافت "لقد زرت مخيماً للاجئين السوريين قبل ٩ سنوات، وفي تلك الأيام لا أعتقد بأن أيّاً منا قد توقع استمرار أوضاع اللاجئين كل هذه الفترة".
وتطرقت هويتفيلد في حديثها إلى تبعات الأزمة الأوكرانية على الأمن الغذائي العالمي، مؤكدة أنه وعلى الرغم من أن الاهتمام منصب حالياً على الوضع في أوكرانيا، إلا أنها تؤكد استمرار النرويج بتقديم الدعم للأردن، والمجتمعات المحلية المضيفة للاجئين.