الصحة النفسية
كتب: د. محمد عبدالحميد القضاة
الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. وكما نحرص جميعا عن صحتنا الجسدية، يجب ان نحرص أكثر على صحتنا النفسية ونسعى لاستشارة او مراجعة المختصين مهما كانت الاعراض بسيطة.
إذا كنت تظن انك لن تحتاج يوما لطبيب أو مرشد نفسي، أو كنت تلوم وتنتقد من يتوجه للطبيب او المرشد النفسي، فاعلم أنك غالبا بحاجة استشارة نفسية لحل مشكلة الإنكار التي قد تكون تعاني منها.
ينشر بعض المؤذيين نفسياً باستمرار خبراً بين الطلاب أن من يراجع المرشد النفسي او عيادات الطب النفسي سيتم كشف ملفه ولن يحصل على وظيفة ولا مقابلات وستتأثر فرصه في الدراسة والعمل داخل وخارج الاردن. وهذا الخبر غير صحيح ولا يستحق التداول ولا الاهتمام. لا يتم اطلاقاً الكشف عن اي معلومات طبية عن أي أحد ولا يتم نشر ملف اي شخص يراجع العيادة النفسية، ولا تتأثر فرص أحد بسبب طلبه استشارة نفسية.
أما الأهل الذين يمنعون ابناءهم من طلب الاستشارة النفسية: أنتم مخطئون وتظلمون ابناءكم بمنعهم من طلب الاستشارة. العلاج النفسي ليس سحراً ولا يسبب الإدمان.
ما نشاهده من مشاكل وضغوطات واحتقانات في حياتنا اليومية هو نتيجة إهمالنا للعناية بالصحة النفسية. كل هذا الاكتئاب والإحباط والقلق والطلاق والشك والفشل والخمول والسلبية والشكوى، كلها بسبب اضطرابات نفسية نعاني منها جميعنا.
الوصمة التي صنعناها تجاه الطب النفسي وكل ما يتعلق به سنكون نحن أول من يتأذى بها، الطب والارشاد النفسي عنصران من أهم عناصر الاستقرار النفسي والرخاء المجتمعي.
يجب التوسع في تعيين خريجي الارشاد النفسي في وزارة التربية والتعليم، ليكون مربي الصف متخصصا بالارشاد النفسي ومتفرغا لطلبته ومتابعتهم، بدل ان يكون هناك مرشد نفسي واحد لكل المدرسه، ولا أحد يتواصل معه. حتى نتجنب اي حالات نفسية قد تبدأ منذ الصغر ولا ندركها إلا متأخرين عند الكبر.
تذكر ان البعض يعرّف الصحة النفسية على أنها حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته الخاصة والتكيّف مع حالات التوتّر العادية، والعمل بشكل منتج ومفيد والإسهام في مجتمعه المحلي.
إذا لم ينطبق عليك التعريف أعلاه، فصحتك النفسية ليست على ما يرام، فحاول ان تتصرف مبكرا حتى لا تتضرر اكثر.
ولكل المؤذيين الذين ينشرون الاشاعات والاخبار المغلوطة، ستلاحقكم هذه الخطيئة وعواقبها وذنب كل من آذيتموه بسببها.
