أول تعليق من "فتى الخربوش" بعد انشغال الأردنيين بقصته
علّق طالب التوجيهي علاء أبو جلقة، على ما حصل معه وشقيقته ملاك بشأن حصولهما على منحة كاملة من صندوق حياة للتعليم بعد وقت قصير من نشر قصتهما المؤثرة على منصات التواصل الاجتماعي في الأردن مؤخرا.
وكتب أبو جلقة: "في كثيرٍ من الأحيان تكن العطايا والهبة الربانية على شكل أشخاصٍ قادرون بنبل أخلاقهم وشعورهم بالآخر أن يكونوا جرعة دواءٍ شافية، أن يُساقوا لك كتلك الغيمة التي جاءت لتروي صحراء القلوب الجافة بعد طول انتظار، هم من اصطفاهم الله عز وجل ليكونوا أصحاب الفضل والأجر العظيم".
وأضاف: "لا ريب أن هذا الأمر هو أمرٌ فطريٌ في جيناتهم الوراثية، فهم مستحقون للشكر رغما عن كل شيء مستحقون له بفعلهم الذي كان وما زال بياضَ وجهٍ تشهد له أفعالهم قبل أقلامهم التي خطت وأجزلت".
وقال أبو جلقة إن "المهندس صايل أمين الطراونة لم يكن ما جئت به هو من قبيل السبق الصحفي ولكنه كان من باب الشعور بالفخر لما تم إنجازه في اجتياز امتحان شهادة الثانوية العامة بمعدلات عالية رغم قلة الإمكانيات والظروف الصعبة، فأنت تستحق أن يَخْط قلمي جزيل المدح والشكر والعرفان لك بجهدك الذي قمت به معنا واحترامك لرغبتنا عندما قلنا لك: إننا لا نحتاج مساعدة من أحد سوى القبول بالمنح الدراسية لإكمال الحصول على متطلبات درجة البكالوريوس".
وختم منشوره بقوله: "لقد كنت وما زلت رجل المهمات الصعبة الأخ الصادق والمواطن المخلص لا كلماتي البسيطة هذه توفيك حقك ولا تحاكي شيئاً من الجهد الذي قمت به معنا ولكنها كنوع من رد الجميل لشخصكم الكريم بطيب أصله ونبل أخلاقه".
ووفق المهندس صايل الطراونة، فقد اجتاز علاء وملاك امتحان التوجيهي رغم الظروف القاسية التي يعيشانها.
وكان الطراونة قد كتب عبر حسابه على منصة "فيسبوك":
"الصدفة المؤلمة، والإجابة الصادمة.
في جولة غرب المزار في محافظة الكرك سألت راعيا للأغنام ما سبب اعتلاء العلم الأردني لهذا الخربوش.
الإجابة صادمة: نجاح توجيهي.
وبقدر ما تفاعلت مع قصص النجاح في الثانوية العامة إلا أنني صعقت وصدمت وفرحت وبكيت بهذا النجاح.
حفزني الفضول لأعرف كيف حصل النجاح لا بل التفوق بهكذا ظروف.
الأب: بائع خضرة على الطرقات.
الأم: مريضة عضال وفاقدة للأهلية منذ 17 عاما.
مكان تلقي التعلم: خربوش بجوار الخربوش الكبير.
الأدوات الكتب وقلمان وتلفون لوكس للتعلم ليلا.
الناجح الأول: فتاة قامت مقام الأم منذ عمر 5 سنوات لتلبي واجبات البيت وطالبة على مقاعد الدراسة والطفولة سلبت مبكرا.
الناجح الثاني: فتى بدوي ممشوق قام بحمل جزء من حماية البيت وتلبية الاحتياجات أثناء غياب والده وهو يبيع الخضار وطالب في خربوش مشترك مع أخته والشراكة امتدت إلى الكتب والقلم وضوء الهاتف.
النتيجة: تفوق بالثانوية العامة وأكبر مصيبتهم كيف سيدخلون الجامعة لباساً ورسوما ونفقات.
أحببت أن أوثق هذه الحالة ولكم التقدير كيف يهزم الإنسان القهر والفقر وظروف الحياة القاسية".