المغتربون نفط الأردن.. زيادة كبيرة في عائدات السياحة
شكّل الأردنيون المقيمون في الخارج النسبة الأكبر من السياح إلى المملكة هذا العام، بحسب مختصين.
ونمت عائدات السياحة الأردنية بنسبة 204.5 في المائة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، وبلغت نحو 2.87 مليار دولار مقارنة بالفترة نفسها من عام 2021، بحسب وزارة السياحة التي أشارت إلى ازدياد عدد السياح للمملكة إلى 1.7 مليون هذا العام.
وقال الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة، إن ارتفاع عائدات السياحة يعد مؤشرا إيجابيا للأردن، خاصة للقطاعات الداعمة للسياحة، مثل النقل والفندقة وغيرها.
وأضاف مخامرة، إن القطاعات تتأثر بتعافي قطاع السياحة لأنه يشكل نسبة كبيرة من الناتج المحلي الإجمالي.
وأكد مخامرة أن زيادة عدد السياح مهمة أيضا للحصول على عائدات النقد الأجنبي التي يحتاجها الأردن لتحسين احتياطياته من العملات الأجنبية.
وقال مخامرة إنه بعد الوباء، عاد المغتربون مرة أخرى، ولعب هذا دورًا رئيسيًا في انتعاش السياحة، مضيفا أن عدد السياح العرب أعلى بالتأكيد من غيرهم من السياح الأجانب، وهو ما يرجع أيضًا إلى الأزمة الأوكرانية الروسية، حيث لم تعد هناك سياحة من هناك.
وبحسب مخامرة، فإن إحياء قطاع السياحة يساعد في الحفاظ على فرص العمل وخلقها، مثل المرشدين السياحيين وموظفي الفنادق.
وقالت الخبيرة السياحية، رجاء جزار، إن البيانات "فاقت توقعات" بشأن الأردنيين الوافدين والزوار من دول الخليج.
ووفقًا لجزار، فإن الدولة الأوروبية الوحيدة التي احتلت المرتبة الأولى من بين العشرة الأوائل من حيث عدد زوار الأردن خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2022 هي فرنسا، في حين أن 80٪ من السياح الوافدين إلى الأردن خلال هذا العام هم أردنيون وعرب من دول الخليج.
قال جزار لصحيفة جوردان تايمز: "تخصيص الميزانية يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة لقطاع السياحة وكيفية إنفاقها في الأسواق ونوع الإيرادات التي يحصل عليها الأردن لكل سوق".
وأشارت إلى أن 90 في المائة من ميزانية هيئة السياحة الأردنية تركز على الحملات التسويقية في أوروبا، على الرغم من أن مساهمتها تصل في أفضل الأحوال إلى 15 في المائة من الإجمالي، لافتة إلى أن الميزانية للأسواق العربية تبلغ 5 في المائة وتساهم بنسبة 80 في المائة إلى جانب المغتربين الأردنيين.
وشددت رجاء جزار على أن نسبة السياح الأوروبيين إلى الأردن متدنية مقارنة بحصة السائحين من الجنسيات العربية.
وتابعت قائلة: "ما يقرب من 30 في المائة من إجمالي التذاكر المباعة للرحلات منخفضة التكلفة المدعومة من الأردن ذات اتجاه واحد، مما يعني أن المستفيدين ليسوا سائحين أجانب من أوروبا، بل طلاب جامعيون ومغتربون أردنيون ودبلوماسيون أجانب".
وتبلغ الميزانية الإجمالية لهيئة تنشيط السياحة الأردنية، 72 مليون دينار، منها 36 مليون دينار لدعم الرحلات منخفضة التكلفة في أوروبا، بالإضافة إلى 2 مليون دينار للخطوط الجوية الملكية الأردنية في أوروبا، ومليوني دينار لدعم الرحلات المستأجرة في السوق الأوروبية.
وأشارت إلى أن الأرقام تظهر "عيبًا كبيرًا" في السياسات، والتباسًا في طريقة التعامل مع قطاع السياحة.
من جهته، قال المحلل الاقتصادي حسام عايش: “من الصعب اعتبار هذا النشاط السياحي عودة إلى الظروف السياحية في الماضي أو كيف كانت في فترة ما قبل الجائحة. ومع ذلك، فهي خطوة في الاتجاه الصحيح، شريطة أن تكون متكررة ومستدامة، وليست شيئًا لمرة واحدة".