بعد إعلان التخصصات الراكدة.. أين يتجه الطلبة؟
أعلن ديوان الخدمة المدنية عن ركود مجموعة من التخصصات الجامعية في سوق العمل، والتي لن تكون هناك حاجة لها لسنوات قادمة.
وتم تصنيف 40 تخصصًا أكاديميًا، نصفها درجة البكالوريوس والنصف الآخر من دبلومات كليات المجتمع الشاملة - التي تعتبر الأكثر شعبية بين الطلاب - على أنها راكدة ومكتظة.
العدد الحالي لخريجي تلك التخصصات كافٍ لاحتياجات سوق العمل المحلي لمدة لا تقل عن 10-15 سنة، بحسب ديوان الخدمة المدنية.
وتشمل التخصصات الراكدة العلوم السياسية واللغات الأجنبية والفلسفة والاقتصاد وإدارة الأعمال والتعليم الخاص وإعادة التأهيل والصحافة والإعلام وعلوم الكمبيوتر وغيرها.
وقال مدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، أحمد عوض، إن ديوان الخدمة المدنية لديه فقط إحصائيات حول التخصصات الراكدة أو غير الراكدة في القطاع العام، وليس القطاع الخاص، لذا فهي لا تعكس بدقة واقع سوق العمل.
وأضاف عوض: "الهدف من أي تخصص جامعي هو إعداد الطلاب للعمل من حيث المهارات الأساسية والمعرفة، ولكن للأسف مستوى التعليم في الجامعات الأردنية منخفض للغاية".
وأشار إلى أن الجامعات الأردنية "تفتقر إلى الأنظمة التعليمية" التي تمكن الخريجين من دخول سوق العمل بكفاءة، مما يخلق فجوة كبيرة بين احتياجات السوق ومهارات الطالب.
وبحسب عوض، هناك أيضًا فجوة كبيرة بين طبيعة التخصصات الموجودة حاليًا في الجامعات واحتياجات سوق العمل.
ولفت إلى أن الأردن يفتقر إلى الدورات الإدارية والمهنية، وكذلك التخصصات الزراعية وإدارة البيانات والتخصصات الفنية، وهو ما "يحتاجه السوق الأردني بشدة".
من جهته، قال الخبير الاقتصادي وجدي مخامرة إن سوق العمل الأردني "محدود وبحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة كاملة".
وأضاف مخامرة: "لسوء الحظ، لا يزال الطلاب يهدرون وقتهم وجهدهم في دراسة تخصصات ليست ضرورية في السوق، بسبب ثقافة العيب والضغط من أولياء الأمور أو حتى المجتمع عليهم لدراسة شيء محدد بخلاف ما يريده معظمهم بالفعل".
وأشار إلى أن الخريجين الحاصلين على درجات تخصص راكد عليهم اللجوء إلى البحث عن فرص عمل في الخارج، وهو ليس بهذه السهولة لكن هناك بعض التخصصات المطلوبة في الخارج أكثر منها في الأردن.
وقال مخامرة: "يمكن لخريجي التخصصات الراكدة الحصول على شهادات أو دورات معينة تضيف إلى درجاتهم وتخصصهم، وهو أمر يحتاجه سوق العمل بالفعل. في معظم الحالات، ينتهي الأمر بالخريجين للعمل في مجال آخر غير تخصصهم".
وذكر مخامرة أنه يمكن للخريجين اللجوء إلى إنشاء مشاريع ناشئة أو المشاريع الريادية.
وأضاف مخامرة أن الطلبة في الوقت الحاضر بحاجة إلى تحويل تركيزهم إلى التخصصات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات والخدمات اللوجستية، وهي مطلوبة ليس فقط في الأردن ولكن أيضًا في البلدان الأخرى، مشيرًا أيضًا إلى أهمية الوظائف المهنية المتعلقة بالبنية التحتية.
سارة عبد الكريم، مستشارة مهنية، قالت إن العالم يتغير بالرقمنة، حيث يرتبط أي شيء وكل شيء في الوقت الحاضر بالرقمنة والتحول الرقمي.
ونصحت الطلبة بالالتحاق بمزيد من التخصصات التقنية والرقمية مثل الأمن السيبراني، وكذلك التخصصات مثل الذكاء الاصطناعي وأي شيء متعلق بذلك.
وأشارت إلى أن "علم البيانات" مطلوب بشدة في الأسواق حول العالم "التخصص جديد نسبيًا وهو ينمو باطراد".
وشجعت الطلبة على "التخلي" عما يريده آباؤهم، مبينة أن "معظم الآباء لا يفهمون الحياة الحديثة وسوق العمل وما هو مطلوب. الطب والهندسة ليسا ما كانا عليه من قبل".
وفقًا لعبد الكريم، فإن تخصصات تصميم الألعاب وهندسة الطيران والتكنولوجيا المالية هي ما يحتاجه سوق العمل على الصعيدين الوطني والدولي.