متنبئ جوي: الأردن لم يتأثر بأي موجة حارة منذ بداية الصيف الحالي
أوضح المتنبئ الجوي المهندس مالك سعادة حول الموجة الحارّة وتعريفها.
وكتب سعادة في منشور عبر صفحته على منصة "فيسبوك"، مساء اليوم الأحد، "أصدرت منظمة الأرصاد الجويّة العالميّة توصية لجميع بلدان العالم باعتماد تعريف واحد للموجة الحارّة، وهي باختصار (ارتفاع درجة الحرارة العُظمى عن معدّلها لأكثر من 5 درجات ولمدّة خمسة أيام متواصلة)".
وتابع: "لكن للأسف، لم يلتزم إلا القليل من دول العالم بذلك، ومعظم الدول أطلقت شروط وخصائص مختلفة عن هذا الإصدار لتعريف الموجة الحارّة"، "بل وصل الحدّ إلى ما دون ذلك، فحتى في بلدنا هنا (الأردن) كلٌ يُغنّي على ليلاه، فكل راصد جوّي يُطلق مصطلح الموجة الحارّة بحسب ما يراه وباجتهاده الشخصي وحسب مستوى شعوره بالحرّ ويضرب كل المعايير العالميّة بعرض الحائط!".
وأضاف: "نأخذ بعض الأمثلة على الاختلافات في التعريف، ففي الهند مثلاً فقد اعتمدت هذا التعريف، حيث يطلقون مصطلح الموجة الحارّة عند ارتفاع درجات الحرارة لأكثر من خمس درجات عن معدّلاتها واستمرارها كذلك لأكثر من خمسة أيّام"، "بينما دول جنوب شرق أوروبا (مثل بريطانيا) فقد اعتمدوا تعريف الموجة الحارّة بارتفاع درجات الحرارة لأكثر من 3 درجات عن معدلاتها ولأكثر من 5 أيام".
وأشار سعادة إلى أنه في "دول شمال أوروبا فقد أطلقوا أكثر من تعريف، الأوّل هو ارتفاع الحرارة عن معدلها العام لأكثر من 25 درجة ولمدة 5 أيام، والثاني أكثر من 30 درجة لمدة 3 أيام"، "أما اليونان، فقد اعتمدت رقما ثابتا وهو درجة حرارة عظمى 33° واستمرارها لأكثر من 4 أيام".
وتابع: "نذهب إلى الولايات المتّحدة، حيث اعتمدوا تعريف الموجة الحارّة بارتفاع الحرارة العظمى عن معدلاتها بأكثر من 3 درجات لمدة 48 ساعة".
ولفت إلى أن "بعض الدول الأخرى ارتبط تعريف الموجة الحارّة لديها بتأثيرها على الناس ومدى ازدياد الأمراض بسبب الطقس الحارّ، حيث كل دولة من هذه الدول وجدوا بأنّ هناك علاقة بمعدّل الزيادة في درجات الحرارة عن معدلها الشهري مع معدّل زيادة دخول الناس للمستشفيات بسبب هذه الحرارة الزائدة".
وبين أن "التعاريف كثيرة، وهناك العديد من الدول التي لديها معايير خاصّة في تصنيف الموجة الحارّة، تشعّبت المقاييس وتعالت الأصوات في اختلاف الآراء".
ورأى أن "هذا ليس عيباً في علم الأرصاد الجويّة، بل هذه رسالة لنا ولكل مهتم ومتابع لهذا العلم الواسع والعظيم بأنّه علم ليس ثابتا، ومعلوماته ليست قطعيّة، بل تتغيّر باختلاف الزمان والمكان، ومن أكبر الأمثلة على تغيّر الزمان هو التغيّر المناخي".
وأوضح سعادة أن رسالته مفادها أنه "لا يمكن هنا في الأردن أيضاً أن نزيد الطين بلّة، ونزيد التعقيد أكثر، فتكثر الآراء وتتشعّب المعايير، فليس من حقّ أي شخص أن يتّبع هوى نفسه في تعريف الموجة الحارّة، فكلما شعر بطقس حارّ لا يُطاق أطلق على ذلك موجة حارّة!"، "بل علينا الانصياع لرأي من آراء منظمات الأرصاد المختلفة، ويا حبّذا لو نتّبع في ذلك منظمة الأرصاد الجوية العالمية؛ فهي الأساس والمرجع الثابت للجميع".
وأضاف: "للأسف، المصيبة الأكبر عندما نجد التهاون والتساهل الأكبر في إطلاق مصطلح الموجة الحارّة عند بعض المختصّين والمهتمّين في هذا المجال دون اتّباع واعتماد أدنى المعايير!".
وتابع: "بعد هذا كلّه، نجيب على سؤال، هل ما نتأثّر به من طقس حارّ ومزعج خلال هذه الأيّام هو عبارة موجة حارّة؟".
وبين أن "الإجابة لا وبالصوت العالي لا، بل حتى ما تأثّرنا به خلال الأسبوع الماضي من درجات حرارة أعلى من هذه الأيام وأشدّ حرارة لم ترقى لموجة حارّة (وفقاً للمعايير الرسميّة والمُعتمدة)"، "وأزيدكم من الشعر بيت، لم تتأثّر الأردن بأي موجة حارّة منذ بداية موسم الصيف الحالي وحتى هذه اللحظة، وفقاً للمعايير والشروط العلميّة التي أطلقتها المنظمة العالميّة للأرصاد الجويّة".
وتساءل المتنبئ الجوي: "متى يمكن إطلاق مصطلح (موجة حارّة) في فصل الصيف؟"، ليجيب على هذا التساؤل بأنه "عندما ترتفع درجات الحرارة العظمى عن المعدّل الشهري لها في تلك المنطقة لأكثر من 5 درجات ولمدّة 5 أيّام متتالية (يمكن اعتماد 3 أيّام كحد أدنى لإطلاق عليها مصطلح موجة حارّة قصيرة)".
كما تساءل: "إذاً ما الذي نتأثّر به من طقس حارّ هذه الأيام وماذا يمكن أن نُسمّيه؟".
وأوضح أنه "علميّاً، إذا تجاوزت درجات الحرارة المعدّل الشهري لها وفي ذات الوقت لم تحقّق شروط الموجة الحارّة من الناحية العلميّة فإنّنا نُطلق على ذلك (كتلة هوائيّة حارّة) وهو ما نتأثّر به هذه الأيام وما نتأثّر به بين فترة وأخرى منذ بداية فصل الصيف".
وأشار إلى أن "معدّل درجة الحرارة العُظمى في العاصمة عمّان لشهر 7 (تموز) هو 32.2° وهذا يعني بأنّه حتى نتأثّر بموجة حارّة فيجب ارتفاع درجة الحرارة إلى 37.2° أو أكثر ولمدّة 3 أيّام على الأقل".