تكامل إقليمي دولي جدد عنوانه (1+6+3)
عوني الداوود
«آخر سطر» في بيان «قمة جدة للامن والتنمية» التي عقدت يوم أمس في مدينة جدة السعودية بحضور جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو ولي العهد الامير الحسين بن عبد الله الثاني وقادة دول مجلس التعاون الخليجي الـ(6) وقادة الدول الـ(3) الاردن ومصر والعراق ، وبحضور الرئيس الامريكي جو بايدن ، وبرئاسة سمو ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ...آخر سطر يقول : (..وأكد القادة التزامهم بانعقاد اجتماعهم مجددا في المستقبل ) .
هذه العبارة تؤكد ان الاقليم دخل مرحلة جديدة من التعاون المشترك سعيا نحو التكامل الاقليمي والدولي وفي مجالات تم الاعلان عنها في هذه القمة وهي (الامن الغذائي - والطاقة - والبنية التحتية - والمياه - وقضايا المناخ ) .
من أهم تداعيات الحرب في اوكرانيا ظهور تحالفات عالمية واقليمية اساسها المصالح المشتركة - كما هي السياسة عادة - لذلك فان من ابرز تداعيات الحرب في اوكرانيا :
- عودة منطقة «الشرق الاوسط» الى سلم اولويات الولايات المتحدة الامريكية ،وهذا ما اكده الرئيس جو بايدن امس حين قال: « لن نغادر ونترك فراغا تملؤه روسيا او الصين او ايران «.
- رغم ان ابرز عناوين جولة الرئيس بايدن للمنطقة ملفان هما : ( النفط والطاقة / مع المملكة العربية السعودية - اكبر مصدّر وثالث اكبر منتج للنفط في العالم ) ..والملف النووي الايراني ( مع اسرائيل - ودول الخليج ايضا ) ..وكلا الملفين لهما تداعيات وقلق امريكي « ديمقراطي « من انعكاساتهما على قرار الناخب الامريكي في انتخابات مجلس الشيوخ - الكونغرس - والمقررة في تشرين الثاني المقبل .
- لذلك كان لا بد من الحضور للمنطقة بخطاب امريكي مختلف ابرز ايجابياته : عودة التأكيد - ولو اعلاميا في هذه المرحلة - على اهمية السلام في المنطقة والقضية الفلسطينية كقضية مركزية وعامل اساس في استقرار المنطقة وضمان ديمومة المشاريع الاستثمارية الكبرى لانه دون الامن والامان لا ضمانات لديمومة مثل تلك المشاريع .
- «قمة جدة» اكدت اهمية « التحالفات « في هذه المرحلة كنتيجة مهمة من نتائج الحرب في اوكرانيا ، فقد عززت اهمية « مجلس التعاون الخليجي « وعززت مكانة التعاون الثلاثي بين الاردن ومصر والعراق والذي وصفه الرئيس الامريكي جو بايدن بانه « انموذج ايجابي في التعاون الاقليمي «... وقمة جدة اضافت تحالفا جديدا للتعاون الاقليمي بين دول ( 6+3) + (1) ..بعلاقة استراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية قوامها المصالح المشتركة ،وتعاون سياسي امني اقتصادي في ملفات عديدة فصّلها البيان الختامي للقمة .
- الاردن وبقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني كان حاضرا وبقوة في هذه القمة وحقق نتائج مهمة سياسيا واقتصاديا ...في مقدمتها التأكيد على دور الاردن كقوة للسلام في المنطقة وعلى الوصاية الهاشمية ، واكدت مذكرة المساعدات الامريكية للاردن المزمع توقيعها قريبا بنحو( 1.45 مليار دولار ) مكانة الاردن واهميتها للولايات المتحدة من خلال مساعدات هي الاعلى في تاريخ البلدين ولمدة سبع سنوات ، كما اكدت دور الاردن كحليف رئيس للولايات المتحدة ،وقدرة الاردن على ان يكون مركزا اقليميا مهما للتعاون في مجالات الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والمياه والامن الغذائي والمناخ ، كما اكدت دعم الولايات المتحدة لبرنامج الاصلاح الاقتصادي الاردني الذي اعلنه جلالة الملك عبد الله الثاني .
مخرجات « قمة جدة للامن والتنمية « تؤسس لمرحلة جديدة سيكون لها آثار ملموسة على الواقع السياسي والاقتصادي والامني لدول ( 6+3) وباقي دول «الشرق الاوسط الكبير « وشعوبها في قادم الايام .