صدمة تلو الأخرى في جرائم تهز المجتمعات العربية

{title}
أخبار الأردن -

تهاني روحي

صدمة تلو الأخرى في جرائم تهز المجتمعات العربية التي وان إعتادت على قضايا العنف الاسري ولا تزال للأسف تعتبرها شأن عائلي بامتياز، الا ان جريمتا قتل في أقل من اسبوع في دولة شقيقة ومحليا لطالبات جامعيات سواء داخل الحرم او على أبواب الجامعة، تجعلنا ندق ناقوس خطر كبير، خاصة واننا لم نتعافى بعد من صدمة تحرش الأستاذ الجامعي لطالباته على مدار سنوات طوال، كان متسترا نتيجة خوف الطالبات  من الشكوى.

 

ومن ضجة أثيرت حول ردة فعل مهينة من احد رجال الدين المغمورين حول تبريره لقتل طالبة (المنصورة) بحجة ان الفتاة عليها التستر ولبس (القفة) حتى لا تقتل، الى اتهامات للطالبات المتحرش بهن بتماديهن ووقوف الأكثرية مع الأستاذ الجامعي المتحرش بحجة لباس الطالبات، تجعلنا أيضا ان نفكر مليا لماذا تتم إدانة الضحية حسب النوع الاجتماعي بل وتدعم الجاني. الا ان ردود الفعل المصدومة بقتل طالبة الجامعة الخاصة في الأردن لا تزال في نطاق تغليظ العقوبة والمطالبة باعدام القاتل فورا.

وفي قراءة سريعة للأرقام، لا تزال قضايا العنف الأسري في ازدياد عاما بعد عام. وفي كل حادثة يضج المجتمع وتعلو (الترندات والهاشتاغ) الى أن تطوى الصفحة. نحتاج هنا لوقفة جادة لاعادة النظر جذريا في منظومة الحماية ، سواءً من خلال إعادة التعريف بالخدمات أو تجويدها أو مراجعة التشريعات التي من شأنها ردع المعتدين وتشديد العقوبات خصوصاً في حالات العنف الأسري والمرأة بشكل خاص.

 

اذن، تغيير النهج والاستراتيجيات التي اتبعت على مدار الاعوام الماضية، هو ما نحتاجه حاليا، بالاضافة لخطة تشاركية يساهم فيها جميع شرائح المجتمع وهم غير مستثنون في المساهمة على القضاء على العنف، على اختلافهم كل في فضائه وحسب دوره حتى نصل للنتيجة التتكاملية سواء معلمون، ناشطون، سياسيون، قادة أديان، واعلاميون وحتى المؤثرون على مواقع التواصل، ليشاركوا جميعًا في مسؤولية التوعية بالعنف وآثاره المجتمعية، خاصة وان شبكة الحماية والأمان في حياة المجتمع أصبحت مهترئة بشكل يحتاج لاصلاح جذري. فالطريق طويل وشاق، الا ان السير بخطى ثابته وواضحة سيؤدي الى تغيير تدريجي يبدأ من الجذور الاجتماعية التي أنتجته.

ويبقى التساؤل المشروع، لماذا يستمر العنف الفردي والمجتمعي ضد المرأة هل من غير حق المرأة في أن تقول لا ؟؟ هل هي بسبب الحب الاستحواذي، أم مشاكل نفسية ام تحت تأثير المخدرات.

انه يوم حزين على الأردن، جميعنا على اختلاف اطيافنا وخلفياتنا مصدومون وحالة من القهر في دواخلنا على اخت لنا في الوطن قتلت بوضح النهار وبوسط الحرم الجامعي.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير