محمد الكرد يثير عاصفة جدل فلسطينية وعربية بسبب صورة قديمة له

{title}
أخبار الأردن -

تشهد منصات التواصل الاجتماعي في فلسطين والوطن العربي، عاصفة جدل بدأت فصولها بعد تداول صورة قديمة للناشط الفلسطيني محمد الكرد أثناء مشاركته في فعالية نظمتها تُعنى بمجتمع الميم والمثليين جنسيًا.

تلك الصورة، ظهر فيها محمد الكرد البالغ من العمر 24 عامًا أثناء إلقائه كلمة في فعالية من تنظيم جمعية قوس الفلسطينية والتي تعرف نفسها على أنها مؤسسة غير ربحية هدفها الترويج للتعددية الجنسية في المجتمع الفلسطيني في عام 2019 بنيويورك حيث كان يدرس هناك.
 
وتسببت الصورة، التي لم يتم الكشف عن مصدرها أو السبب وراء نشرها في هذا التوقيت تحديدًا، بفتح النار على محمد الكرد من قبل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي واعتباره يدعم المثلية الجنسية.
 
وكعادتهم، انقسمت آراء النشطاء على موقع التدوين "تويتر" بين مهاجم لمحمد الكرد على دعمه لمجتمع الميم والإساءة للقضية الفلسطينية وبين من اعتبر مشاركته في الفعالية حرية شخصية.
 
وكتب أحد المغردين: "طيب عشان هاد الناس لا تمثل الا نفسها، وهي ساقطة دينياً واخلاقياً ووطنياً ، لازم نفضحها وما نسكت على تمرير افكارهم السامة للشعب، زي ما طلعناهم بننزلهم بسابع ارض".
 
وسارع عدد من النشطاء إلى "إلغاء" متابعة الكرد على منصات التواصل الاجتماعي والدعوة لحملة "حظر" ضده بدعوى أن مشاركته تعد "تشويهًا" و"إساءة" للقضية الفلسطينية وللنضال الفلسطيني وللأصوات المحافظة في فلسطين. 
 
في المقابل، وجد من يدافع عن محمد الكرد بدعوى أن حياته الشخصية وميوله الجنسي أمر شخصي لا علاقة له بالقضية الفلسطينية حتى وإن لم يصرح الكرد رسميًا بأنه "مثلي الجنس" أم أنه مجرد ادعاء لا أساس له من الصحة.
 
وكتبت إحدى المغردات: الحكي الي عم بنحكى عن محمد الكرد بس لانه داعم لحقوق المثليين، والي هو واجبو وواجبنا الانساني كلنا، بخليني اقرف البلد والي فيها. يا زفت انتَ وياه شو عطيتو للقضية وبشو انتو احسن منو؟ وحتى لونو انسان عادي، كيف بتسمح لنفسك تهين حدا؟ ربي يطهر بلادي منكو ومن المحتل.
 
كما اعتبر البعض أن محاولة حصر اسم محمد الكرد بالقضية الفلسطينية يُعتبر انتقاصًا من قضية قومية عربية لا يمكن حصرها بشخصيات معينة وتحويلها إلى "أيقونة" للنضال وأن أي تصرف فردي صادر عنها قد يسيء للقضية كاملة.
 
وذكر بعض المغردين إلى أن الناشط محمد الكرد يتعرض لحملة "تشويه سمعة" أو ما يُعرف  سياسيًا بـ "اغتيال شخصية"، خاصة بعدما لعب دورًا كبيرًا في نقل قصة حي الشيخ جراح خاصة ومعاناة الشعب الفلسطيني عامة إلى العالم أجمع في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك شهر نوفمبر من العام الماضي.
 
واستذكر النشطاء مداخلته أمام الجمعية العامة والتي كانت واحدةً من أبرز المداخلات التي تم تقديمها خلال اجتماع الجمعية العامة الخاص بـ"اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، وتحدث فيها عن محاولات إسرائيل المستمرة أسرلة القدس وحيّ الشيخ جراح وطرد سكانه، وتحدث عن القانون الإسرائيلي الذي وضع لخدمة المستعمر.
 

ومحمد الكرد ناشط فلسطيني من حي الشيخ جراح في العاصمة الفلسطينية القدس الشرقية، كان يحضر الماجستير في الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى حي الشيخ جراح للاحتجاج على عمليات الإخلاء القسري لسكانها بما في ذلك أسرته.

واكتسب الكرد شهرة واسعة في الشارع الفلسطيني والعربي باعتباره مراسلًا لمجلة ذا نيشن لتغطية الشؤون الفلسطينية وحديثه عن معاناة أهالي حي الشيخ جراح، وعمليات الإخلاء القسري التي يتعرضون لها كشكل من أشكال التطهير العرقي، والاحتلال ككل باعتباره متواطئًا مع الفصل العنصري والاستعمار الاستيطاني. 

وفي عام 2021 تم تسمية محمد الكرد وأخته، منى الكرد، ضمن القائمة السنوية "أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم" التابعة لمجلة تايم؛ لنجاحهما في تصوير واقع الحياة تحت الاحتلال في القدس، مما ساهم في إحداث تغير في الخطاب المتعلق بالقضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير